شَهِدَ اليوم الثالث من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب ندوةً فكريَّة نظمها مجلس حكماء المسلمين تحت عنوان "منابر العلماء ومسؤولية وحدة المسلمين" شارك فيها إسماعيل خليل العلواني، معاون عميد كلية الإمام الأعظم الجامعة، و جاسم جعيز منخي، معاون عميد كلية الإمام الكاظم الجامعة، وأدارها الدكتور سمير بودينار مدير مركز الحكماء لبحوث السَّلام.
وفي بداية الندوة أكَّد الدكتور سمير بو دينار، أنَّ الحوار الإسلامي الإسلامي يمثل محورًا جوهريًّا في واقع الأمة المعاصرة، من حيث امتداداته في الهويَّة والانتماء ودور العلماء في مخاطبة الناس عبر المنابر والمنصات الإعلامية والدينيَّة، مشيرًا إلى أنَّ العراق يعد نموذجًا بارزًا في هذا السياق بحكم تاريخه العريق وتعدده المذهبي والفكري، وما يحمله من إرث حضاري وديني يجعل نقاش مثل هذه الموضوعات أكثر أهمية وعمقًا.
من جانبه، أكَّد إسماعيل العلواني، أنَّ المنبر يمثل أداة مركزية في توعيةِ الناس وتعزيز الهويَّة الجامعة للأمَّة، فهو ليس وسيلةَ خطاب فقط، بل هو جسر بين العالم والجمهور، وأداةٌ يمكن أن تعمِّق الفهم، وتبث روح الوحدة إذا أحسن استخدامها، أو تثير الفرقة إن أسيء توظيفها، لافتًا إلى أن العلماء في التاريخ الإسلامي كان لهم دور محوري في حماية العقيدة والثبات عليها، وأنَّ الموروث الإسلامي زاخر بنماذج لعلماء جمعوا ولم يفرقوا، مما يُلقِي بواجب كبير على علماء الحاضر ليواصلوا الدَّور ذاته.
بدوره، أوضح جاسم جعيز، أنَّ الحوار الإسلامي يجب أن يقوم على نشر قيم التَّفاهم والتعارف ونبذ الفرقة والاختلاف، مشيرًا إلى أن مجتمعاتنا اليوم بحاجة إلى خطاب علمي رشيد أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وأن المؤسسات الثلاث المؤثرة في المجتمع: الدينية، الاجتماعية، والأكاديمية، يجب أن تعمل بتكامل لتصحيح المفاهيم ودعم ثقافة الحوار، وتأكيد أن الوحدة ليست إلغاءً للآخر، بل هي قبول متبادل يقوم على السلم المجتمعي واحترام التنوع والتعددية.
واختتمت الندوة بتأكيد أنَّ دور العلماء اليوم يتجاوز المنبر التقليدي، ليكون مشروعًا واعيًا لبناء وحدة المسلمين، وتحصين المجتمع من التطرُّف، وتعزيز الثقة بين المذاهب عبر خطابٍ رصينٍ قائم على الدليل، والتاريخ المشترك، واحترام الاختلاف.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6.