تتجه أنظار المستثمرين والأسواق العالمية نحو الذهب خلال العام المقبل 2026، مع توقعات بارتفاع أسعاره مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتسارعة، وأكد محللو سوق المال أن الأحداث العالمية، من توترات سياسية واقتصادية إلى تحركات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، تخلق بيئة محفزة لاستمرار صعود الذهب كملاذ آمن أمام المستثمرين.
فمن جانبه قال محلل سوق المال، الدكتور أحمد معطي، إن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتسارعة، مؤكدًا أن وتيرة الأحداث العالمية باتت أسرع من إمكانية ربط حركة الذهب بإطار زمني قصير مثل الربع الأول من العام.
وأوضح معطي خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن التوقعات تشير إلى ارتفاعات ممتدة على مدار العام، لعدة أسباب رئيسية، في مقدمتها استمرار صناديق الاستثمار في زيادة مشترياتها من الذهب، إلى جانب مواصلة البنوك المركزية العالمية تعزيز احتياطياتها من المعدن النفيس، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني للشهر الثالث عشر على التوالي، بالإضافة إلى البنك المركزي المصري والبنك المركزي الهندي، فضلًا عن الطلب القوي من الأفراد في السوق الهندية، باعتبارها من أكبر المحركات المؤثرة في سوق الذهب عالميًا.
وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية لا تزال عاملًا ضاغطًا بقوة على الأسواق، في ظل ترقب عالمي لاحتمالات تصعيد سياسي وعسكري، من بينها ما تردد حول احتمالية توجيه الولايات المتحدة ضربة لفنزويلا، وهو سيناريو تم تداوله في بعض دوائر الأمن القومي الأمريكي، لافتًا إلى أنه حتى في حال انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فإن أسعار الذهب لن تشهد تراجعًا حادًا، بل قد تنخفض بشكل محدود قبل أن تعاود الصعود مجددًا، نظرًا لاستمرار بؤر التوتر واحتمالات اندلاع صراعات جديدة.

وتوقع الدكتور أحمد معطي أن تشهد أسعار الذهب مستويات تاريخية خلال العام المقبل، مرجحًا وصول سعر الأونصة إلى نحو 5 آلاف دولار على الأقل، مع إمكانية تجاوز 6 آلاف دولار في حال تصاعد التوترات بشكل عنيف، خاصة إذا تطورت الأوضاع في فنزويلا إلى مواجهة مفتوحة وردود فعل متبادلة.
وأضاف أن التوقعات على المدى الأبعد، وخلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالكامل، تشير إلى إمكانية وصول سعر أونصة الذهب إلى نحو 7 آلاف دولار، في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، وزيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
فيما قال محلل سوق المال، الدكتور سمير رؤوف، إن أسعار الذهب متوقعة أن تصل إلى مستوى 5 آلاف دولار للأونصة، وقد تتجاوز هذا الحد قبل منتصف العام المقبل 2026، إذا استمرت التطورات الجيوسياسية بوتيرة متسارعة.

وأوضح الدكتور رؤوف خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن الأحداث العالمية، بما في ذلك توترات روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التباطؤ الاقتصادي في أوروبا، تمثل ضغوطًا إضافية على السوق وتدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
وأشار إلى أن بعض عمليات البيع من جانب روسيا في الفترة الحالية قد تؤدي إلى تصحيح قصير المدى في الأسعار، لكنها لن تؤثر على الاتجاه الصعودي العام للذهب، متوقعًا أن السعر سيستمر في الارتفاع وقد يتجاوز مستوى 5 آلاف دولار للأونصة مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا.
فما توقعت مؤسسة جولدمان ساكس المالية العالمية في سيناريو أساسي أن ترتفع أسعار الذهب بنسبة 14% لتصل إلى 4900 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2026.