شهد عام 2025 توقيع عدة اتفاقيات سلام وإنهاء لصراعات عديدة حول العالم برعاية أمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد للبيت الأبيض في بداية العام الجاري، متمسكاً بأفكار ومتسلحاً بسياسيات تهدف لإنهاء الصراعات حول العالم مع التركيز على الجوانب الاقتصادية والتعريفات الجمركية الأمريكية على السلع والبضائع التي تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زعمت الإدارة الأمريكية بحل 8 نزاعات صراعات في غضون شهور قليلة، وأهمها:
اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة 2025
في 29 سبتمبر 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما سماها "خطة سلام" تتألف من 20 بندا، تضمنت الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس.
وبعد مفاوضات غير مباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل، برعاية أمريكية مصرية قطرية، أُعلن فجر يوم الخميس 9 أكتوبر 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في قطاع غزة.
اتفاق كامل لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 12 ديسمبر الجاري عن توصله إلى موافقة كل من كمبوديا وتايلاند على وقف الاشتباكات الحدودية بينهم، ليكشف تجدد الاشتباكات المسلحة بينهما بعد ساعات فقط، هشاشة هذا الإعلان.
وتعود جذور الصراع التايلاندي – الكمبودي إلى ترسيمات استعمارية قديمة، أفضت إلى نزاع حول أراضٍ تقع على الحدود الفاصلة بينهما، والبالغ طولها حوالي 800 كم. منذ أواخر مايو 2025، دخل البلدان في واحدة من أكثر جولات النزاع الحدودي دموية منذ أكثر من عقد في تاريخ البلدين، حين أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية مقتل أحد جنودها في تبادل إطلاق نار مع القوات التايلاندية في منطقة حدودية متنازع عليها، في أول حادث دموي منذ 2011.
ثم تحوّل المشهد إلى مواجهة مفتوحة في 24–25 يوليو بعد إصابة جندي تايلاندي بانفجار لغم أرضي، واتهام كمبوديا بزرع ألغام داخل الأراضي التايلاندية، واستخدمت في المواجهة المدفعية الثقيلة والطائرات الحربية، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا ونزوح مئات الآلاف.
ترامب..إنهاء 8 حروب خلال 10 أشهر فقط
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال الخطاب الذى ألقاه للأمة الأسبوع الماضي، إن إدارته تمكنت من إنقاذ الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حكومته حرصت على استعادة جميع الرهائن، سواء كانوا أحياء أو أموات.
وزعم الرئيس الأمريكى أن إدارته نجحت فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط لأول مرة منذ ثلاثة آلاف عام، معتبرًا ذلك إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق فى المنطقة.
إنهاء الحروب والملف الإيرانى
وأوضح ترامب أن إدارته أنهت 8 حروب خلال 10 أشهر فقط، كما قضت على ما وصفه بالتهديد النووى الإيرانى، ووضعت نهاية للحرب الدائرة فى غزة، وفق تصريحاته.
فيما أثارت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً الجدل بعدما نشرت تغريدة في حسابها على منصة إكس وصفت فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "رئيس السلام".
وجاء في تغريدة وزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس ترامب أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر فقط.

وأرفقت الوزارة التغريدة المنشورة بجرافيك يتضمن صورة لترامب وهو يلوح بقبضة يده أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية، مع قائمة تضمنت أسماء الدول أو الأطراف التي قالت إنه ساهم في إنهاء الحروب بينها.
وعدلت الوزارة في تغريدتها الرقم 7 إلى 8، حيث كان الرئيس الأمريكي قد قال في وقت سابق إنه أنهى 7 حروب في 7 شهور، مضيفة الحرب بين إسرائيل وحماس باعتبارها ثامن حرب ينجح ترامب في إنهائها.
وتشمل القائمة المذكورة في التغريدة: كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، باكستان والهند، إسرائيل وإيران، مصر وإثيوبيا، أرمينيا وأذربيجان، وأخيرا إسرائيل وحماس.
يذكر أن ترامب سعى للفوز بجائزة نوبل للسلام، بل وضغط من أجل الحصول عليها، مبررا ذلك بجهوده في "إحلال السلام العالمي" واتفاقاته في الشرق الأوسط، غير أن لجنة نوبل النرويجية تجاهلت مساعيه هذا العام، ومنحت الجائزة للمعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
اتفاق سلام شامل بين الكونغو ورواندا
أبرمت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام شامل في الخامس من ديسمبر يهدف إلى إنهاء الصراع الممتد منذ عقود بين البلدين، وذلك على هامش مراسم رسمية استضافها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة واشنطن.
وذكرت وكالة الأنباء الكونغولية أن الاتفاقية تنص على ضرورة وقف الأعمال القتالية فورًا واستعادة الاستقرار في المنطقة، وضمان وحدة الأراضي الكونغولية، وتعزيز سيادتها على مواردها الطبيعية، إضافة إلى إطلاق مسار تعاون اقتصادي طويل الأمد بين البلدين.
تصاعد الخلافات الفنزويلية - الأمريكية
ومن ناحية أخرى، شهد عام 2025 العديد من الأحداث العالمية التي تركت أثرًا واسعًا على الساحة الدولية، ومن أبرزها تفاقم الخلافات بين فنزويلا والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من جذور هذا الصراع الممتدة لسنوات، فقد أدى تولي دونالد ترامب للرئاسة مجددًا إلى زيادة التوتر بين البلدين بشكل ملحوظ، وإعادة الديناميكية التقليدية للسياسة الأمريكية تجاه فنزويلا، مع تبني موقف أكثر حدة في مواجهة الحكومة الفنزويلية برئاسة نيكولاس مادورو.
ويُعتبر هذا الملف جزءًا من المشهد الأوسع للصراعات الإقليمية والدولية هذا العام، مسلطًا الضوء على تحديات استقرار أمريكا اللاتينية وتأثير القوى الكبرى على المنطقة حيث شهدت الفترة الأخيرة تنفيذ سلسلة من الهجمات الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي، التي اعتبرها محللون خطوة رمزية واستراتيجية في الوقت نفسه لكنها زادت من التوترات بين البلدين، وأظهرت الصعوبة المستمرة في إيجاد قنوات تفاوضية فعالة، بينما يعاني الشعب الفنزويلي من ضغوط اقتصادية وأمنية متصاعدة.
وشهدت منطقة البحر الكاريبي خلال عام 2025 تصاعدًا في النشاط العسكري الأمريكي بالقرب من السواحل الفنزويلية، في إطار ما وصفته واشنطن بمناورات أمنية واستراتيجية.
وأثارت هذه التحركات قلقًا واسعًا لدى كاراكاس والمجتمع الدولي، حيث اعتبرت الحكومة الفنزويلية أن التواجد العسكري الأمريكي يفاقم التوترات ويشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة.
ووفقا لتقارير صحفية، يجري الجيش الأمريكي تحديثا لقاعدة عسكرية تعود إلى الحرب الباردة في منطقة البحر الكاريبي، التي هجرها قبل 20 عاما، حيث ذكر مسئولون عسكريون أمريكيون أن أعمال البناء الجديدة في بورتوريكو وجزر فيرجن تشير إلى استعدادات قد تمكن الجيش من تنفيذ عمليات في المنطقة بينما تأتي هذه التقارير في وقت يقول فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن الولايات المتحدة تسعى إلى إزاحته عن السلطة.
وتتواجد في المنطقة أو من المتوقع أن تكون هناك قريبا سبع سفن حربية أمريكية، إلى جانب غواصة هجومية سريعة تعمل بالطاقة النووية، وعلى متنها أكثر من 4500 بحار ومشاة البحرية حيث قال الرئيس الأمريكي إن مكافحة عصابات المخدرات هي هدف أساسي لإدارته كما قال مسؤولون أمريكيون إن الجهود العسكرية تهدف إلى معالجة التهديدات التي تشكلها تلك العصابات.
وعلى صعيد آخر، عادت قضية العقوبات الأمريكية إلى الواجهة، حيث استهدفت واشنطن شخصيات ومؤسسات فنزويلية، ما زاد من حدة التصريحات الرسمية بين الطرفين. وفي المقابل، اعتبرت كاراكاس أن السياسات الأمريكية تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرارها الداخلي وتحديًا لسيادتها الوطنية.
وشملت هذه العقوبات تجميد الأصول المالية للدولة وشركاتها المملوكة للدولة، بالإضافة إلى حظر التعاملات المالية والتجارية مع الحكومة الفنزويلية، وخاصة في قطاع النفط والغاز.
كما استهدفت العقوبات كبار المسؤولين في الحكومة، بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو، وفرضت قيودًا على ممتلكاتهم داخل الولايات المتحدة ومنعتهم من السفر إليها، واعتبرت واشنطن هذه الإجراءات وسيلة للضغط على الحكومة الفنزويلية لإحداث إصلاحات سياسية.
كما صنف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتصف الشهر الجاري، النظام الفنزويلي كمنظمة إرهابية أجنبية، مؤكدا فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تغادرها.