كشفت دراسة نشرت على موقع "Scientific American أن فصل الشتاء ليس مجرد فترة انخفاض في درجات الحرارة، بل يؤثر بشكل ملموس على مزاج وسلوك الأطفال نتيجة التغيرات في الضوء ودرجات الحرارة، وهو ما ينعكس بدوره على تصرفات الأهل وأسلوب تعاملهم داخل الأسرة.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن قصر ساعات النهار وقلة ضوء الشمس في الشتاء تؤثر على كيمياء الدماغ، وتوازن الهرمونات المرتبطة بالمزاج والنشاط، ما قد يجعل بعض الأطفال يشعرون بالخمول أو التوتر أو حتى الانطواء مقارنة بالفصول الأخرى.
وأظهرت الدراسات أن التغيرات المزاجية لدى الطفل تؤثر على ردود فعل الأمهات والآباء، حيث إذا شعر الصغير بالانزعاج أو اللامبالاة بسبب الطقس البارد، قد يزيد ذلك من شعور الأهل بالضغط النفسي ومحاولة فرض قواعد أو نشاطات إضافية لتحسين حالته، مما قد يولّد توترًا داخل الأسرة.
وقدمت الدراسة عدة استراتيجيات عملية للتعامل مع الشتاء:
-خلق أنشطة داخلية ممتعة، من خلال تخصيص زاوية للقراءة والألعاب الذهنية أو الأنشطة الفنية، حيث يساعد على إبقاء الطفل نشيطًا ويخفض من شعوره بالخمول داخل البيت.
-تشجيع الحركة البسيطة، حفاظ الطفل على نشاط جسماني خفيف، مثل المشي القصير أو اللعب الداخلي البسيط، يمنع تراكم الطاقة السلبية ويعزز المزاج الإيجابي.
-توفير بيئة دافئة مريحة، وجعل مكان المعيشة أكثر دفئًا وإضاءةً معقولة يساعد الطفل على الشعور بالأمان، ما ينعكس إيجابيًا على تفاعله مع الأهل.
-التحلي بالصبر والمرونة، وفهم تقلبات الطفل في الشتاء والتعامل معها بهدوء يُسهم في تقليل التوتر ويعزز التواصل الأسري.