تشهد أكبر البورصات في كندا حالة من التراجع، مع انخفاض عدد الشركات المدرجة للعام الرابع على التوالي، رغم تسجيل المؤشر الرئيسي مستويات تفوق أداء ستاندر أند بورز 500 الأميركي.
وتُظهر بيانات مجموعة "تي إم إكس" المشغلة للبورصات أن عدد الشركات المدرجة في بورصة تورونتو انخفض بنسبة 45% منذ عام 2008 ليصل إلى 678 شركة بنهاية الربع الثالث، فيما تتواصل عمليات الشطب والتحوّل إلى شركات خاصة بوتيرة تفوق الاكتتابات العامة الجديدة، وفقا لشبكة "بلومبرج".
وقال دان نولان، نائب رئيس الأسواق الرأسمالية في "ناشونال بنك"، إن "انكماش السوق أصبح مصدر قلق"، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 مليار دولار كندي من الشركات الكندية تحوّلت إلى شركات خاصة أو بيعت خلال السنوات الأخيرة، ومعظمها شركات صغيرة تراجع اهتمام المستثمرين المؤسسيين بها منذ 2021.
وأوضح أن المؤسسات الاستثمارية لا تزال تبحث عن طروحات أولية كبيرة وتطالب "بأسماء جديدة" تضخ حيوية في السوق.
ويعزز هذا الاتجاه أداء السوق الذي شجّع الشركات على البقاء خاصة أو التحوّل إلى ملكية خاصة؛ إذ شهد عام 2025 وحده خروج 11 شركة من السوق عبر صفقات بلغت قيمتها 45.4 مليار دولار، من بينها استحواذ صندوق "سي دي بي كيو" على "انير جيكس" للطاقة المتجددة مقابل 6.4 مليار دولار، وبيع "سي آي فايننشال" لشركة مبادلة الإماراتية.
ويرى خبراء أن تنامي صناديق الملكية الخاصة والتمويل الخاص يبعد الشركات عن الأسواق العامة، ما يحرم "المستثمرين من الطبقة المتوسطة" من فرص نمو كانت سابقًا متاحة للجميع.