فجرت دراسة حديثة مفاجأة صادمة بعدما كشفت أن آلاف الأنهار الجليدية ستختفي خلال العقود المقبلة، ولن يتبقى منها سوى جزء ضئيل بحلول نهاية القرن الحالي، ما لم يتم كبح جماح الاحترار المناخي.
وبحسب الدراسة، فإن الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ قد تحدد ما إذا كان العالم سيفقد 2000 أو 4000 نهر جليدي سنويًا بحلول منتصف القرن، ولكن قد يُحدث لجم الاحترار بضع درجات فقط فرقًا بين الحفاظ على ما يقرب من نصف الأنهار الجليدية في العالم عام 2100، أو أقل من 10% منها.
وذكرت الدراسة، التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» بقيادة عالم الجليد لاندر فان تريخت، «تؤكد نتائجنا ضرورة وضع سياسات مناخية طموحة».
على الرغم من أن ذوبان الأنهار الجليدية الصغيرة قد يكون له تأثير أقل في ارتفاع مستوى سطح البحر مقارنةً بالأنهار الجليدية الكبيرة، إلا أن فقدانها قد يُلحق ضررًا بالغًا بالسياحة أو الثقافة المحلية، وفق الباحثين.
في الدراسة الجديدة، درس العلماء مخططات تشمل 211 ألفًا و490 نهرًا جليديًا، مستمدة من صور الأقمار الاصطناعية من قاعدة بيانات عالمية، لتحديد العام الذي سيشهد زوال أكبر عدد من الأنهار الجليدية، وهو مفهوم أطلقوا عليه تسمية «ذروة انقراض الأنهار الجليدية».
واستخدموا لهذه الغاية نماذج حاسوبية للأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات احترار مختلفة، تتراوح بين عالم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وعالم ترتفع فيه الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.
الجدير بالذكر أن العالم يفقد اليوم حوالي 1000 نهر جليدي سنويًا، لكن الدراسة حذرت من أن وتيرة الفقدان ستتسارع. إذ سيبلغ عدد الأنهار الجليدية المفقودة سنويًا ذروته عند 2000 نهر بحلول عام 2041، حتى لو تم لجم الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي تعهدت الدول بتحقيقه بموجب اتفاقية باريس لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
بهذا المعدل، سيتبقى 95 ألفًا و957 نهرًا جليديًا حول العالم بحلول عام 2100، أي أقل بقليل من النصف.