استعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، في تقرير لها، مساعي روسيا لتعزيز موقعها كشريك استراتيجي للدول الإفريقية، في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية المتسارعة، مستندة إلى إرث طويل من العلاقات المتبادلة مع دول القارة السمراء.
وأوضح التقرير أن انعقاد المؤتمر الوزاري الإفريقي-الروسي يأتي استكمالًا لمسار التعاون الذي بدأ مع المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية في مدينة سوتشي عام 2024، والذي وضع خريطة طريق للتعاون المستقبلي بين الجانبين، إذ يُعقد المؤتمر الحالي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تغيرات متسارعة يشهدها النظام الدولي، ومساعٍ مشتركة لتعزيز الشراكة في مجالات حيوية متعددة.
وأشار التقرير إلى أن ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب تتصدر جدول أعمال المؤتمر، حيث يناقش الجانبان سبل دعم الجهود الإفريقية لمواجهة الإرهاب والتطرف، وتعزيز تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية، إلى جانب التعاون العسكري التقني من خلال بحث توقيع اتفاقات تسهم في تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية للدول الإفريقية ودعم استقرار القارة.
وأضاف أن الجانب الاقتصادي يحظى باهتمام خاص، لا سيما في مجالات الطاقة والتعدين، إذ تركز موسكو على توسيع التعاون بما يدعم اقتصادات الدول الإفريقية ويحقق الاستغلال الأمثل والآمن لمواردها الطبيعية، فضلًا عن بحث قضايا الصحة والأمن الغذائي عبر شراكات فاعلة لتعزيز النظم الصحية ودعم الإنتاج الزراعي.
وسلط التقرير الضوء على دور إفريقيا المتنامي في عالم متعدد الأقطاب، وأهمية تنسيق الجهود لتنفيذ أجندة إفريقيا 2063، باعتبارها الإطار الاستراتيجي لمستقبل القارة، مؤكدًا أن المؤتمر يعكس رغبة مشتركة في فتح مسارات جديدة للتعاون، ومتابعة تنفيذ خطط العمل السابقة، وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والدول الإفريقية، في خطوة تعكس عمق العلاقات وتطلعها إلى آفاق أوسع.