اختتم مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، سلسلة من الأيام الحقلية المكثفة بمنطقتي توشكي بمحافظة أسوان، والخارجة بمحافظة الوادي الجديد، في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بدعم مزارعي المناطق حديثة الاستصلاح.
وتأتي هذه الأنشطة ضمن فعاليات مشروع "الزراعة الصحراوية المبتكرة من أجل سبل عيش قادرة على الصمود"، والذي يُنفذ بالشراكة مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، وبتمويل من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.
وشهدت الأيام الحقلية مشاركة واسعة من المزارعين والسيدات بالمناطق المستهدفة، حيث تم عرض ونقل أحدث الممارسات والتكنولوجيات الزراعية المستدامة التي طورها مركز بحوث الصحراء، بما يتناسب مع الظروف البيئية القاسية للأراضي الصحراوية.
وأكد الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء أن تنفيذ هذه الأيام الحقلية يأتي في إطار التزام المركز بتحويل نتائج البحوث التطبيقية إلى واقع عملي يخدم المجتمع الزراعي، وخاصة في مناطق التنمية الجديدة.. مشيرا إلى أن الدعم المقدم من الوكالة الإسبانية، والتعاون مع منظمة "إيكاردا"، يمثلان نموذجا ناجحا لتكامل الجهود الدولية من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في مصر.
وقال شوقي إن هذه الأنشطة تستهدف تمكين المزارعين في توشكى والوادي الجديد من تبني تقنيات زراعية مبتكرة تضمن تحقيق إنتاجية مرتفعة ومستدامة، مع ترشيد استخدام الموارد الطبيعية.
ومن جهته، أكد الدكتور محمد عزت نائب رئيس المركز للمشروعات والمحطات البحثية، الأهمية الاستراتيجية لهذه الشراكة .. مشيرا إلى أن تمويل الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي يعكس الثقة الدولية في قدرات مركز بحوث الصحراء ودوره المحوري في دعم التنمية الزراعية بمصر.
وأوضح أن الأيام الحقلية ركزت على عدة محاور رئيسية، من بينها زراعة وتصنيع محاصيل الأعلاف غير التقليدية مثل السيلاج، والتعريف بتقنية استزراع نبات الأزولا كبديل علفي اقتصادي، إلى جانب عرض نماذج لزراعة الخضر داخل الصوب الزراعية، وتطبيق ممارسات زراعة المحاصيل الاستراتيجية بالاعتماد على الأسمدة العضوية والحيوية.
وفي سياق متصل، قال الدكتور أحمد الحاوي رئيس المشروع، إن الأنشطة الميدانية التي نُفذت عمليًا في توشكي والوادي الجديد أتاحت للمشاركين الاطلاع المباشر على النتائج الإيجابية للممارسات الزراعية المتكيفة مع التغيرات المناخية.
وأوضح، أن المشروع يستهدف تحقيق التكامل بين مكونات الزراعة الصحراوية، بما يسهم في خلق فرص معيشية أفضل للمجتمعات المحلية، مؤكدا أن المشروع قدم حزمة من الحلول المتكاملة التي تضمن استدامة الموارد الطبيعية وزيادة دخل المزارعين، بما يمثل خطوة أساسية نحو تشجيع الاستثمار الزراعي في جنوب الوادي والمناطق حديثة الاستصلاح.