تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة القديرة زهرة العلا، التي غادرت عالمنا في 18 ديسمبر 2013، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء تركت خلالها بصمة واضحة في السينما والدراما التلفزيونية،وفي إحدى إطلالاتها النادرة، كشفت زهرة العلا عن موقف طريف من طفولتها، كان بطله عشقها المبكر للفنانة الكبيرة ليلى مراد، وهو العشق الذي كلفها «علقة سخنة» من أسرتها.
روت الفنانة زهرة العلا، خلال لقاء تلفزيوني سابق، أنها وقعت في حب الفنانة ليلى مراد وهي في سن الثانية عشرة، بعدما شاهدت فيلم «ليلى بنت الفقراء» وأعجبت به بشدة.
وأوضحت أنها كانت تغلق باب غرفتها بحجة المذاكرة مع صديقتها، بينما كانت في الحقيقة تجمع صديقاتها لتقليد مشاهد الفيلم وتجسيد أدواره أمام المرآة.
وأضافت أن الأمر لم يدم طويلًا، إذ اكتشفت أسرتها انشغالها بالفن على حساب دروسها، لتتعرض بعدها لعقاب قاسٍ بسبب إهمال المذاكرة، مؤكدة أن شغفها بليلى مراد وصل إلى حد التعلق الشديد، وكانت تتمنى رؤيتها على الطبيعة.
وأشارت زهرة العلا إلى أن والدها كان أكثر من تفهم موهبتها واختلافها عن أقرانها، خاصة أنه نشأ لفترة خارج مصر وكان يتمتع بانفتاح ثقافي جعله يلاحظ ميولها الفنية مبكرا.
وتتلمذت زهرة العلا على يد الفنان الكبير يوسف وهبي، وشاركت في فرقته المسرحية، قبل أن تتجه إلى السينما، حيث قدمت رصيدًا فنيًا ضخمًا بلغ نحو 120 فيلمًا سينمائيًا وأكثر من 50 مسلسلًا تلفزيونيًا. ومن أبرز أعمالها الدرامية مسلسلا «إني راحلة» و«على هامش السيرة»، اللذان عُرضا في منتصف السبعينيات وحققا نجاحًا كبيرًا.
أما على مستوى السينما، فقد شاركت في أعمال خالدة، من بينها: «إسماعيل يس في الأسطول»، «المرأة المجهولة»، «دعاء الكروان»، «الوسادة الخالية»، «سجين أبو زعبل»، «سر طاقية الإخفاء»، «الليالي الدافئة»، «أنا وبناتي»، و«عاشور قلب الأسد»، وغيرها من الأفلام التي رسخت مكانتها كإحدى نجمات جيلها.
وفي عيد الأم عام 2010، حالت ظروفها الصحية دون حضور حفل تكريمها كفنانة وأم، والذي أقامه المركز الكاثوليكي تحت عنوان «يوم العطاء»، ليتم تكريمها داخل منزلها في لفتة إنسانية مؤثرة، حيث تسلمت درع التكريم تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة.
وعانت زهرة العلا في سنواتها الأخيرة من المرض والشلل، قبل أن ترحل في مساء الأربعاء 18 ديسمبر 2013، تاركة خلفها إرث فني ثري وذكريات لا تنسى في وجدان جمهورها ومحبيها.