فقد الوسط الفني منذ قليل الفنان والكاتب طارق الأمير واحدًا من الوجوه التي ربما لم تتصدر المشهد دائمًا، لكنها ظلت حاضرة بقوة في ذاكرة الجمهور بأدوارها المؤثرة وحضورها الخفيف، وذلك بعد معاناة صحية خلال الأسابيع الماضية تلقى خلالها العلاج داخل أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، قبل أن تتدهور حالته ويفارق الحياة، فيما تقرر تشييع جثمانه من مسجد الرحمن الرحيم.
ولُقّب طارق الأمير بين زملائه بـ "صاحب الأدوار الهادئة"، ذلك الفنان الذي جاء من التسعينيات ليمنح الأعمال التي شارك بها صدقًا وملامح إنسانية، سواء ظهر في مشاهد معدودة أو شارك في بناء عمل كامل من الخلف عبر الكتابة، فقد عرفه الجمهور في عدد من الأعمال الجماهيرية البارزة، من بينها دوره كـ«هانى» الضابط مستشار الغرام في فيلم “اللي بالي بالك” عام 2003، و«عبد المنصف» الزوج المأزوم في فيلم :"عسل أسود" عام 2010، إلى جانب مشاركته في فيلم "عوكل" ودوره في "صنع في مصر" عام 2014.
لم يقتصر إبداعه على التمثيل فقط، بل امتد ليضع بصمته في عالم التأليف السينمائي، حيث كتب عددًا من الأفلام التي حققت انتشارًا واسعًا وبقيت في ذاكرة الجمهور مثل "كتكوت" و"مطب صناعي"و"الحب كده"، مقدمًا من خلالها لغة كوميدية قريبة من الناس وبناءً دراميًا بسيطًا لكنه مؤثر.
مشوار طارق الأمير الفني الذي بدأه منذ التسعينيات، تخلله حضور لافت في الدراما التلفزيونية أيضًا، حيث شارك في أعمال مهمة من بينها المسلسل التاريخي الشهير "أم كلثوم" عام 1999، إضافة إلى مشاركته في عدد من الأعمال الوطنية مثل فيلم "الطريق إلى إيلات" الذي يعد واحدًا من أبرز الأفلام الحربية في السينما المصرية.