أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته اليوم/الخميس/ أن بولندا تؤدي دورًا محوريًا في تعزيز أمن الحلف على جناحه الشرقي، مشددًا على أن دعم أوكرانيا يظل التزامًا جماعيًا للحلفاء يتجاوز المرحلة الراهنة ويمتد إلى ما بعد الجهود الجارية لتحقيق السلام.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية مشتركة أدلى بها روته مع نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي فلاديسواف كوسينياك-كاميش، في منطقة التدريب العسكرية ببيموفو بيسكي، وذلك في ختام زيارة الأمين العام للناتو إلى بولندا، حيث التقى أيضًا فى وقت سابق اليوم بالرئيس البولندي كارول نافروتسكي.
وخلال زيارته لقاعدة بيموفو بيسكي، التقى الأمين العام للناتو بعناصر القوات المنتشرة ضمن قوة الناتو البرية المتقدمة، معربًا عن تقديره لجهودهم وتضحياتهم. وقال روته إن القاعدة تستضيف، إلى جانب القوات الأمريكية، قوات من رومانيا وكرواتيا والمملكة المتحدة وبولندا، مشيرًا إلى أن العديد من هؤلاء الجنود سيقضون فترة الأعياد بعيدًا عن أسرهم من أجل أداء واجبهم في حماية أمن الحلف وتعزيز قدراته الردعية والدفاعية على الجناح الشرقي.
وأشاد روته بالمساهمات الكبيرة التي تقدمها بولندا لأمن الحلفاء، مؤكدًا أن الجيش البولندي يواصل تعزيز قدراته برًا وبحرًا وجوًا. وأوضح أن بولندا تظهر قيادة واضحة من خلال استثمارها أكثر من 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي في مجال الدفاع، مع توقعات بزيادة هذه النسبة في عام 2026.
وفيما يتعلق بدعم أوكرانيا، شدد الأمين العام للناتو على أن أمن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من أمن الحلف، مضيفًا أن بولندا تدرك هذه الحقيقة جيدًا. وأشار إلى أنه منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق، خصصت بولندا أكثر من 4 مليارات يورو كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، من بينها 100 مليون دولار ضمن قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية (PURL)، التي توفر معدات أمريكية أساسية لدعم القدرات الدفاعية الأوكرانية.
كما لفت روته إلى أن بولندا تستضيف مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لدعم عمليات الناتو الخاصة بأوكرانيا، إلى جانب مركز التحليل والتدريب والتعليم المشترك (JATEC) في مدينة بيدغوشتش، الذي يسهم في تطوير القدرات والتنسيق المشترك.
في سياق متصل، تطرق الأمين العام للناتو إلى الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي لدول الحلف على الجناح الشرقي، بما في ذلك بولندا، موضحًا أن الحلف أطلق في سبتمبر الماضي عملية “الحارس الشرقي” (Eastern Sentry)، على غرار عملية “الحارس البلطيقي”.
وأكد أن هذه الخطوة عززت الدفاع الجماعي للحلف، مضيفًا أنها توفر مزيدًا من المرونة والقدرة على الصمود، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن الناتو، بصفته تحالفًا دفاعيًا، مستعد للردع والدفاع من البحر الأسود إلى أقصى الشمال، وما وراء ذلك.