الإثنين 8 ديسمبر 2025

تحقيقات

قول بلا فعل.. الأسباب وراء عجز الولايات المتحدة عن ضرب فنزويلا

  • 7-12-2025 | 16:15

الرئيس الفنزويلي وسط أنصاره

طباعة
  • محمود غانم

على مدار أسابيع، هددت الولايات المتحدة الأمريكية بمهاجمة الأراضي الفنزويلية، إلا أن هذه التصريحات لم تتجاوز حدود الكلام، دون أي إجراءات فعلية على الأرض، ما يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء عدم ترجمتها إلى واقع.

فبالرغم من توعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرارًا بشن هجمات على فنزويلا، عقب أسابيع من استهداف قوارب قرب سواحلها في إطار ما وصفه بـ«الحرب على إرهاب المخدرات»، لم تُنفَّذ هذه التهديدات حتى الآن، إذ يحتاج إلى موافقة الكونجرس لشن عمليات عسكرية ممتدة، بموجب قانون صلاحيات الحرب الصادر عام 1973 إثر حرب فيتنام، وذلك لمنع الانزلاق مرة أخرى إلى «نزاع غير معلن».

وفي المقابل، قد يلجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحايل على الكونجرس لتبرير أي عمل عسكري محتمل ضد فنزويلا، بعد تصنيف ما يُعرف بـ«كارتل دي لوس سولس» الفنزويلي منظمة إرهابية، حيث تعتبر واشنطن الرئيس نيكولاس مادورو زعيمًا لها، وفق تقرير لموقع «فوكس» الأمريكي.

وهذا التصنيف يمكّن الإدارة من تقديم العمل العسكري كإجراء ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، بدلًا من كونه تدخلًا عسكريًا مباشرًا يحتاج لتفويض من الكونجرس، ما يمنح البيت الأبيض مساحة واسعة للتحرك دون الموافقة التشريعية الرسمية.

على صعيد آخر، أبدت دوائر داخل الحزب الجمهوري قلقًا متزايدًا من أن أي تحرك عسكري يستهدف إزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد يفضي إلى تداعيات سياسية غير محسوبة، من شأنها الإضرار بفرص الحزب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2026، بحسب تقارير إخبارية.

وبعيدًا عن ما تقول الولايات المتحدة، إنها «حرب على المخدرات»، فإنها تدفع نحو إسقاط نظام الحكم في فنزويلا، الذي لا تعترف به.

شعبيًا، يعارض غالبية الأمريكيين قيام بلادهم بعملية عسكرية ضد فنزويلا، حسب ما أظهره استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» نشرت نتائجه مؤخرًا.

وحسب نتائج الاستطلاع، فإن ثلاثة من كل أربعة أمريكيين أكدوا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحتاج إلى موافقة الكونجرس الأمريكي قبل القيام بعملٍ عسكري في فنزويلا، بما في ذلك ما يزيد قليلًا على نصف الجمهوريين.

ويرجح تقرير لموقع «فوكس» الأمريكي ألا تشهد فنزويلا غزوًا بريًا أو احتلالًا مماثلًا لما حدث في العراق، لكن الحملة العسكرية قد تشمل غارات جوية تستهدف قوارب ومخازن مرتبطة بعصابات المخدرات، وربما تمتد لتشمل بعض المواقع التابعة للحكومة الفنزويلية نفسها.

وقد دخلت الأجواء بين واشنطن وكراكاس حالة من التوتر الشديد، منذ أن بدأت الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي شنّ هجمات على مقربة من السواحل الفنزويلية، بزعم محاربة المخدرات، فيما تؤكد فنزويلا أن واشنطن تسعى إلى إسقاط نظام الحكم، وهو ما تتحدث عنه الأخيرة أيضًا بطرق غير مباشرة.

واستهدفت الضربات أكثر من 20 سفينة في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بزعم تورطها في تهريب المخدرات، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 83 شخصًا على الأقل، ما أثار جدلًا دوليًا واسعًا حول ما يُعرف بـ«عمليات القتل خارج نطاق القانون».

وبالتزامن، حشدت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة قوة عسكرية كبيرة في منطقة الكاريبي، بالقرب من السواحل الفنزويلية، شملت نشر أكبر حاملة طائرات في العالم.

وتحدثت القيادة الأمريكية علنًا عن استهداف الداخل الفنزويلي، ضمن ما تقول إنه «حرب على إرهاب المخدرات»، متهمةً الرئيس مادورو بالضلوع في تجارة المخدرات وتهريبها إلى الأراضي الأمريكية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة