قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن الوضع الراهن للعالم يمثل مصدر ارتياح كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فرغم أن حربه في أوكرانيا أطول وأكثر تكلفة مما كان متوقعاً، إلا أنها تسير بما يتماشى مع مصالحه.
ورأت الصحيفة ـ في افتتاحيتها اليوم بقلم الكاتب فيليب جيلى ـ أن بوتين لا يزال يعتزم السيطرة على جميع الأراضي التي ضمتها روسيا سواءً عبر الوسائل الدبلوماسية أو العسكرية. ويرى بوتين أن الأوروبيين يماطلون في الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، وهي "سرقة" ذات "عواقب وخيمة"، كما حذر زعيم الكرملين.
وبات لديه الآن حليف متعاطف في واشنطن، أخرجه من عزلته، ويدعم مطالبه بشأن أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أنه انطلاقًا من هذا الواقع، بات بإمكان الرئيس الروسي الظهور في صورة إيجابية. وخلال مؤتمره الصحفي السنوي أمس الجمعة، اتبع بوتين خطوات محسوبة بعناية لإرضاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ تنصل من مسؤولية الحرب مؤكدًا أنه "لم يبدأها"، وفي الوقت نفسه أبدى استعداده للتفاوض على السلام وفق شروطه غير القابلة للمساومة، بل وطرح مقترحًا لهدنة ـ كانت قد رُفضت سابقًا ـ بهدف إتاحة المجال لإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا.
وتابعت "لوفيجارو" أن بوتين تجاهل الأوروبيين، مشيرة إلى أنه بعد إخفاقهم في اتخاذ قرار بشأن الأصول الروسية المجمدة، التي يطمع بها الأمريكيون علنًا، سيتكبدون ديونًا بقيمة 90 مليار يورو لن تضطر أوكرانيا إلى سدادها إلا بعد دفع تعويضات حرب افتراضية من روسيا. فلنراهن أنه إذا لم يتم استعادة هذه الأموال، فإن الاستيلاء على مليارات بوتين سيكون أكثر خطورة في ظل وقف إطلاق النار.
واعتبرت الصحيفة أن استعادة هذه الأموال، إذا لم تتم، ستجعل الاستيلاء على أموال بوتين أكثر خطورة في ظل أي وقف محتمل لإطلاق النار.
وفي محاولة للعودة إلى المسار الدبلوماسي، ترى دول حليفة لكييف، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "جدوى" في إعادة فتح قنوات الحوار مع بوتين، غير أن موسكو تشترط لتحقيق ذلك توفر "الاحترام" و"اللباقة"، وهي شروط ترى الصحيفة أنها ستجبر الأوروبيين فعليًا على الاعتراف بالهزيمة.
وخلصت إلى أن الأوروبيين، أنه بعد أن اقتصر دور الأوروبيين على مجرد دفع المستحقات، فإنهم يستعدون للحرب - لا سيما في شرق القارة خشية أن تُبرم معاهدة سلام على حسابهم.