دعا المنتدى العربي السابع حول" آفاق توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر بالطاقة النووية" إلى تعزيز التعاون العربي والدولي في مجالات التكنولوجيا النووية المتقدمة، وإقامة مشروعات لمحطات طاقة نووية مشتركة بين الدول المتجاورة، والتعاون في إدارة دورة الوقود النووي والنفايات المشعة، والاستفادة من الخامات النووية المتوافرة في الأراضي العربية، فضلا عن تكثيف برامج التدريب وبناء القدرات عبر إنشاء مركز عربي إقليمي للتعليم والتدريب النووي.
جاء ذلك خلال ختام أعمال المنتدى الذي نظمته هيئة الطاقة الذرية الأردنية والهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجلس الوزاري العربي للكهرباء بجامعة الدول العربية، بمشاركة نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور ميخائيل شودوكوف، وعدد من الخبراء والمسؤولين من الدول العربية.
وشهدت فعاليات المنتدى مناقشات موسعة حول دور الطاقة النووية في تأمين احتياجات الدول العربية من الكهرباء والمياه، في ظل التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها تزايد الطلب على الطاقة وندرة المياه، بالتوازي مع التوجه نحو خفض الانبعاثات الكربونية، ما يجعل الطاقة النووية خيارا استراتيجيا لدعم التنمية المستدامة.
وأكد المنتدى أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات، مشددا على أن التطورات المتسارعة في مجالات الطاقة والعلوم النووية تتطلب مزيدا من التكامل بين الدول العربية، بما يسهم في تحقيق الأمن المائي والطاقي والتنمية المستدامة للشعوب العربية.
وشدد المشاركون على أن الطاقة النووية تمثل خيارا استراتيجيا أساسيًا لدعم التنمية المستدامة في الدول العربية، من خلال توفير مصدر موثوق ومنخفض الانبعاثات الكربونية لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر، وتعزيز أمن الطاقة والمياه في المنطقة.
و أكد المنتدى أهمية إدماج المفاعلات النمطية الصغيرة ضمن الاستراتيجيات الوطنية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وتعزيز التكامل بين مشروعات الطاقة النووية وتحلية مياه البحر.
وشدد المشاركون على ضرورة تطوير الأطر التشريعية والرقابية المستقلة، وتوحيد المعايير العربية في مجالات السلامة والأمن والأمان النووي، بما في ذلك إعداد بروتوكول عربي موحد للأمن السيبراني النووي، إلى جانب الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والتمويلية للمشروعات النووية.
و أوصى المشاركون بإدخال طاقة الاندماج النووي كخيار استراتيجي طويل الأمد للمنطقة العربية، والشروع في برامج بحثية منسقة داخل الجامعات العربية ومراكز الأبحاث، بالاستفادة من التجارب والمرافق الدولية المتخصصة في هذا المجال.
وشارك في المنتدى خبراء من 10 دول عربية في قطاع الطاقة النووية، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية معنية بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بالإضافة إلى مشاركة مزودي التكنولوجيا النووية، هما شركة "روساتوم" الروسية وشركة "سي إن إن سي" الصينية.