الإثنين 15 ديسمبر 2025

تحقيقات

«الملاحقة الساخنة» في غزة.. هل تُعمّم إسرائيل السيناريو اللبناني على القطاع؟

  • 14-12-2025 | 16:38

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

لا تتوانى إسرائيل عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سواء عبر استهداف المدنيين العزل والتوغل خلف الخط الأصفر، أو عبر استهداف قيادات المقاومة، ما يشير إلى احتمال تعميم السيناريو اللبناني على القطاع.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين لبنان وإسرائيل العام الماضي تحت مظلة دولية، لا تزال الأجواء اللبنانية مسرحًا لطيران الاحتلال الذي يواصل شن الغارات.

وخلال الساعات الماضية، نفذ جيش الاحتلال تصعيدًا خطيرًا باغتيال رائد سعد، نائب قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.

وأفاد مكتب الإعلام الحكومي بغزة الأسبوع الماضي بأن خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار بلغت 738 خرقًا، شملت 205 حالات إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و37 عملية توغّل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية، و358 عملية قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم، بالإضافة إلى 138 عملية نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية.

كل هذه المؤشرات تثير التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى تعميم النموذج اللبناني على غزة، لتصبح المنطقة مسرحًا دائمًا للعمليات الإسرائيلية.

الملاحقة الساخنة

وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في المناطق خلف الخط الأصفر أكثر من مرة، ودون أي مبرر.

وأوضح مطاوع، في حديث لـ«دار الهلال»، أن مركز المراقبة الموجود في «كريات غات» لم يُصدر في جميع هذه المرات أي تعقيب، باستثناء المرة الأولى فقط، حين أصدرت حركة «حماس» بيانًا لأن الأمر كان يتعلق بأحد قياداتها الأساسية، لكن من دون أي رد فعل آخر يُذكر.

واعتقد أن ما يحدث يوحي بوجود ملاحق خاصة في اتفاق وقف إطلاق النار، تتضمن بنودًا تتعلق بما يُعرف بـ«الملاحقة الساخنة» أو «القنابل المتكتكة»، بمعنى أن إسرائيل ترى أن من حقها استهداف أي شخص إذا اعتقدت أن لديه نوايا لتنفيذ عمليات ضدها.

وفي السياق، أشار المحلل الفلسطيني إلى أن إسرائيل تتهم رائد سعد بأنه يعيد ترتيب وإنشاء وتنظيم قوات «حماس»، ولذلك تم اغتياله.

ورأى أنه لو كان هذا الأمر خارج إطار الاتفاق، لكان رد الفعل مختلفًا، وحتى الموقف الأمريكي كان سيكون مغايرًا، إذ لم نسمع أي تعقيب أمريكي على هذا الموضوع.

وفي المقابل، يوضح أن «حماس» ميدانيًا لم تعد تمتلك القدرة على تنفيذ أي هجوم مضاد، بعدما فقدت معظم قدراتها العسكرية، وبالتالي لا يمكنها القيام بمثل هذه العمليات.

وذلك يجعله يعتقد أن إسرائيل ستستمر على هذا النهج وهذا الأسلوب، وستنتظر رد فعل من «حماس»، وفي حال قامت الأخيرة بأي تصعيد، سيكون ذلك مبررًا إسرائيليًا للعودة مرة أخرى للعدوان.

وفي شأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قال إنها تتضمن أمرين مهمين: نزع السلاح ودخول القوات الدولية، وطالما أنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على نزع السلاح، فإن الحديث عن المرحلة الثانية يبدو مبكرًا.

وبرأيه أن الوسطاء لا يمتلكون حلولًا حقيقية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، خاصة أن الواضح هو وجود تفاهمات في هذا الاتفاق لم يُعلن عنها كلها.

إضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي تؤثر على إسرائيل، وطالما أن واشنطن لا تُصدر أي بيان، ولا حتى مركز المراقبة التابع لها، فلا يعتقد «مطاوع» أنه سيكون هناك أي رد فعل يُذكر.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة