نظّمت مكتبة الشيخ زايد الثقافية مجموعة من ورش الفنون التشكيلية المتنوعة، في إطار دورها الثقافي والتنموي الهادف إلى تنمية المهارات الإدراكية والإبداعية لدى الأطفال، وتعزيز قدراتهم الفنية بأساليب تعليمية مبسطة ومبتكرة.
تضمنت الفعاليات ورشة لتعليم مبادئ الرسم بطرق سهلة وميسّرة للجمهور، إلى جانب استكمال ورشة رسم وتلوين تكوينات تجريدية مبتكرة، اعتمدت على استخدام الخطوط والدوائر المتقاطعة وتفتيت الأشكال بأساليب حديثة، مع التعرف على تأثيرات الأسطح المختلفة التي يمكن توظيفها داخل المساحات اللونية، وذلك تحت إشراف وتنفيذ المهندس هاني مبارك.
كما شملت الأنشطة ورشة لتعلّم الأسس الأكاديمية لفن رسم وتصميم القناع، بهدف تنمية وبناء القدرات الإبداعية لدى الأطفال. وتضمنت الورشة محاضرة للدكتورة ريهام ماهر، أخصائي الفنون التشكيلية والبصرية، تناولت خلالها أثر فن القناع الإفريقي على أساليب الفنانين المعاصرين، وبخاصة الاتجاهات التكعيبية والتجريدية والدادائية.
وأشارت المحاضرة إلى أبرز الفنانين التشكيليين الذين تأثروا بفن القناع الإفريقي، ومنهم بابلو بيكاسو، وهنري ماتيس، وأميديو موديلياني، حيث استلهم هؤلاء الفنانون من الأقنعة الإفريقية قيم التجريد والمبالغة التعبيرية والرمزية، باعتبارها مصدرًا للتجديد وكسر القواعد الأكاديمية التقليدية، وهو ما أسهم في نشأة الحداثة الأوروبية في بدايات القرن العشرين.
وأعقب المحاضرة استكمال ورشة تنفيذ تصميمات متنوعة لأقنعة مستوحاة من فن القناع الإفريقي، مع تبسيط شكل القناع وتناول الرموز الهندسية، باستخدام خامات من البيئة مثل الكرتون والورق الملون، وإعادة تدوير هذه الخامات لإنتاج أعمال فنية مبتكرة.
ومن المقرر أن تُستكمل ورشة أسس فن القناع الإفريقي البدائي على مدار ثلاث جلسات متتالية، بهدف الوصول إلى تصميم فني متكامل يسهم في تعزيز القدرات الابتكارية وتنمية الحس الفني لدى الأطفال.