أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على ما يردده بعض الناس من أن الصيام في شهر رجب بدعة ولا ثواب فيه، مؤكدًا أن هذا الكلام عجيب ويؤدي إلى تكاسل الناس عن العبادة، رغم أن رجب من الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الإمام الشافعي رحمه الله نقل عنه الإمام الخطيب البغدادي شروطًا شديدة لمن يتصدر للفتوى في الحلال والحرام، منها أن يكون عالمًا بكتاب الله ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومكيه ومدنيه، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباللغة، وباختلاف العلماء، وأن يكون منصفًا، مؤكدًا أن من لم تتوافر فيه هذه الشروط فلا يحق له أن يضيق على الناس أو يبدعهم.
وأشار إلى أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها: ﴿فلا تظلموا فيهن أنفسكم﴾، موضحًا أن ظلم النفس يكون بترك الطاعة أو الوقوع في المعصية، وبالتالي فإن كل عبادة تُؤدى في الأشهر الحرم لها فضلها عند الله، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الأشهر الحرم، وبالحديث العام: «من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا».
وأكد أن الصيام عبادة ثابتة بأصلها في الدين ولم يمنع منها النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن القرآن والسنة حثا على القربات والطاعات، داعيًا إلى عدم التضييق على الناس في العبادة، وعدم تبديع من يصوم أو يتقرب إلى الله في شهر رجب بالصيام أو تلاوة القرآن أو الصدقة أو غير ذلك من وجوه الخير، مؤكدًا أن هذه الأيام أيام طيبة ينبغي الإكثار فيها من العبادة.