الخميس 18 ديسمبر 2025

ثقافة

حكاية شارع الدكتور علي مصطفى مشرفة.. أينشتاين العرب

  • 18-12-2025 | 03:25

علي مصطفى مشرفة

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية، ومنها شارع الدكتور علي مصطفى مشرفة.

وُلد الدكتور علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898، في حي المظلوم في مدينة دمياط، ووالدة هو مصطفى عطية مشرفة أحد الأثرياء، ورجال الدين المصريين، الذين تربوا في مدرسة الإمام جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، فأثر ذلك على نشأته فحفظ القرآن الكريم منذ الصغر، توفي والده في 8 يناير 1910، بعدما حدثت أزمة القطن الشهيرة، فخسر والده بمائتي فدان، فسرعان ما انقلبت حياته فمن الغنى والرخاء إلى الفقر والمشقة.

أضحى مشرفة هو رب الأسرة بعد وفاة والده، فتولى رعاية والداته وأشقاقه، ورُغم ما حدث من أزمة حلت به إلا إن ذلك لم يوقفه عن تكمله مسيرته التعليمية، فالتحق  بـمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضًا لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية "الكفاءة" عام 1912، وعلى القسم الثاني "البكالوريا" عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر بأكمله.

فيعد ذلك حدث استثانئ وفريد، فكيف لطفل بمثل عمره الستة عشر أن يكون بهذا التفوق العلمي، والذي يؤهله للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، والتي ستبدأ منها نقطة انطلاقة أكثر في العلم حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.

 

التحق مشرفة عام 1920 بالكلية الملكية  "kings college، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية وحصل منها عام 1923 على درجتي "Ph.D" دكتوراه الفلسفة"، و"Dsc" دكتوراه العلوم"، بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلس توماس ويلسون  " Charles T. Wilson"، ولم يتجاوز خمسة عشر عامًا.

 

ثم عاد إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه وفي أول فرصة جاءت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراه العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.

 

ثم عاد إلى مصر مرة أخرى عام 1925، وعين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.

 

تولي الدكتور "علي مصطفى مشرفة" منصب عميدًا للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلًا للجامعة.

 

 

 درس مشرفة معادلات ماكسويل والنسبية الخاصة، وكان له مراسلات مع ألبرت أينشتاين، نشر مشرفة 25 ورقة علمية أصلية في مجلات علمية مرموقة، وموضوعات تلك الأوراق تدور حول نظرية النسبية والعلاقة بين الإشعاع والمادة.

 

نشر مشرفة 12 كتابا علميًا حول النسبية والرياضيات، كما تُرجمت كتبه عن نظرية النسبية إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية، وترجم 10 كتب عن علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية فكان مهتما بتاريخ العلوم، وخاصة دراسة مساهمات علماء العرب في القرون الوسطى.

 

وله كتاب الخوارزمي «كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة»، نشره مع تلميذه محمد مرسي أحمد كما كان مهتما أيضا بالعلاقة بين الموسيقى والرياضيات، وساعد في إنشاء الجمعية المصرية لمحبّي الموسيقى في عام 1945.

 

أثرى مشرفة المكتبة العلمية بمؤلفاته الشهيرة ومن أهم كتاباته:  الميكانيكا العلمية والنظرية 1937،  الهندسة الوصفية 1937، مطالعات عامية 1943، الهندسة المستوية والفراغية 1944، حساب المثلثات المستوية 1944، الذرة والقنابل الذرية 1945، العلم والحياة 1946، الهندسة وحساب المثلثات 1947، نحن والعلم 1945، النظرية النسبية الخاصة 1943، رحل اينشتاين العرب الدكتور "علي مصطفى مشرفة" في 15 يناير 1950، وترك خلفه إرثًا علميًا كبيرًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة