أعلن نائب وزيرالدفاع البولندي بافل زاليفسكي اليوم الخميس أن بلاده قررت البدء في إنتاج الألغام المضادة للأفراد للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة ، مع وجود خطط لنشرها على طول حدودها الشرقية، وقد تقوم بتصديرها إلى أوكرانيا.
وقال زاليفسكى - في تصريح له - : "نحن مهتمون بإنتاج كميات كبيرة في أقرب وقت ممكن"..موضحا أن الألغام ستشكل جزءاً من برنامج دفاعي أطلق عليه اسم «درع الشرق»، ويهدف إلى تحصين حدود بولندا مع بيلاروسيا وجيب كالينينجراد الروسي.
وعن إمكانية بدء الإنتاج العام المقبل فور استكمال إجراءات الانسحاب من اتفاقية أوتاوا وهي معاهدة دولية تهدف للقضاء على الألغام المضادة للأفراد عالميًا، وتحظر استخدامها وتصنيعها وتخزينها ونقلها .. أبدى نائب وزيرالدفاع البولندي ترحيبه بذلك .. قائلا : "إن تزويد أوكرانيا بالألغام سيعتمد على القدرة الإنتاجية ، مضيفا : "نقطة انطلاقنا هي احتياجاتنا الخاصة لكن بالنسبة لنا، أوكرانيا تمثل أولوية مطلقة، لأن خط الأمن الأوروبي والبولندي يمر على جبهة روسيا–أوكرانيا".
وبدوره ..قال الرئيس التنفيذى لشركة «بيلما» ، المملوكة للدولة والتي تزود الجيش البولندي بالفعل بأنواع أخرى من الألغام ، ياروسلاف زاكشيفسكي إن تصدير الألغام إلى أوكرانيا ممكن.. مشيراً إلى أن دولاً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحد روسيا بما في ذلك دول البلطيق، أبدت بالفعل اهتماماً بشراء ألغام مضادة للأفراد..مؤكدا أن تلبية الاحتياجات البولندية ستكون لها الأولوية، لكن أي فائض في الإنتاج يمكن توريده إلى الحلفاء في المنطقة.
وأشارت الشركة الى أن بولندا ستجهز بملايين الألغام في إطار برنامج "درع الشرق" لتأمين حدودها الشرقية الممتدة على نحو 800 كيلومتر فيما قال زاكشيفسكي :"نحن نستعد لتلبية الطلب البولندي الذي قد يصل إلى 5–6 ملايين لغم من مختلف الأنواع".
وتعكس هذه الخطوة تصاعد القلق في أوروبا من أن الطموحات العسكرية لروسيا قد تتجاوز أوكرانيا، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية متسارعة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء البولندية.
وتنضم بولندا بذلك إلى توجه إقليمي أوسع، إذ أعلنت معظم الدول الأوروبية التي تحد روسيا باستثناء النرويج ، عزمها الانسحاب من المعاهدة الدولية التي تحظر هذه الأسلحة ، وتسعى وارسو إلى استخدام الألغام المضادة للأفراد لتعزيز أمن حدودها مع بيلاروسيا وروسيا.
وكانت بولندا قد بدأت إجراءات الانسحاب من اتفاقية أوتاوا في أغسطس الماضي فيما أشارت مسبقا إلى أنها قد تبدأ إنتاج الألغام المضادة للأفراد إذا دعت الحاجة، دون اتخاذ قرار رسمي..وتعد تصريحات زاليفسكي أول تأكيد من وارسو على المضي قدماً في هذه الخطوة.
يشار إلى أن ليتوانيا وفنلندا كانت قد أعلنتا في وقت سابق من هذا العام أنهما تتوقعان بدء إنتاج الألغام المضادة للأفراد العام المقبل، في ظل تزايد المخاوف من روسيا منذ غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022 فيما أعلنت لاتفيا وإستونيا الانسحاب من المعاهدة دون الكشف عن خطط إنتاج حتى الآن، رغم أن مسؤولين في ريجا قالوا إن بإمكانهم إطلاق التصنيع سريعاً إذا لزم الأمر فيما ترى إستونيا ذلك خياراً مستقبلياً.
وبحسب وزارة الخارجية البولندية، يمكن أن يبدأ إنتاج الألغام المضادة للأفراد في بولندا بعد استكمال فترة الانسحاب البالغة ستة أشهر من المعاهدة في 20 فبراير القادم.