رحلت إيمان إمام، شقيقة الزعيم عادل إمام، وأرملة الفنان الراحل مصطفى متولي، في وداع هادئ يليق بسيرتها، لتغلق صفحة إنسانية دافئة من حكايات الوسط الفني، عنوانها العائلة والبساطة والحب الذي جاء مصادفة، فصار عمرًا كاملًا.
إيمان إمام… حكاية بعيدة عن الأضواء
لم تكن إيمان إمام من الباحثات عن الشهرة، رغم انتمائها لعائلة فنية استثنائية، بل اختارت أن تعيش في الظل، قريبة من قلب أسرتها، شاهدة على نجاحات شقيقها، وشريكة حياة لفنان عرف بالموهبة والصدق والروح الطيبة، وبرحيلها، يعود الحديث عن واحدة من أجمل قصص الزواج في الوسط الفني.
لقاء عابر غير المصير
بدأت القصة في صيف عام 1980، حين كان مصطفى متولي يستعد للسفر إلى الأردن لتصوير أحد المسلسلات، مصادفة، التقى بعصام إمام، الذي طلب منه أن يرافقه إلى منزل العائلة ليأخذ بعض ملابسه، هناك، وبينما كانا في البيت، رن جرس الهاتف، وكان المتصل عادل إمام من الإسكندرية.
سأل عادل عن الموجودين، وحين علم بوجود مصطفى، طلب أن يتحدث إليه، ليعرض عليه إنقاذ موقف طارئ بعد سفر سعيد طرابيك، وأن يحل مكانه في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، ورغم محاولات مصطفى الاعتذار بسبب السفر، انتهى الأمر بتأجيل الرحلة والتوجه إلى الإسكندرية، ومنها إلى بيت عادل إمام.
النظرة الأولى
في هذا اللقاء العائلي البسيط، رأى مصطفى متولي إيمان إمام، الأخت الصغرى لعادل، لأول مرة، لم يكن يعرف أن للزعيم أختًا صغرى، لم يدار بينهما حديث، فقط نظرة صامتة، لكنها كانت كافية ليقرر، دون تردد، أنه يريد الزواج منها.
وقبل هذا اليوم لم تخطر بباله فكرة الزواج مطلقًا، وكان معروفًا بين أصدقائه بعزوفه عنه، خاصة بعدما أحضر عائلته من كفر الشيخ لتعيش معه، فلم يشعر بغربة أو حاجة للاستقرار التقليدي، لكن داخل بيت إمام، شعر بشيء مختلف.
مع نهاية الصيف، حسم مصطفى قراره، قال لعصام إمام بصراحة: «أنا عايز أتجوز أختك، وبلغ عادل»، لم تمر أيام قليلة حتى جاءه الرد: عادل يريد الجلوس معه، وكان الزعيم يرفض في بادئ الأمر زواج شقيقته او ارتباطها بالوسط الفني، لينتهي ذلك بموافقته على إتمام الزواج بعدما رأى الحب الصادق في عينيه تجاه شقيقته.

