تُعد الفنانة علوية جميل واحدة من العلامات الفارقة في تاريخ الفن المصري، ليس فقط بغزارة أعمالها، بل بقوة حضورها وصدق أدائها، وقدرتها على تجسيد الأدوار الصعبة، خاصة شخصيات المرأة القاسية أو المتسلطة، التي منحتها مكانة خاصة في ذاكرة السينما والمسرح.
وُلدت علوية جميل في 15 ديسمبر عام 1910 بقرية طماي الزهايرة، وتعود أصولها إلى لبنان، دخلت عالم الفن مبكرًا، إذ انضمت عام 1925 إلى فرقة رمسيس المسرحية بقيادة يوسف وهبي، وكان عمرها آنذاك خمسة عشر عامًا فقط.
تشكلت على خشبة المسرح موهبتها الحقيقية، وقدمت عشرات العروض التي رسخت اسمها كفنانة مسرحية من الطراز الرفيع.
في حياتها الخاصة، تزوجت عام 1923 وأنجبت ثلاثة أبناء: إيزيس، جمال، ومرسي. لكن التحول الأهم في حياتها جاء عام 1939، عندما انضم الفنان محمود المليجي إلى الفرقة المسرحية، لتنشأ بينهما قصة حب قوية، وصلت حد أن يعتذر المليجي عن دور مهم في فيلم العزيمة ليكون قريبًا منها، تزوجا، ولم يُرزقا بأبناء، واستمر زواجهما حتى وفاة المليجي عام 1983، لتكرس علوية جميل حياتها بعد ذلك لرعايته، وتبتعد عن الفن.
بدأت علوية جميل مشوارها بفيلم زينب عام 1930، ثم توالت أعمالها البارزة مثل يوم سعيد، أولاد الفقراء، الملاك الأبيض، الناس مقامات، وزوجة من باريس، لتشارك في أكثر من 60 فيلمًا مع كبار نجوم عصرها، اعتزلت السينما عام 1964، مكتفية بتاريخ فني حافل.
رحلت علوية جميل في 16 أغسطس 1994 داخل منزلها، في مشهد مؤلم خالٍ من الحضور الفني، لكنها بقيت حاضرة بأعمالها، وبقصة وفاء نادرة، جعلت منها نموذجًا للفنانة التي عاشت للفن، ثم للحب.