تتزايد التفاؤلات لدى الولايات المتحدة الأمريكية بقرب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، عقب جولة المحادثات الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الألمانية، وما سبقها من تخلي كييف عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهو ما يحقق أحد الشروط التي تطالب بها موسكو.
إنهاء الحرب في أوكرانيا
في أعقاب يومين من المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين في العاصمة الألمانية برلين، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تحقيق السلام في أوكرانيا بات أقرب من أي وقت مضى، غير أنه شدد في الوقت ذاته على أن نهاية الحرب لن تتحقق إلا عندما يتفق الطرفان على الشروط.
وحضر هذه الاجتماعات من جانب الولايات المتحدة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر.
وكشف ترامب، في تصريحاته من المكتب البيضاوي، عقب مشاركته عبر الهاتف في اجتماع لزعماء أوروبيين في برلين، أنه أجرى محادثات طويلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدًا أن بلاده كانت على اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كذلك.
وجاء حديث ترامب بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن التوصل إلى اتفاق مع القادة الأوكرانيين لإنهاء الحرب مع روسيا بات وشيكًا، رغم استمرار الخلافات بشأن الحدود، وبقاء مسألة الضمانات الأمنية القوية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية نقطة خلافية.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، يصر الرئيس الأوكراني على ضمانات أمنية شبيهة بالمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، التي تنص على اعتبار أي هجوم على دولة عضو هجومًا على جميع الدول الأعضاء، مؤكدين أن أي ضمانات من هذا النوع من الولايات المتحدة تتطلب موافقة الكونجرس.
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت أوكرانيا استعدادها للتخلي عن طموحها بالانضمام إلى «الناتو»، مقابل الحصول على ضمانات أمنية مماثلة لما هو منصوص عليه داخل الحلف.
ولن تمانع روسيا، وفق أحد المسؤولين، هذه الضمانات بما يسمح لأوكرانيا بأن تكون «قوية وحرة»، كما أبدت انفتاحًا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وطبقًا لهؤلاء المسؤولين، فإن نحو 90 بالمائة من القضايا العالقة بين أوكرانيا وروسيا قد جرى حلها، بينما لا تزال بعض النقاط بحاجة إلى مزيد من العمل.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني أن كييف بحاجة إلى فهم واضح لكيفية ضمان حلفائها لأمنها، قبل اتخاذ أي قرارات بشأن خط المواجهة في أي تسوية سلام محتملة مع روسيا.
وفي غضون ذلك، جاء في بيان صادر عن قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك وهولندا وفنلندا والنرويج وإيطاليا وبولندا والسويد والاتحاد الأوروبي، أنهم اتفقوا مع الولايات المتحدة على العمل معًا لتوفير ضمانات أمنية صلبة لأوكرانيا، وتدابير دعم للإنعاش الاقتصادي، في إطار اتفاق يرمي إلى وضع حد للحرب.
وأكد القادة، في البيان، أن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات تتعلق بالأراضي لا يمكن أن يتخذها سوى الشعب الأوكراني، وبعد توفير ضمانات أمنية قوية.
وحسب البيان، فإن من بين الضمانات الأمنية التي جرى الاتفاق عليها وجود قوة بقيادة أوروبية، تسهم فيها الدول الراغبة في ذلك، تساعد في تأمين سماء أوكرانيا وتعزيز الأمن في البحار، بما في ذلك من خلال العمل داخل أوكرانيا.
وفي روسيا، أكد الكرملين أن البلاد تريد إنهاء الحرب وضمان السلام، وأنها غير مستعدة لاستبدال التوصل إلى اتفاق بقرارات قصيرة الأجل.