تُعد قصيدة « أدار الحي باكرك الغمام» للشاعر أبو المخفف، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «أبو نخيلة أبو المخفف» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «أدار الحي باكرك الغمام».
وتعتبر قصيدة «أدار الحي باكرك الغمام»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 17 بيتًا، تميز شعر أبو المخفف بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
وإليكم القصيدة:
أدار الحي باكرك الغمام
وان أقوى محلك والمقام
ولو لم تنزف الأشجان دمعي
لقلت سقتك ادمعي السجام
مررت بدارهم فاستوقفتني
على الدار الصبابة والغرام
فيا عهد الأنيس عليك منى
وان حلت التحية والسلام
أسائلها ولي قلب كليم
وهل تدرى المنازل ما الكلام
أعائدة لنا أيام وصل
فينعم بالوصال المستهام
بزهر كواكب وشموس حسن
وأقمار مطالعها الخيام
متى يسلو صبابته كئيب
بليته اللواحظ والقوام
إذا ملك الهوى قلب المعنى
فأيسر ما يعانيه الملام
يهيج لي الغرام شذى نسيم
يشم وومض بارقة تشام
ويشجين الحمام إذا تغنى
وكل شج يهيجه الحمام
ويقدح لي الأسى يوم أصيبت
به أبناء فاطمة الكرام
وخطب قادح في كل قلب
بقادحة الجوى فيه ضرام
فيابن الضاربين رواق فخر
سمت فوق الضراح له دعام
أيخضب بالسهام وبالمواضي
محياً دونه البدر التمام
فليت البيض قد فلت شباها
وطاشت عن مراميها السهام
كأنك منهل والبيض ظمأى
لها في ورد مهجتك ازدحام