الثلاثاء 23 ديسمبر 2025

تحقيقات

سوريا.. اشتبكات دامية تهز حلب

  • 23-12-2025 | 12:53

سوريا

طباعة
  • محمود غانم

شهدت سوريا خلال الساعات الأخيرة تطورات خطيرة، بعد أن قامت قوات «قسد» باستهداف نقاط أمنية وعسكرية وأحياء مدنية في مدينة حلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

تصعيد في سوريا

وحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية «سانا»، فقد سقط شهداء ومصابون إثر استهداف قوات «قسد»، أمس، بالرشاشات الثقيلة والقذائف، نقاطًا لقوى الأمن الداخلي والجيش العربي السوري، إضافة إلى الأحياء السكنية في مدينة حلب.

وذكرت وزارة الداخلية أن قوات «قسد» المتمركزة في الحيين أقدمت على الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على تلك الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة.

وإجمالًا، أسفرت الهجمات عن مقتل اثنين، فيما أصيب 15 شخصًا آخرين، حسب ما أوردت «سانا»، في حين ذكر المرصد السوري أن 25 شخصًا سقطوا بين قتيل ومصاب.

ووفق تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، فإن الاعتداءات بدأت عقب رصد الجيش العربي السوري نشاطًا عدوانيًا مشبوهًا من نقاط «قسد» باتجاه مواقعه، حيث جرى التعامل مع التهديد وإفشاله.

وأضاف أنه بعد ذلك قامت «قسد» بسحب عناصرها من الحواجز المشتركة وفتح النار بشكل مباشر على قوى الأمن الداخلي، ما أسفر عن إصابة عنصرين بجروح.

وذكر أن «قسد» وسعت نطاق استهدافها ليشمل أحياء عدة من حلب، إضافة إلى مشفى الرازي، ما استدعى ردًا مباشرًا من الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي على مصادر النيران، وتحديدًا في منطقة السكن الشبابي التي تضم تجمعات عسكرية ومستودعات وغرف عمليات تابعة لـ«قسد»، حيث أسفر الرد عن مقتل أكثر من 13 عنصرًا من «قسد»، بينهم قيادي بارز، وفق قوله.

وأعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، وفق ما أوردت «سانا»، أن قيادة أركان الجيش السوري أصدرت أمرًا بإيقاف استهداف مصادر نيران «قسد» في حلب بعد تحييد عدد منها، وتضييق بؤرة الاشتباك بعيدًا عن الأهالي.

في المقابل، ذكرت «قسد» أنها أصدرت توجيهات لقواتها بإيقاف الرد على هجمات ما سمّته «فصائل حكومة دمشق»، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية.

وأفاد المرصد السوري، اليوم، بأن «قسد» دفعت فرقًا كبيرة من قوات «الكوماندوس» المدججة بالأسلحة إلى محوري غانم العلي في ريف الرقة، ودير حافر بريف حلب.

ويُذكر أن اتفاقًا وقّعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي في مارس الماضي، نصّ على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز. واتهمت الحكومة السورية «قسد» بعدم الجدية في تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

مصر تدعو إلى خفض التصعيد

ودعت مصر إلى خفض التصعيد في سوريا وتغليب مسارات التهدئة والحوار، حيث جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أنها تتابع ببالغ القلق ما يشهده الشمال السوري، وخاصة منطقة حلب، من اشتباكات وتطورات ميدانية متسارعة، وما يصاحبها من أعمال عنف وترويع للمدنيين، بما ينذر بتداعيات خطيرة على أمن واستقرار سوريا.

وأكدت مصر الأهمية البالغة لخفض التصعيد ووقف مظاهر العنف وتهدئة الأوضاع وحماية المدنيين، وصون أمن سوريا الشقيقة ووحدة أراضيها.

وشددت على أن الحل المستدام للأزمة السورية يظل مرهونًا بعملية سياسية شاملة تقوم على الحوار، وتراعي مصالح جميع مكونات الشعب السوري، في إطار الدولة الوطنية ومؤسساتها.

الاكثر قراءة