تحل اليوم ذكرى ميلاد جُرجي زيدان، مؤسس مجلة "الهلال" وأحد أعلام الفكر والأدب في العالم العربي، الذي حول المجلة إلى منبر ثقافي وإبداعي جمع بين الفكر التاريخي، الأدب، والرواية التاريخية.
أصدر زيدان مجلة "الهلال" في عام 1892م، وكان يشرف شخصيًا على تحريرها، قبل أن ينضم إليه ابنه إيميل لاحقًا.
صدر العدد الأول للمجلة في نفس العام، وخلال خمس سنوات فقط، اكتسبت شهرة واسعة وانتشارًا كبيرًا، لتصبح منصة نشر رئيسية لأعماله مثل "تاريخ التمدن الإسلامي" و"تاريخ آداب اللغة العربية" و"تراجم مشاهير الشرق"، إلى جانب رواياته التاريخية الشهيرة مثل "المملوك الشارد" و"أرمانوسة المصرية".
كانت المجلة منبرًا للعديد من عمالقة الفكر والأدب ورواد الثقافة في مصر والعالم العربي، وترأس تحريرها كبار الأدباء أمثال حسين مؤنس، أحمد زكي، علي الراعي، وصالح جودت وغيرهم، مما عزز مكانتها الأدبية والثقافية.
ترجمت روايات جُرجي زيدان إلى لغات عدة مثل الفارسية والتركية والأذربيجانية، وتميزت كتاباته بتناولها الفترات الصراعية في التاريخ الإسلامي، مع التركيز على الصراع على السلطة والنفوذ، متأثرًا في ذلك بمنظور المستشرقين، ما عرضها للنقد من حيث الشكل والمضمون.
رحل جُرجي زيدان عن عالمنا في 21 يوليو 1914، محاطًا بكتبه وأوراقه، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجالات الصحافة، التأليف، والترجمة. وقد رثاه كبار شعراء عصره، من بينهم أمير الشعراء أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، وخليل مطران، تقديرًا لإسهاماته الخالدة في الأدب والثقافة العربية.