الإثنين 20 مايو 2024

فى أخطر حوارات «المصور» عن الإرهاب: بالأسماء.. مواقع تمركز الإرهابيين فى العريش

8-3-2017 | 14:50

أعده للنشر:

أشرف التعلبى - أميرة صلاح

شريف البرامونى - شنودة سعد

الإرهاب فى سيناء سيناريو لا ينتهى ويتجدد بشكل يومى، ضحايا وشهداء هناك فى المُثلث الساخن، جماعات مُتطرفة مُنتشرة فى «العريش والشيخ زويد»، تتحين الفرصة للانقضاض على رجال الشرطة والجيش.. مؤخرًا طال الإرهاب أقباط مصر، لإحداث وقيعة وفتنة بين المسلمين والمسيحيين، لتترك الأُسر المسيحية بيوتها فى العريش، خوفًا من الفتك بها.

سيناء هى أرض الفيروز، أرض الميعاد، صاحبة الجمال الخلاب، لكن عناصر التطرف والتشدد سكنتها خلال حكم المعزول محمد مرسي، لتتحول لبركان ساخن ينفجر فى أى وقت وفى أى مكان.

وفى حوار الأسبوع على مائدة «المصور» اقتربنا أكثر من الأوضاع فى سيناء، وهى مُهمة ليست سهلة، وتحديدًا فى العريش الذى يغلى على صفيح ساخن، طرحنا أسئلة شغلت أذهان المصريين خلال الفترة الماضية تتعلق بما حدث فى جبل الحلال، بالإضافة إلى وجود عناصر من منظمة «حماس» مسئولة عن تحريك الأحداث إلى مستوى الذروة هناك.. وجماعات تقاتل بالوكالة عن دول أخرى.. لننشر بالأسماء مواقع تمركز الإرهابيين في العريش، ومافيا تجارة الأسلحة في سيناء.

الخبراء أكدو أن ١٥٠٠ من عناصر الإخوان كانوا يتلقون تدريبات عسكرية بجبل الحلال، وأن المعزول خلال حكمه تجاهل رأى اللجان الأمنية والقضائية الخاصة بالإفراج عن المسجونين وأطلق سراح ١٥ ألف مسجون، والعشرات وصلوا لسيناء قادمين من أفغانستان وباكستان أثناء حكم جماعة الإخوان، لافتين إلى أن أهم الأماكن العشوائية التى يتمركز فيها الإرهابيون هى: «السمران، والدنيشة، والفواخرية، والزهور، وأسيوط وحى الصفا».

«المصور» استضافت عددًا من الخبراء المعنيين بملف الإرهاب، للحديث عن الإرهاب فى سيناء، فى مقدمتهم، اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، والدكتور حازم الرفاعى، عضو مجلس النواب، والدكتور كمال حبيب، أستاذ العلوم السياسية، والدكتور صلاح سلام عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والصحفى السيناوى عبد القادر مبارك.. فإلى الحوار:

المصور لـ«د. حسام رفاعى»: تساؤلات عدة يفرضها الوضع القائم، من أبرزها شكل الوضع الآن فى العريش والمناطق المحيطة بها.. وهل تم فرض السيطرة الأمنية على تلك المناطق.. وما حقيقة ما يشاع حول أن الإرهابيين هناك من شباب القبائل، الذى يقتلون ويذبحون.. أم أنهم تابعون لحركة حماس؟

دكتور حسام الرفاعي: أولا.. يجب أن نتفق على أن سيناء قضية الوطن وليس قضية أبنائها فقط، كما أنها قضية أو أزمة داخل الوطن، وسيناء هى قلب مصر والأطماع فيها واضحة وصريحة منذ ١٥ مايو ١٩٤٨ تاريخ إعلان دولة الكيان الصهيونى «إسرائيلـ«، وعقيدتهم القائلة بأن دولتهم «من النيل للفرات»، والتى سيسعون لتحقيقها حتى قيام القيامة، حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، طريقهم للفرات ساروا فيه، أما طريقهم للنيل يجب أن يمر من خلال سيناء وحاولت إسرائيل مرتين، فى ١٩٥٦ تم احتلال سيناء حوالى ٧٠ يوما وخرجت باتفاقية، وفى ١٩٦٧ تم احتلال سيناء ١٥ عاما وخرجت بحرب ثم اتفاقية سلام، ولكن لا تزال سيناء بؤرة اهتمام العالم الصهيوني، لأنها الطريق للتحقيق الحلم لديهم، فهى الدولة الوحيدة فى العالم، الذى ليس لديها دستور يحتوى على حدود وهو ما نعلموا جميعا وهم لا يخفون ذلك.

ففى ١٩٦٧ تم احتلال سيناء رغم وجود الجيش المصرى بكثافة الكل يعلمها والكل يعلم ماذا حدث، وبعد العودة فى اتفاقية السلام كانت سيناء بين نظريتين، نظرية اتبعناها على مدار السنوات السابقة لـ١٩٦٧ وهى نظرية الإخلاء، بمعنى أن يتم إخلاء المنطقة من السكان لتكون مسرح عمليات عسكرية ونضع فيها جيش ليواجه العدو وثبت فشل هذه النظرية لأنه سبق وأن احتلت مرتين فى ظل اتباع نظرية الإخلاء، واعتبارها منطقة عمليات عسكرية.

وعندما عادت سيناء فى ١٩٨٢ سعدنا جميعًا وغنت الفنانة شادية «سينا رجعت كاملة لينا» وبدأت التنمية العشوائية، ثم تساءلنا هل نستمر فى نظرية الإخلاء أم يتم اللجوء إلى النظرية الثانية «نظرية الإنماء»؟.. بعد اتفاقية السلام كان من المفترض أن نبدأ فى عمل تنمية حقيقة لسيناء، فى الـ ١٠ سنوات الأولى كانت هناك تنمية عشوائية، وكلنا كنا سعداء، فالدولة تنبى والأهالى تبنى والمحافظة تبنى، ولكن لم يكن هناك مخطط عام، لكننا توقفنا وتساءلنا عن البديل الآن بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، التى لابد أن تحترمها، وأريد أن أشير هنا إلى أن «المنطقة ج» ومنطقة صحراء النقب، التى دائما ما يكون مستهدفا منها الهجوم مع مصر، مثلما تهاجم إسرائيل سيناء ليس من الأطراف، وإنما من القلب فى الوسط وهى صحراء النقب، إسرائيل صنعت ٣ طرق من شمال إسرائيل بحيث تكون على حدود مصر فى خلال ٣ ساعات، وتبدأ بالسيطرة على سيناء وتصل إلى القناة لتسيطر على الممرات ثم تعود لتأخذ الأطراف.

ووفقا لما سبق اتجهنا لتطبيق نظرية الإنماء، وقررنا أن ننمى سيناء وأهم منطقة فيها «وسط سيناء»، التى عادة ما تستخدمها إسرائيل لاحتلال سيناء وبدأت الفكرة بتوصيل مياه النيل لسيناء، لأن المتعارف عليه أن الشىء، الذى يوطن شعبا هى الزراعة، فتم تحديد توصيل مياه النيل من خلال ترعة الإسماعيلية ثم عن طريق ممرات ثم تنحفض الانخفاض الطبيعى وتزرع حوالى ٤٠٠ ألف فان لتصل المياه فى منطقة تدعى السر والقوارير لتصل المياه دون أى دفع حتى وادى العريش ليتم زرع بشر فى هذه المنطقة لعدم وجود عناصر من الجيش هناك، فيكون المصد الطبيعى هو المواطن المصرى المنتج الذى يعيش فى منطقة وسط سيناء.

المصور: لماذا لم يتم الأمر وفقا لهذا التصور؟

د. حسام رفاعى: فوجئنا أن هناك تغييرا فى هذا المشروع تماما، وقالت السلطات حينها إنها تعد مشروعا أكبر من السابق، وأطلقت عليه المشروع القومى لتنمية سيناء وقائم على أساس ترعة السلام، ولكن فوجئنا بتغيير المسار الذى كان محددا مسبقا، وتغيير تركيبة المياه بحيث إن ترعة السلام والمشروع القومى تم تحويله لأربع مراحل المرحلة الأولى لغرب بورسعيد ليست تابعة سيناء نهائيًا، والمرحلة الثانية تتخطى القناة وهى منطقة يطلق عليها «سهل القناة»، وهى تعد مانعا طبيعيا للإسرائيلين، وخلال الحرب إسرائيل لم تتمكن من الوصول لمنطقة بورفؤاد من الجانب الآخر من القناة لأنها منطقة «سابخة» قريبة الشبه بـ«الجيلى» فالدبابات كانت تغرس هناك، والمرحلة الثالثة جنوب وهى منطق كثبان رملية، والمرحلة الرابعة تكون عند المنطقة المهمة، وهى أساس الترعة، إلا أننا فوجئنا بإلغاء المرحلة الرابعة، وهى منطقة السر والقوارير منطقة وسط سيناء كان مستهدفا من المشروع القومى ٧٥ مليارا والقطار الذى لم يكتمل كان مستهدفا فى ٢٠١٧ هذا العام يكون فى هذه المنطقة وسط سيناء تحديدا وسيناء عامة ٣.٢ مليون مواطن مصرى ليكونوا حائط صد ليدافع عن سيناء ومصر بأكملها.

ولكن ما حدث أن هذه المنطقة وسط سيناء يصل عدد سكانها الآن أقل من عدد سكانها سنة ١٩٨٢، كل المواطنين هاجرت منها نتيجة للمخططات السابقة، وما نصل إليه الآن بدلا من أن يكون هناك ٣.٢ مليون مواطن هناك، أقف عند المعديات التى تعد الشريان الرئيسى للوصول لسيناء تقف عناصر الأمن لفحص البطاقات الشخصية للمواطنين، وعندما تجد أن الأشخاص ليسوا مقيمين هناك ترفض دخوله وتقوم بإعادته، وفى اعتقادى واعتقاد كل أبناء سيناء أن ما كل ما حدث يدل على أن إسرائيل هى المستفيد الأول والأخير مما يحدث هناك.

وهنا يأتينا الحدث حول مطالب إسرائيل فى سيناء، إسرائيل لكى تصل للنيل وتأخذ لسيناء يجب أن يتم تحقيق ٥ نقاط هامة، هى تريد السيطرة على سيناء، ولكن نحن نريد فكرة تحقيق المشروع القومى ليعيد توطين ٣.٢ مليون مواطن ليكونوا هم خط الدفاع الأول، أما إسرائيل فهى تريد سيناء غير آمنة وغير مستقرة، وهو ما يحدث الآن، تريدها معزولة عن الوطن مصر عزلة جعرافية ومكانية، وهو ما يحدث الآن أيضا، تريد سيناء مكسورة القداسة لدى الشعب المصري، تريدها بأقل قدر ممكن من السكان وهو ما يحدث أيضا هناك، تريد من المواطن الذى يعيش فى سيناء مكسور الانتماء لدى مصر كلها بمعنى أنه يقبل بأى شىء.. رغم أن شعب سيناء عام ١٩٦٨ رفض التدويل تحت تهديد السلاح فى مؤتمر «الحسنة» الشهير.

وأكرر أن ما يحدث فى سيناء الآن يحقق الخمسة أهداف لدى إسرائيل سواء عن جهل أو عن عمد، وكانت إسرائيل كانت عرضت خطة «جيورا لاند» وهى خطة تبادل الأراضى وكانت عرضتها على الكنيست بالخرائط.

اللواء محمد الغباري: هو مشروع مطروح من عام ١٩٨٤ ولكنه مرفوض تماما.

د.حسام الرفاعي: الخطة مرسومة وبالخرائط، أولا مشكلة فلسطين أن الضفة وغزة لا تتصل أبدا إلا من خلال إسرائيل، فكانت إسرائيل تريد أن تحدد دولة فلسطينية وتنهى هذه المشكلة، فأحاطت مصر ٤٠ كيلو مترا من رفح فى قطاع غزة حتى الخابور فى العريش فى عمق مثلا ٣٠ كيلو مترا بما يعد ١٢٠٠ كيلو متر مربع، غزة مساحتها ٣٦٠ كيلو، بمعنى أنها تريد من مصر ١٢٠٠ كيلو، ويتم تهجير سكان الضفة، وإذا كان هناك فلسطينيون فى الخارج يقدمون على هذه المنطقة فى مصر لتكون هى دولة فلسطين، وداخل الاتفاقية أن يتم إعطاء مصر نفقا من داخل إيلات يسمح بالمرور البرى من المشرق العربى والمغرب العربي.

ويجب الإشارة هنا إلى أن إيلات لم تعلن سنة ١٩٤٨، ولكن بعد ذلك عندما اكتشفت أنها ليس لديها قوات على سواحل البحر الأحمر احتلت «أم الرشراش» لتحولها إلى إيلات وهى النقطة الوحيدة، التى تمنع المرور البرى من المشرق العربى والمغرب العربى بين آسيا وإفريقيا، لذلك كان ضمن هذا المخطط أن تعطى مصر هذا النفق ليسمح لها بالمرور البري.

وللأمانة النظام المصرى رفض تماما، ومنظمة التحرير الفلسطنية رفضت الأمر، وقال الفلسطينيون: إنهم على مدار سنوات يحاربون ليحرروا أراضيهم وليس ليأخذوا سيناء، والمفاجأة الكبرى أن ما يحدث فى سيناء من إرهاب وخلل يحقق الـ٥ أهداف الإسرائيلية فى ١٢٠٠ كيلو فقط.

المصور: ما فهمنا من خلال حديثك أن إسرائيل تقف من وراء ما يحدث الآن فى سيناء وخاصة فى الـ١٢٠٠ كيلو .. إذن هل يمكن القول بأن هناك تعاونا بينها والتنظيمات الإرهابية الموجودة هناك؟

د.حسام الرفاعي: نحن نموت هناك.. نحن ننزح.. طبعا عندما بدأت معدلات التنمية مواجهة كل هذا الحديث بدأ يحدث تراجع قبل ثورة يناير وحتى ٢٠٠٤ بدأت أحدث طابا وبدأنا نسمع عن وجود فكر تكفيرى فى سيناء، وبالفعل فوجئنا جميعا بهذا الفكر، وبدأت الدولة تواجه هذه التنظيمات وآخرها المواجهات، التى تتم حاليا فى جبل الحلال، وللأسف الشديد الدولة استعانت ببعض الجنائيين.

المصور: ماذا تعنى باستعانة الدولة بـ«جنائيين» فى مواجهتها للتنظيمات المتطرفة؟

الدكتور حسام الرفاعي: الجنائيون هم من عليهم أحكام جنائية، وطاردوا الشباب حتى أعلن أنه تم تصفية الإرهاب هناك، وكانت تحدث مناقشات حول هذا الأمر وخاصة اللواء عدلى فايد، وكان الجيش طبقا للاتفاقية لايتمكن من الدخول هناك إلا بإذن أمني، ثم خرجت الدولة من المشهد وتركت الجنائيين يحدثون انفلاتا أمنيا من ٢٠٠٤ حتى ٢٠١١.

ثم جاءت ثورة ٢٥ يناير المنطقة ج وهى منطقة الـ١٢٠٠ كيلو محدودة القوات سواء الجيش أو الشرطة، وعندما غابت الدولة فى ٢٥ يناير، غابت القوات المحددة من الجيش والشرطة، ودخل العديد من الأشخاص ومنهم أجانب من أفغاستان ودول عربية ومن محافظات مصر كلها، إذن يمكن القول بأنهم اختاروا أرض المعركة.

د. كمال حبيب: بمعنى أن هؤلاء متشددون إسلاميون.

د. حسام الرفاعي: من المفترض أنهم متشددون.. من قبل كان هناك أفراد تمكنوا من الهروب ودخلوا سيناء، وكانت الأنفاق برعاية الدولة بعدما إسرائيل حاصرت حماس، وكانت الدولة مضطرة لهذا الأمر، وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك فى أكثر من مرة يقول فيما معناه إن السلطات هى من تركت الأنفاق رغبة فى إطعام الفلسطينين.

وكانت هناك مجموعة خارج سيطرة حماس من التنظيمات الإرهابية موجودة فى غزة، وهم «جيش محمد وجلجلة»، وكان هذه التنظيمات تضرب دون إذن حماس بعض الصواريخ على إسرائيل وتحرجها.

وأذكر هنا أن يوسف القرضاوى تحدث عن العمليات الإرهابية لحماس، وبعد عدة سنوات خرج واعترض على ما حدث لحماس رغم عدم حدوث شىء، إلا أن حماس خرجت وضربت هذه المجموعة فى مسجد ابن تيمية فى رفح فلسطين، وقتلت ٤٠ شخصا منهم وكان ذلك بقيادة عبد اللطيف موسى، وقتل هناك، ومن تمكن من النجاة من الإرهابيين الذين شاركوا فى الأمر إلى سيناء.

المصور: هل هناك رقم يرصد الأعداد التى تمكنت من الهروب إلى سيناء قادمة من غزة؟

د. حسام الرفاعي: هؤلاء عندما يهربون يكون أمامهم طريقان إما إسرائيل وهذا مستحيل أو أن يدخلوا مصر وفى ظل وجود الأنفاق جاءوا جميعا، وطبعا فى ٢٠٠٩ ثم جاءت ٢٠١١ ثم زيارة محمد الظواهري، ودخل سيناء أشخاص من كل مكان اختاروا نظريا الجهاد، ولكن الجهاد ضد من؟.. فنحن لا نرى مثلا صواريخ على إسرائيل،

ولكن هؤلاء الإرهابيين يواجهون المسلم والمسيحى سواء الجيش أو الشرطة أو المدني، وبدأت هذه المجموعات تعمل، وحقيقة فإن الجيس المصرى غاب عن هذه المنطقة من ٥ يونيه ١٩٦٧، نتيجة للحرب ثم بعد ذلك حرب أكتوبر كانت على القناة حتى بعد عودة سيناء واتفاقية «كامب ديفيد» اضطر الجيش المصر للعودة إلى هذه المنطقة بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان من المفترض أنه عندما يعود يكون لديه أجهزة فى الداخل وعيونه كانت موجودة للأسف الشديد يبدو أن أجهزته كانت مشغولة بأشياء أخرى ولا أعلم ما هى.

وللأسف القوات المسلحة كان بإمكانها القضاء على الإرهاب، لكنها لا تمتلك المعلومات، التى كان من المفترض أن تكون موجودة، ومن جانبى أرى أن الحرب ضد الجيش والشرطة المصرية هو هيبة الدولة المصرية.

المصور: هل يمكن أن تقدم لنا تفاصيل أكثر حول الذى حدث فى سيناء أثناء فترة حكم الإخوان؟

د.حسام الرفاعي: سبق أن قلت إنه بعد ٢٥ يناير جاء العديد من الأشخاص منهم محمد الظواهري، وتم فتح السجون وتمركزوا هناك، وكان واضحا أن هدفهم محاربة الدولة المصرية.

المصور: هناك أيضًا معلومة من رئيس هيئة المساحة بأن نهر النيل كان لديه ٧ أفرع؟

اللواء محمد الغباري: هذا الحديث مكتوب فى سفر التكوين فى الكتاب المقدس لأخواننا المسيحيين، وعندما نعود للجغرافيا أن نهر وادى العريش كان يمتلئ بالمياه طول الشتاء، لذلك فالحركة كانت تأتى فى الجنوب أو الشمال، والحروب كانت تتم فى الصيف وليس الشتاء.

وهنا النهر هو نهر العريش، ورأى اليهود فى هذا الأمر، أول طريقة نشرت لديهم فى ترجمات الكتاب المقدس وموجودة فى الكنيسة لدينا، يظهر فيها أن دولتهم بدأت من العريش، وحديثا نشرت خريطة على موقوع وزارة الخارجية رقم ٢ نشرت هذه الخريطة يظهر فيها أنه بدأ أيضا من العريش، وهذا يفسر أن كل مشاريعهم التى كان يتقدمون بها لتبادل الأراضى تكون حتى منطقة العريش فقط، وهو يريد أن يربط فلسطين حتى منطقة العريش.

د. حسام الرفاعي، موجها حديثه للواء محمد الغباري: إسرائيل مع اتفاقية السلام وتبادل السفارات لماذا رفضت أن تأخذ سفارة شرق النيل وأصرت أن تأخذ السفارة غرب النيل؟

اللواء محمد الغباري: هذا الحديث دارج.

د. كمال حبيب: إذن مشروع من النيل للفرات ما زال يعمل اليهود على تحقيقه.

اللواء محمد الغباري: هو من العريش للفرات، وهنا لا أدافع عنه، ولكننى أوضح حقائق.

المصور: ماذا عن اتفاقية «كامب ديفيد»؟

اللواء محمد الغباري: اتفاقية «كامب ديفيد» عبارة عن إطار يحدد كيفية التباحث حول معاهدة السلام، وأريد أن أشير هنا إلى أن اليهود فى عملية الفصل بين القوات، أصروا أن يقفوا عند العريش، حتى لو تراجعت مصر عن اتفاقها.

المصور هذا فيما يتعلق بـ«كامب ديفيد» واتفاقية السلام.. ماذا عن الأنفاق التى يتم اكتشافها فى سيناء على الحدود.. متى بدأ الأمر ومن المسئول عنها؟

اللواء محمد الغبارى: عمليات اكتشاف الأنفاق بدأت عندما كنت رئيس شعبة تدريب الجيش الثانى، واكتشفنا هذا الموضوع من عناصر المخابرات التى كانت موجودة، وعناصر المخابرات هناك موجودة، ولكنها «هتعمل على الشعب أم على العدو»، مع الأخذ فى الاعتبار أن مهمتها العمل على العدو، كما أنه لم يكن من ضمن مهامى البحث داخل القبائل السيناوية عن ملة كل شخص، ولكن مهمتى كانت تتخلص فى البحث عن أشخاص لهم صلة مع العدو.

وأذكر أنه خلال العام ١٩٩٢ أصدر اللواء سعد أبو ريدة، وكان قائد الجيش وقتها، أمر بتدمير النفقين وقمنا بالفعل بعمل استطلاع وقمنا بتدميرهما، وكان هناك نفقان آخران.

وفيما يتعلق بكيفية حفر الأنفاق، فإن الأمر يتم عن طريق عدد من المواطنين، الذين يتعاونون مع مرتزقة وخونة لعمل نفق تحت بيته، ويقوم هذا المواطن بالذهاب إلى الحى، ويحصل على ترخيص بناء منزل، ويحصل على تصاريح رسمية للصرف الصحى، تمنحه المقدرة للحصول على ماسورة قطرها متر ونصف المتر أو مترين.

المصور: إذن.. هل يمكن القول بأنه يحصل على المواسير تلك بشكل رسمى؟

اللواء محمد الغباري: بالفعل.. وفوجئنا أن هذه الوسائل تستخدم فى حفر الآبار والأنفاق، هذا الأمر كان فى ١٩٩٢ واستمر حتى ١٩٩٣ ووصل هذا الأمر للرئيس مبارك - وقتها- وبدأ الحديث يدور حول كيفية التصرف مع الأمر، هل نكمل مسيرة تدمير الأنفاق.. أم أن للأمر أبعادا أخرى؟!

المصور: وفقا للمعلومات المتاحة.. من أين كانت تأتى المعدات التى يتم استخدامها فى عمليات الحفر؟

اللواء محمد الغبارى: من حماس.. ومن هنا بدأ الموضوع والرئيس الأسبق مبارك قال حينها بأن نترك هذا الأمر ونضغط على إسرائيل مع حماس ونترك لهم نفقين أو ثلاثة «يشتغلوا بهم ويدخلوا فيها المعدات»، لكن إخواننا فى رفح المصرية أو رفح الأخرى أو اليهود لم يأخذوا الموضوع نفقين ثلاثة فقط، بل امتد الأمر ليصل للتجارة وأصبح رأس مال، بل بالعكس حماس أنشأت وزارة للأنفاق، وتُحصل منها، ومن ضمن المباحثات الجانبية، التى كانت موجودة أن حماس لم تعد بحاجة للأموال فتح وأنها استطاعت توفير الأموال، كانت النتيجة استمرار الأنفاق.

هذا فيما يتعلق بالمنطقة «ج».. ماذا عن المنطقة «ب»؟

اللواء محمد الغبارى: المنطقة «ب» وهى أكبر منطقة، وتوجد بها قوات حرس الحدود ومسؤوليتها تكمن فى منع التهريب، وزراعة المخدرات وكثيرا ما سمعنا عن حملات حرق المخدرات وغيرها.

المصور: نعود للحديث عن الوضع الأمنى فى سيناء بعد ٢٥ يناير.. كيف كانت الصورة على أرض الواقع؟

اللواء محمد الغبارى: ثورة ٢٥ يناير «فتحت الدنيا كلها» وأريد أن أشير هنا أننا نحن فى إطار موضوع الشرق الأوسط الكبير، وبصفتى رجل أمن قومى أعلم جيدا أن الهدف كان إحداث الفرقة فى الشعب حتى تصل إلى الحرب الأهلية وتجزئة البلد بأى أسلوب من الأساليب، ومن هنا جاءت حروب الجيل الرابع القائمة على إبعاد القوة العسكرية، عن طريق عمل اضطرابات داخل الدولة، وأن يتم «هدها» من الداخل، ولهذا يمكن القول أن المشير طنطاوى بما يمتلكه من قدرات استطاع منع اشتعال حرب أهلية فى البلاد، وعمل الإعلان الدستورى لكى يثبت للشباب الثائر أنه يفتح الباب للحريات، وهنا بدأ تنظيم الإخوان يحضر كل من هو فى الخارج، ودخل ١٥ ألف شخص تقريبا من الجهاديين القادمين من أفغاستان وباكستان ودخلوا من المطار على سيناء فى خلال أول عامين، كما أن محمد مرسى عندما كان رئيس جمهورية أصدر عفوا رئاسيا- وهذا مسجل فى وزارة الداخلية- عن ١٥ ألفا من المساجين الذين كانوا مرتبطين بالإرهاب والجهاد وغيرها دون تمرير ملفاتهم على لجان «الإفراج عن المساجين»، والتى تضم لجنتين إحداهما لجنة قضائية تجتمع لتقول بأن هذه الجنائية الخاصة بالشخص موضوع النقاش العقوبة أكبر من الجنائية نفسها، كما أن هذه الجنائية لم تعد موجودة هذه الأيام، وهنا يمكن تخفيف الحكم والإفراج عن المسجون، أو أن تقول بأن العقاب يلائم الجنائية ولا يجب الإفراج عنه.

وهناك أيضا لجنة أمنية، مهمتها القول بأنها « كقوات شرطة قادرة على المتابعة الأمنية الأشخاص المفترض الإفراج عنهم المتابعة الأمنية الخاصة سواء عاما أو عامين على حسب جنايته»، وهنا وزير الداخلية هو الذى يقدر هذه الأمور إذا وافق يذهب لرئاسة الجمهورية، ولكن محمد مرسى أصدر القرار الجمهورى دون الرجوع لأحد، وهناك عدد من الأشخاص المُفرج عنه توجهوا على سيناء مباشرة، وهنا بدأت فكرة فصلها عن مصر تتبلور، وبالتالى بدأ هذا الموضوع يتم الترتيب له جيدا.

المصور: ماذا عن مشروع «إقليم قناة السويس»، الذى تم طرحه خلال عام رئاسة «مرسى» لمصر؟

اللواء محمد الغبارى: مشروع إقيلم قناة السويس الذى قدمه تنظيم الإخوان للقوات المسلحة ورفضته بسبب ٢٢ بندا فيه، أول بند اسم المشروع لا يصلح وجميعنا نعلم تعريف الدولة وهى عبارة عن أقليم من الأرض يقيم عليها مجموعة من السكان يختارون حاكم لهم وحكومة تحكمهم، وعندما أطلقت الجماعة على المشروع إقليم قناة السويس فإنه الاسم يعد تمهيدا أنك ستفصل قناة السويس عن الدولة، وسيناء تكون انفصلت بعيدا عن الدولة.

ثانيا: كان من ضمن المشروع إقامة ثلاثة مطارات لا تتبع للجوازات المصرية، وإنما تتبع للأقليم قناة السويس، وأن يتم استقطاع ٥٠ كيلو شمالا و٥٠ كيلو يمينا من قناة السويس وتصبح هذه المنطقة هى إقليم قناة السويس، ويعين نائب رئيس الوزراء للإقليم ولا يتبع رئيس الوزراء ويتبع رئيس الجمهورية مباشرة.

وفشل المشروع بعد رفض القوات المسلحة، ووفقا لما قاله النائب حسام الرفاعى أنهم يريدون فصل سيناء، نعم هم يريدون ذلك وفى عام حكم الإخوان كانوا قد بدأوا بتجهيز مسرح العمليات فى غياب قوات الأمن والمراقبة وبدأوا فى عمل الأنفاق والمتاريس والمدقات والألغام. 

المصور: كم يبلغ عدد التكفيريين فى شمال سيناء؟

د.كمال حبيب: بالنسبة لإشكالية الأرقام وتداولها عبر وسائل الإعلام، والتى تتناول عدد التكفيريين المتواجدين على أراضى سيناء تؤكد حتى الآن أن التنظيم المعروف بولاية سيناء يتراوح بين ألف إلى ثلاثة آلاف على أقصى تقدير، فالتضخيم ليس فى الصالح العام، والتهوين أيضا يؤدى إلى ذات النتيجة، وحديثى هنا يدور حول مفهوم الشكل العام، حتى نتمكن من وضع رؤية جيدة لإدارة الأزمة، فالعديد من التقديرات التى تحاول أن تضخم حجم تواجد التكفيريين لها نتائج سلبية خاصة على المعركة التى نواجهها، مثلا قول الجماعة الإرهابية حين تحدث عنها يوسف ندا وعن عددهم بمبالغة شديدة حتى يحدث أثر نفسى على المتلقى حين قال إن أعضاء الجماعة يصل إلى مائة مليون، وهذا غير صحيح.

وسأعود هنا لقول النائب حسام الرفاعي، المتعلق بـ«الفراغ الذى حدث بعد اتفاقية كامب ديفيد»، وأكمل عليه أن التعامل الأمنى مع أهل سيناء كان يتم دون اعتبار للأعراف والتقاليد، التى تربط المجتمع، وفى هذه الفترة كانت الداخلية أثناء تواجد حبيب العادلى لها اليد العليا فى المنطقة بالإضافة إلى التواجد الخاص بالمخابرات الحربية، وبعض المعالجات الأمنية الخاصة بحالات القبض والإحضار أثرت بالسلب على الشباب، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى شعور بالغضب لدى هؤلاء الشباب، ما دفع العديد منهم للثأر وتكوين جبهات تسعى للانتقام من هذه المعالجات.

وهنا يجب أن نوضح شيئا مهما، وهو أن منطقة شمال سيناء كانت آخر المناطق، التى وصل إليها الإسلام السياسى، فمنذ ظهور الجماعات الإسلامية، والتى انطلقت من الجامعات خلال فترة السبعينيات ثم ظهور الجماعة الإسلامية ثم الجهاد فى الثمانينيات والتسعينيات وطول هذه الفترة لم نر أى ملامح للعنف داخل سيناء منذ تاريخها، بدأت هذه الأفكار تتسلل إلى سيناء وأهلها عن طريق جامعات الوادي، وما أود أن أقوله هنا إن فكر العنف بالأساس دخيل على أهل سيناء، على الرغم من تواجد بعض الجماعات التكفيرية، التى كانت تتميز بالسلبية، بمعنى أنه كانت هناك أفكار تتعلق بالتكفير، لكنها لم تتعد مجرد أفكار وهى تتميز بعدم قتل المختلف، وهناك نوع آخر وهو من يحمل السلاح لقتل المختلف تحت عنوان الطائفة الممتنعة، وهذا النوع لم يكن موجودا بالفعل.

وبداية هذه الجماعات ظهرت من خلال تنظيم التوحيد والجهاد، هذا التنظيم ظهر بالتوازى مع سقوط بغداد حين أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، هذا التنظيم له امتداد مع «أبو مصعب الزرقاوي» قبل أن يبايع تنظيم القاعدة فى عام٢٠٠٤.

فى ذلك الوقت ظهرت ثلاث عمليات إرهابية وتبناها تنظيم الجهاد والتوحيد عبر عملية طابا وشرم الشيخ ودهب فى عام ٢٠٠٥ وأثناء الإجازات الرسمية، هذه العمليات عكست قدرة كبيرة للعنف من خلال استخدام كمية كبيرة من المفرقعات وسقوط عدد كبير من الضحايا وصلت حينها إلى سقوط ٦٠ قتيلا، هذا العدد لم يكن مطروحا من قبل، فأقصى عدد للضحايا كان فى عملية الأقصر وظهرت بعدها المراجعات، ودلالة هذا الأمر أن هذه التنظيمات استطاعت أن تجذب إليها عددا من الشباب الحاملين المؤهلات المتوسطة والفنيين منهم لما لديهم من قدرات على تكوين مثل هذه المتفجرات والمفرقعات.

وبالرغم من الهدوء النسبى الذى استمر بعد هذه العمليات الثلاث فى مصر، وتراجع العنف، لكن على الجانب الآخر استمرت أفكار السلفية الجهادية على أرض سيناء وقطاع غزة من خلال قيادات هذه الجماعات وهم عبد الطيف موسى إمام مسجد ابن تيمية بقطاع غزة وجماعة أنصار الله، هذه الجماعات بلورت أفكارا خاصة بها أخذها «داعش» بعد ذلك وهى معروفة باسم الدفع المهداوية، وتعرف باختصار نهاية العالم، كما هى أيضا عن المسيحيين، ولذلك تجد عناصر «داعش» وهى تصور مشاهد القتل تحاول دائمًا خلق مشهدا دراميا، يعتمد على تجهيز مسرح لتنفيذ هذه العمليات وهى تؤكد على رسائل كامنة ضد مفهوم الحضارة والإنسان والعصر وكل ما هو غربى، إضافة إلى مشهد الصحراء، الذى يدلل به أن الحياة بمفهومها الحديث لم يعد لها معنى ونحن فى انتظار القيامة ونهاية العالم.

إذن.. هذا هو الصعود السلفى الجهادى والدور الإقليمى له منذ عام ٢٠٠٤، أما فيما يتعلق بتنظيم أنصار المقدس، فهو مظلة لعدد من التنظيمات الجهادية تندرج تحت هذا الكيان، وهو يضم قرابة ١٥ تنظيما منهم أجناد بيت المقدس، وهذه التنظيمات مرتبطة ببعض التنظيمات بقطاع غزة، وللحقيقة كانت هذه الجماعات تتبنى فكر «القاعدة» قبل أن ينضموا إلى تنظيم «داعش» فى الشام والعراق، و كانت تنطلق من المواجهة مع إسرائيل، وهناك بعض العمليات التى تم رصدها بالفعل، لكن هذه الجماعات تظل تتأرجح بين مفهوم مواجهة العدو البعيد أمريكا وإسرائيل ومواجهة العدو الداخلى والذى لا يحكم بما أنزل الله من وجهة نظرهم.

المصور: بالعودة إلى الوضع الداخلى نود أن نعرف ما هى هذه التنظيمات.. وما حقيقة عددهم تواجدهم.. وماذا يريدون.. وحقيقة ما يحدث على أرض شمال سيناء وهل لا يزال هؤلاء يريدون إمارة إسلامية؟

كمال حبيب: فى حقيقة الأمر هذه الجماعات، وخاصة «أنصار بيت المقدس» بايعت فى عام ٢٠١٤ «داعش»، وبالتالى ترتب على ذلك وجود ولاية لهم على الأراضى المصرية، كما يعتقدون، بينما يعنى تقديم الدعم والدفعة المعنوية والمادية من التنظيم الأصل الموجود بالعراق، والدليل على ذلك قائم عبر دعم الخبرات الفنية الموجودة فى المفخخات والسلاح المستخدم فى العمليات، إذن قوة هذا التنظيم بمصر يعود إلى قوته فى العراق.

أيضًا هناك أمر هام يجب الإشارة إليه، وهى أن «القاعدة» التى ترتكز عليها السلفية الجهادية بدأت تتآكل لصالح «داعش»، وهذا الأمر حدث من قبل أثناء الجدل بين أبو بكر البغدادي، وأبو محمد الجولاني، وحسم أمرهم البغدادى، وهذا الأمر له دلالة خاصة وهى تزايد العنف والتطرف.

وهنا سأعود إلى ما يحدث فى ليبيا بعد سقوط معمر القذافي، تشبعت تمامًا سيناء وقطاع غزة بالسلاح المهرب من الأراضى الليبية، بالإضافة إلى بعض المحافظات الجنوبية، التى استقر بها السلاح وعملت على تخزينه، تمهيدًا إلى نقلة فيما بعد إلى سيناء، بالإضافة إلى أن أبناء القبائل أصبحوا مشاركون ومتعاونون مع تلك التنظيمات، إلى ذلك توجد بعض العناصر الأجنبية للتدريب فقط وهذه حقيقة لابد أن نواجه أنفسنا بها حتى يتم معالجة هذه الأزمة بدقة.

إذن هذا التنظيم التكفيرى استطاع أن يكسب بعض الشباب المحليين، نظرًا للأسباب الموضوعية، التى يعملها الجميع من بطالة وتهميش وما إلى ذلك.

 المصور: ما هو الموقف الآن.. وما حقيقة مشاركة أبناء القبائل فى التنظيمات الإرهابية؟

عبد القادر مبارك: أولا يجب أن ننطلق من مفهوم واحد حتى نستطيع أن نبنى على محور الحديث، فهناك قاعدة معروفة للجميع تؤكد أن الإرهاب لا دين ولا وطن ولا قبيلة له وهذه حقيقية، فليس هناك إرهاب فى عالم يخص دولة أو دينا أو قبيلة، ثانيًا نحن أبناء سيناء نؤكد دائمًا وأبدا فى ثقتنا فى قواتنا المسلحة، ولنا فى ذلك الكثير من الأمثلة منها رفض عدم تواجد القوات المسلحة بسيناء المفروض من قبل اتفاقية كامب ديفيد، وكل ما يحدث اليوم فى سيناء بسبب هذه الاتفاقية، التى وقعتها مصر مع الجانب الإسرائيلي.

وأود أن أؤكد أن سيناء لم تكن تعرف هذه الأفكار التكفيرية تمامًا ولم يكن لديها قاعدة لمثل هذه الأفكار وسط أهالى وشباب سيناء، وكان فى السابق تسيطر نزعة صوفية مطلقة امتدت من بدايات القرن الماضي، وبحسب كتاب «سيناء» لنعوم شقير، يقول «حين كنت بسيناء لم أجد أى مشاهد تؤكد على الهوية الدينية سوى بعض الكلمات، حين يقول صلى على النبى، هذه الأقوال تستطيع فقط من خلالها أن تميز المسلم عن الديانات الأخرى»، ويعود تاريخ النزعات الصوفية فى سيناء إلى الشيخ عيد أبو جبير فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى وحتى عام ١٩٨٥، ثم فوجئ الشباب بوجود طرود كتيبات عرفت طريقها للبيوت والمنازل لنشر الثقافة الدينية، وثانيا: طبيعة البدوى الخاصة والتى تؤهله للاستيعاب السريع، فمعظم أبناء سيناء استطاعوا فى الفترة الأخيرة الالتحاق بكليات القمة الطب والهندسة وكانوا مشاركين فى المدينة السكنية، وهنا بدأ هؤلاء الشباب التعرف على بعض الشباب التطرف من أبناء الدلتا والوادى وخاصة جامعة الأزهر بعد مساعدة هؤلاء للشباب عبر توفير المحاضرات والكتب الجامعية، ثم قراءة المطبوعات الخاصة، التى تشرح وتدعم مثل هذه الأفكار التكفيرية.

وأنا شخصيًا كنت أعرف مؤسس جماعة «التوحيد والجهاد»، خالد مساعد، وهو شخص بدوى بسيط، كان لا يعلم حتى مقر الجامعة حين بدأ الدراسة الجامعية فى طب أسنان، وقُتل فى ٢٠٠٥، لأن هذه الجامعات تمثل لأبناء سيناء شبكة التواصل بين أهل سيناء والدلتا.

وثالثًا: الاعتقالات العشوائية، والتى بدأت عام ٢٠٠٤ هى الأخرى، مثلت رافدا لمثل هذه الأفكار فى ذلك الوقت، وحين صدرت لهم أوامر الاعتقال فوجئ عدد منهم باحتجازه إلى جوار القيادات السابقة لجماعات الجهاد وأصحاب ذلك لفكر فمنهم من تعاطف معهم ومنهم من تبنى هذه الأفكار، بالإضافة إلى شبكة العلاقات، التى كونوها خلال هذه الفترة.

وقبل ثورة «٢٥ يناير» لم يكن يظهر للعلن أصحاب هذه التوجهات وخاصة السلفية الجهادية، وبعد الثورة مباشرة بدأت أعداد كبيرة للغاية تظهر للناس بشكل ملحوظ، وأنا شخصيًا فوجئت بهذا العدد، ولا يغيب عن ذهن الحضور حجم الشبكة، التى كونها أبناء القبائل قبل هذا التاريخ، بالإضافة إلى التعاطف الشديد مع المقاومة الفلسطينية عبر تهريب السلاح إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق، ولى أنا شخصيًا بعض الحوارات الصحفية المسجلة مع بعض القيادات الجهادية فى سيناء، وكانوا يؤكدون دائمًا على رواية جرت فى إيران لتسليم قطع السلاح وسمعت مقولة «وقع ما شئت من الكميات وسيكون التسليم فى غزة»، وقيل لى إنه تم تسليم عدد من صفقات السلاح بعد الثورة، وهذا واقع لا يمكن أن ننكره والدولة تعلم جيدا هذا الكلام.

اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق متدخلًا فى الحديث: نعم هذا الأمر كان معلومًا للجميع وحين تم اكتشاف بعض السفن المتوجهة لمضيق باب المندب كشف عن أسلحة بداخلها وقيل فى ذلك الوقت بأنها متوجهة لحركة فتح الفلسطينية، ولذلك بعض الدول طالبت بفرض الرقابة على هذا المضيق، وهذا الأمر ساهم فى تكوين شبكة من العلاقات بين المقاومة الفلسطينية وعدد من أبناء سيناء، وحين يأتى السلاح إلى سيناء من خلال جنوب مصر أو الحدود الغربية يمر على طريق يصل طوله لـ٢٥٠٠ كيلو، والمشكلة هنا أنه الجميع يتجاهل الخلل الأمنى ويحاول إلصاق التهمة لأبناء سيناء ويحملهم المسئولية.

المصور: كيف يمر السلاح والمحروقات إلى سيناء دون علم الأجهزة الأمنية؟

عبد القادر مبارك صحفى سيناوى: أولا هناك روافد لتهريب تلك الأشياء، فهناك خطوط لتهريب السلاح والمخدرات والوقود وكلها لا تشترك فى ممر واحد بخلاف خطوط تهريب الأفارقة، هذه الخطوط لها أصحاب معروفون من ليبيا إلى السودان، هذه الخطوط بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير نشطت بشكل ملحوظ ومكثف بدأت من سقوط القذافى، والتى انتقل منها عدد كبير من سيارات الدفع الرباعي، بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة مثل الكونيت وسام ستة وما إلى ذلك، هذه الفوضى استمرت حتى وصل الإخوان إلى السلطة وبدأت هذه العمليات فى التوسع بشكل ملحوظ.

المصور: ماذا بعد ثورة ٣٠ يونيو.. هل تغير الأمر بعد تواجد القوات المسلحة أم استمر الوضع؟

عبد القادر مبارك: بعد شهرين من تواجد القوات المسلحة بشمال سيناء بدأت على الفور المعركة من قبل هذه الجماعات، ورغم التواجد الضئيل للقوات المسلحة فى بداية الأمر، وأثناء هذه الفترة بدأت عمليات القنص والهجوم على الأكمنة طوال شهر رمضان، فى ذلك الوقت تماسكت القوات المسلحة ولم تبادر بالهجوم، كما بدأ طموح هذه الجماعات يصل إلى ذروته والسعى لتكوين إمارة وإزاحة القوات من شمال سيناء على غرار النموذج السورى والعراقى وعبر استنزاف القوات المتمركزة فى الشيخ زويد ورفح، وبعد شهرين استطاعت القوات المسلحة التصدى لهذه الهجمات وتغيير المسار المخطط له من قبل هذه الجماعات، فالقوات المسلحة استطاعت خلال وقت قصير التدريب وإجادة حروب العصابات وفى فترة قصيرة، وبذلك وبعد يناير ٢٠١٥ استطاعت توجيه ضربات قوية للتنظيم أفقدتهم توازنهم وشتت شملهم.

المصور: هل يمكن لك أن تقدر بشكل مبدئى عدد أفراد هذه الجماعات؟

عبد القادر مبارك: لا يمكن لأحد أن يحدد أعداد هذه التنظيمات وافردها، كما أود هنا الإشارة لأمر هام، حين أعلن الرئيس الإخوانى مرسى الجهاد إلى سوريا خرج عدد كبير من الشباب للأراضى السورية، وحين رحل الإخوان عن السلطة بدأت أعداد كبيرة من الجهاديين بالعودة مرة أخرى.

المصور: كيف تمكن هؤلاء الجهاديون من العودة إلى مصر.. ومن أى الطرق سلكوا مساراتهم؟

 عبد القادر مبارك: أولا من نفس المسارات التى يتم تهريب السلاح والمخدرات منها، بالإضافة إلى أن هذا الشباب الإرهابى جاء وهو يملك كفاءة تدريبية على استخدام السلاح، هؤلاء الشباب لهم قيادة ويتم استخدام شباب القبائل مثلهم كمثل الشباب المصرى والجميع يعلم أن قائد تنظيم بيت المقدس الآن هو فلسطيني، خلفًا لأيوب، وكل قيادات هذا التنظيم من أبناء مصر.  

المصور: من الذى أرشد هذه الجماعات عن شخصية الأقباط بالعريش .. وهل أبناء سيناء على قناعة وعقيدة بالفكر الإرهابي؟

عبد القادر مبارك: بالنسب لعقيدة المجاهدين فهم على قناعة أنه ما يمارسونه من إرهاب جزء من قناعات شخصية لهؤلاء الأفراد، بخلاف تواجد الأجهزة الخارجية لإشعال الموقف على أرض سيناء، وأنا شخصيا على قناعة بأن الموساد الإسرائيلى له يد فى كل ما يحدث بسيناء بالكامل، بالإضافة إلى أجهزة استخبارات دول أخرى إقليمية ودولية، فكل من يعبث فى سوريا هو ذاته من يعبث فى سيناء، وذلك يظهر بشكل جلى للجميع، فالتركيز فى المناطق المستهدفة كرفح والشيخ زويد، ويختفى فى بئر العبد غرب العريش، وهذا دليل على تورط بعض الأجهزة فى إدارة وتوجيه هذا الصراع، وهناك دليل آخر على حادث تهجير الأقباط، هو كيف لهذه الجماعات أن تتحرك الآن لتهديد الأقباط رغم وجودهم منذ عشرات السنوات؟.

النائب حسام الرفاعي: على الرغم من الحالة التى نناقشها إلا أنى أستطيع أن قول بأنى متفائل بشدة وعلى يقين بأن القوات المسلحة قادرة على التحدى وحماية هذا الوطن، فالمشكلة فى تقديرى تنحصر فى آفة مصر فى التشكيك والمبالغة والتهويل، فتقديرى أن التشخيص السليم يقدم النتائج والحلول الجيدة، فحديث اليوم عن الأنفاق ليس وليد اللحظة، ومنذ عام ٢٠٠٧ لم تكن موجودة مطلقًا فى الكيلو ٩٠، ومنذ خروج قوات الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة، وإغلاق المعبر بين مصر والقطاع، الأمر الذى زاد من الضغط على الفلسطينيين، فلجأوا إلى حفر تلك الأنفاق التى بدأت من غزة، وانتهت إلى رفح، والغريب فى الأمر أن الفلسطينيين استطاعوا توفير الأدوات والمعدات الخاصة بالحفر، وفى تقديرى هذه الأدوات والمعدات جاءت من إسرائيل من خلال الحدود بين مصر والقطاع، التى تصل إلى ١٣ كيلو، ومنطقة الأنفاق هذه لا تتعدى ٤ كيلو طولا، والمنطقة الأخرى على الحدود بين إسرائيل والقطاع لا يستطيع أحد منهم الاقتراب منها، وفى الشمال يقع البحر وهو تحت سيطرة إسرائيل.

انطلقت هذه الأنفاق لتوفير احتياجات الأخوة الفلسطينيين، وحتى هذه اللحظة نتساءل لماذا أغلق المعبر المؤدى بين مصر والقطاع رغم استفادة مصر بشكل مباشر من حركة التجارة بين الجانبين، فبعد اتفاقية «أوسلو» وعودة ياسر عرفات لم يكن لدينا أى مشاكل مع الجانب الفلسطيني، وفى ذلك الوقت كان مبارك يُهاجم بسبب ما حدث فى ٢٠٠٧، وتم إغلاق المعبر، وعلى أثر ذلك بدأ حفر الأنفاق، وكما رفضنا أن يطلق على الشعب المصرى أنه ينتمى للإخوان، فنحن أيضا نرفض القول إن الشعب فلسطينى كله ينتمى لحركة حماس، فحصار الشعب الفلسطينى خطر على الأمن القومى المصري، أما فيما يخص قضية تسليح ما يمكن أن نطلق عليه المقاومة الفلسطينية، فلا يمكن أن يكون إلا من خلال مصر، فهو الطريق الوحيد المؤدى إلى غزة، سواء كان قادما من السودان ثم يعبر مصر بطولها حتى سيناء، أو من الغرب تجاه ليبيا فينطبق عليه نفس الأمر، فى ظل ذلك فالشعب المصرى كله مسئول عن تسليح المقاومة الفلسطينية.. أما بعد ثورة ٣٠ يونيه فالوضع مختلف، فحركة حماس المحسوبة على تنظيم جماعة الإخوان تدرك جيدا أن أى قطعة سلاح تدخل مصر لن تستطيع استردادها مرة أخرى، ومن هنا نسأل كيف وصل عشر سيارات ماركة تيوتا إلى حوزة الإرهابيين داخل سيناء؟، فإما أن تكون قادمة من الجانب المصري، أو قادمة من إسرائيل، ولا طريق ثالث يمكن أن نضعه فى الاحتمال، خاصة أن موديل تلك السيارات أنتجت عام ٢٠١٦، فمن وجهة نظرى إسرائيل هى صاحبة المصلحة فى استمرار تلك الأوضاع، وهى من يغذى الإرهاب فى سيناء وهى المستفيدة من ذلك، إلى جانب توفير كم هائل من المليارات التى كانت تنفقها من أجل أن يصبح الشعب المصرى فى مواجهة مع ذاته، شعب وشعب، وجيش وشعب، وغيرها من أشكال المواجهة، النقطة الأخرى يجب أن استرجع كلام اللواء الغبارى، الذى أكد دخول ١٥ ألف عنصر إلى سيناء من دول أخرى عبر الطيران، أى أنهم ليسوا من أبناء سيناء، بالإضافة إلى ١٥ ألفًا خرجوا من السجون وتوجهوا إلى سيناء، فهم أيضا ليسوا من أبناء سيناء، وفى ظل تلك المعلومات يجب أن نتوقف ونؤكد أن الحملة الشرسة ضد أبناء سيناء من قبل بعض الإعلاميين، تؤكد أن هؤلاء يعملون لصالح إسرائيل، ومن خلال ذلك يجب أن نؤكد أنه لا يستطيع أحد معرفة أعداد التكفيريين داخل سيناء، ولكن نعرف تصنيفهم ونوعهم وفق ما صرح به سيادة اللواء، لذلك فالحديث عن الأمن القومى المصرى هو الحديث عن الأمن الشخصى لأبناء سيناء، ولا يمكن قبول شيء آخر، فأبناء سيناء وجيشها وشرطتها هم من يواجهون الإرهاب، وأبناء سيناء هم من يتعرضون للإهانة على المعابر، وهم من يموتون ويقتلون، فأصبح أملهم الوحيد هو العيش بكرامة دون إهانة، وأن يقابلوا ربهم حينما ينتهى أجلهم ليس بالقتل داخل المنازل وفى الشوارع دون أدنى ذنب يذكر، لكن فى الأحداث الأخيرة الخاصة بتهجير الأقباط، وهم أخوة لنا، كانت هناك العديد من المزايدات دون أن يتحدث أحد عن مقتل أكثر من ٥٠٠ شاب على يد التكفيريين فى العريش، وتهجير أكثر من أربعين ألف مواطن، فاليوم تسليط الضوء على تهجير الأقباط له أبعاد أخرى غير التضامن مع أهالى سيناء.

المصور: هل أهالى سيناء يتعرضون للإهانة؟

حسام الرفاعي: نعم يتعرضون للإهانة، والأمثلة كثيرة، فإذا كان الدستور أقر وضع سيناء تحت الحظر والطوارئ، فلماذا يتم تطبيق ذلك على أبناء سيناء المقيمين فى أسوان إلى جانب التفتيش المستمر لأبناء سيناء، فعلى سبيل المثال أتوبيس خارج من منطقة مصر الجديدة بالموقف الخاص بسيناء فى العاصمة القاهرة، قبل أن يتحرك تم تفتيش الركاب وسحب بطاقات الهوية الخاصة بهم، وغلق أبواب الأتوبيس لمدة ثلاث ساعات بحجة الكشف على بطاقات الهوية، أضف إلى ذلك القتل بالخطأ الذى يتعرض له أبناء سيناء.

المصور: الإرهابيون يقومون بعمليات ثم يختفون فى أقل من بضع ثوان.. أين يذهبون؟

حسام الرفاعي: «اسألهم» أنا لا أعلم عنهم شيئا.

المصور: السؤال بطريقة أخرى الأمن يقول إن الإرهابيين عندما يطلقون النار على رجال الأمن يختفون فى ثوان معدودة فى نفس الشارع الذى أطلق النار فيه فأين يذهبون؟

حسام الرفاعي: الوضع فى العريش خارج سيطرة الشرطة، خاصة بعد لقاء وزير الداخلية بالرئيس السيسي، وطلب منه أن تكون قوات الشرطة هى الأساس داخل العريش، فكان القرار سحب قوات الجيش من داخل العريش والنتيجة هو سيطرة الإرهابيين على المدينة، يتحركون داخل المدينة بحرية شديدة، وهناك عدد من الشوارع داخل المدينة من المساعيد إلى أول العريش وشارع البحر وغيرها يتمركز فيها الإرهابيين، ولا يوجد بها رجل شرطة واحد، فملخص الأمر يمكن القول إن قوات الشرطة فاشلة فى السيطرة على الأوضاع الأمنية داخل العريش، إلى جانب بعض المناطق العشوائية التي يتمركز في الإرهابيين أيضا مثل حى «السمران»، فهو بعيد كل البعد عن السيطرة الأمنية، فيقوم الإرهابيون بوضع عبوات ناسفة فى المساء ثم يختفون ويطلقون النار أيضا بنفس الطريقة ثم يختفون، وفى ظل الغياب الأمنى التام لا يمكن السيطرة على هذا الوضع، وهنا توقفنى مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص قال لى إنه حصل على رقم هاتفى من مكتب المحافظ بعدما شاهدنى فى التلفاز، وقال إنه سمع مكالمة هاتفية بين ابنه وشقيقه يقول له إنه ذاهب إلى القنطرة شرق من أجل الجهاد فى سبيل الله، فطلبت منه التقدم ببلاغ رسمى إلى الأمن القومي، فتلك الرواية تؤكد أن من يأتى إلى سيناء من روافد متعددة، وأنه ما زال من يقوم بتجنيد الشباب حتى الآن، والخلاصة إننا فى حاجة ماسة إلى أفراد شرطة على مستوى عال من التدريب والاحترافية قادرين على مواجهة قدرات الإرهاب فى سيناء، ولكن للأسف الشديد ما يتم هو أن من يأتى إلى سيناء من أفراد الشرطة يعد ذلك عقابا له، وليس ميزة فمعظم من يعمل فى سيناء من أفراد الشرطة قادمون من أماكن أخرى داخل مصر، تم نقلهم إلى سيناء كنوع من أنواع العقاب. 

اللواء الغباري: الشرطة تطلق على الكمين فى الطرق السريعة تسمية نقاط تفتيش، والتسمية الصحيحة من شأنها تغيير المفاهيم عن طُرق المواجهة فى مصر فى الخارج، بدلا من تصدير فكرة أنهم يقاتلون بعضهم البعض، وتعريف الكمين فى المفاهيم العسكرية «هو عمل نقطة لاستهداف الأهداف»، ومن خلال هذا الكمين لا تستطيع رؤية الشخص الموجود به نهائيا، والهدف لا يشاهد هذا الترصد، وبالتالى عندما يقتل الشخص وقتها يكون دفاعًا عن النفس»، وما يتم مشاهدته على الطرق هى نقاط تفتيش»، وبالتالى ما يصل إلى الإعلام فى الخارج هو أن هناك أشخاصا تقاتل بعضهم، وليس أشخاصا يعتدون على الدولة، وكلمة كمين هذه خاطئة تمامًا، وكنت ذكرت هذا الكلام قبل ذلك فى الفضائية المصرية عام ٢٠١٣.

وهنا يحضر إلى ذهنى قصة تتعلق بشجاعة أفراد القوات القوات المسلحة، وبعد قتال مع العناصر التكفيرية لم يأخذ الجنود والأفراد الراحة الاعتيادية، وحين سأل الضابط الأفراد «لماذا لا تأخذون راحتكم»؟، كان ردهم «إحنا جايين عشان نموت هنا لأن دى مهمتنا»، هؤلاء الأفراد صمدوا على الأكمنة حتى جاءت لهم الإمدادات من الشيخ زويد، وبدأ الطيران فى المواجهة للتصدى لهجمات تلك العناصر، وحين اشتبكت القوات الجوية مع الإرهابيين استطاعت عزل الساحل والشيخ زويد عن منطقة الأنفاق، وبذلك استطاعت القوات تأمين الكمائن وشل حركة العناصر التكفيرية إلى أن تدخلت للمواجهة لتصفية تلك العناصر، وتم بعد ذلك خروج الفرق القتالية ٧٧٧ و٩٩٩، واستطاعوا القضاء على تلك العناصر والتى بلغت ٢٠٥ أفراد تكفيريين، بالإضافة إلى الأسرى.

هذه الرواية أكد عليها المتحدث العسكرى ولم يعرض صورا للعناصر التى قُتلت فى الاشتباكات مع القوات المسلحة، فوجئنا بعد ذلك بتعليقات الميديا ووسائل الإعلام والتى بدأت تتحدث بشكل سلبى عن نتائج وآثار العملية، لأن طبيعة القتال للإرهابيين ليست كقتال الجيوش النظامية، بمعنى ليست كقتال جيش لجيش، وإنما تجرى من وراء ستار، ولها طبيعة خاصة ترتكز على قاعدة الخلية العنقودية والتى لها قائد واحد لا يعلم كلاهما الآخر لطبيعة السرية فى تلك الخلايا، ولو تم الإعلان عن من تم إلقاء القبض عليهم أو قتلهم ستعلم الخلية على الفور، ويتم تبديل أماكن تمركزهم وهذا ليس للصالح العام، وبالتالى الإعلان عن قتلهم سيكون أفضل لديهم، ومن هنا يقوم الإرهابيون بتغيير أماكنهم، ولذلك حين عرضت القوات المسلحة بعض صور القتلى لم تكن مفصلة، وكانت هناك حركة طيران كبيرة لرصد هذه التحركات أثناء انسحاب العناصر التكفيرية، بذلك استطاعت القوات المسلحة تتبع هذه العناصر ووضع خطط بديلة لمواجهتهم بعد توفر المعلومات الرئيسية عن تحركاتهم، هذا الكلام أنا ذكرته فى أحد البرامج التليفزيونية سابقًا بالتفصيل، وبالفعل أيدنى عدد من زملائى فى القوات المسلحة من خلال اتصالات هاتفية.

المصور: ما حقيقة ما يجرى فى جبل الحلال؟

اللواء محمد الغباري: هو عبارة عن جبل بطول ٣٠ كيلو مترا، وعرض ٢٢ كيلو، وارتفاعه ٨٨٠ مترا، وهو جبل له طبيعة وعرة، وهى سلسلة جبال متصلة تمتد إلى إسرائيل، وهنا يجب الإشارة لإحدى المعلومات التى وردت عن تمركز عدد من العناصر المسلحة والتى تنتمى لجماعة الإخوان وقدر عددهم فى ذلك الوقت بـ١٥٠٠ رجل كانوا يتلقون تدريبات عسكرية، وتم بالفعل رصد تلك العناصر ووضع خطة كاملة لتصفية تلك العناصر من قبل قيادات عسكرية عليا، حتى جاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية وتولى السلطة الإخوان حينها تم وقف تنفيذ العملية واكتشفنا بعد ذلك انسحاب تلك العناصر.

نعود مرة أخرى ونستكمل التصور الخاص بالسيطرة على جبل الحلال، وهى خطة تحتاج إلى وجود أدلة من أبناء سيناء للوصول إلى تلك الأماكن الوعرة وتدريب خاص للقوات حتى تتمكن من السيطرة، وخلال الفترة السابقة، بدا بالفعل الجيش فى التدريب الذاتى للوصول إلى تلك المناطق الوعرة بجبل الحلال حتى لا يعتمد على الدليل.

عبد القادر مبارك: هذا الكلام غير صحيح لقد شيعنا أهالينا فى جنازات صامتة، وذلك حتى لا ينتقل الجيش نقطة أو خطوة إلا بوجود واحد من أبناء سيناء معه، والتحرك بلا أدلة من أهل سيناء معلومات معدومة، لأن التحرك من غير دليل غير وارد.

المصور: نعم أهالى سيناء لهم كل إجلال واحترام والقوات المسلحة تعى حقيقة دور أهل سيناء فى مواجهة تلك العناصر التكفيرية، كما ذكر رئيس المخابرات من أنه ما يتم خلال المواجهات مع العناصر التكفيرية حدث بمساعدة أهالى سيناء الشرفاء، وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف لا يوجد شخص واحد تكلم عن أى حادث إلا وذكر تعاون أبناء سيناء الشرفاء، والجيش حاول قدر الإمكان ألا يعتمد على الأدلة من أبناء سيناء لتفادى الخسائر، وهو ما يحاول أن يوضحه سيادة اللواء من خلال عدم الاعتماد على الأدلة بعض الوقت.

اللواء الغبارى:بالنسبة لأهل سيناء كل التقدير والاحترام وحين سئلت عنهم قلت إنهم شرفاء مجاهدون مضحون وأتمنى أن يستمروا على هذا الوضع، وجبل الحلال لا يمكن صعوده إلا بالأدلة، وحاليا يتم إعداد فيديو من الشئون المعنوية سأطل به عبر الفضائيات عبارة عن آخر سبع دقائق فى جبل الحلال، الذى نجحت القوات المسلحة فى تحرير ٨٥٪ منه ، والباقى قيد عملية التطهير والتفتيش.

المصور: ما حقيقة وجود مبالغ مالية بجبل الحلال؟

اللواء الغبارى: هذه افتراءات ليس لها أى دليل من الصحة، ومجرد شائعات مجردة، فالحديث عن ٦٠٠ مليار فيه جزء من المبالغة وغير منطقي، وهناك دلائل يمكن سردها لتفنيد أولا كيف دخلت وكيف يتم تخزينها وتأمينها كل هذا هراء، طالما لم نسمع التصريح من المتحدث العسكرى إذن ليس صحيحا.

المصور: ما الجنسيات الموجودة داخل سيناء؟

اللواء الغبارى: لا نعلم أى شىء عن الجنسيات الموجودة هناك.

عبد القادر مبارك: أتحمل مسئولية ما أقوله فى هذا الشأن من معلومات كانت لدينا منذ حوالى شهر ونصف، وتأكد لدينا أن بعد هزيمة عناصر داعش فى سوريا والعراق ذهب الجرحى منهم ليتعالجوا فى إسرائيل، وقلنا وصرحنا مرارا وتكرارا أن الدواعش نالوا هزائم. ونخشى أن يدخلوا من الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة إلى جبل الحلال.

المصور: د. صلاح سلام هل لديك اعتراض على الإجراءات الأمنية؟

د.صلاح سلام: بداية أشكركم على الندوة، وسأجيب عن سؤالكم بتأكيدى أن أبناء البدو ليس بينهم وبين الشرطة حب وكره، إنما نحن نعيش فى دولة، وإذا فقدنا العدالة نفقد الموازين، ووجود ٦٤٠ حكما غيابيا بحق أبناء البدو، مع العلم أن ٩٠٪ منها ملفق، كل هذا كفيل ببراءة هؤلاء الناس، وبعد الثورة ذهبنا مباشرة أنا وصديقى العزيز حسن راتب، وطلبنا من المشير الإفراج عن ١٠ ٪ منهم، واقتنع المشير، لكنه قال إن هناك مؤسسات لابد من عرض الأمر عليها، ومن هذه المؤسسات القضاء، والقضاء قال إن الأمر لا يمكن تنفيذه، وإنه لابد من إعادة المحاكمة، وهذا معناه أن المتهمين ظلما لابد أن يسلموا نفسهم، وهل هناك من سيسلم نفسه حتى يتحكم فيه أمين شرطة بالسحل، أو يضربه ضابط على قفاه.

إذن الحالة كالتالي، العلاج لم يصرف والمريض مريض، وأنا تخصصى أمراض نساء وتوليد، فلو عندى مريضة أعطيت لها علاجا ولم تشف واشتكت أن التعب يزيد، يكون الأمر حاجة من اثنين، إما أن التشخيص غلط، وإما أن العلاج غلط، ولابد من تغيير الطبيب نفسه، وإذا مسكنا مشرط جراح وقررنا علاج هذه المنطقة لابد من تشخيص سليم، أنا مش ضابط ولا خبير أمنى ولا أضع روشتة، هذه رؤية متروكة للخبراء.

عبد القادر مبارك: أما فيما يخص معاملة أهالى سيناء معاملة خاصة، فنحن لا نريد إلا معاملة القانون، وأهالى سيناء، وأنا واحد منهم، دهستنا حرب ١٩٤٨، وحرب ١٩٥٦، وحرب ١٩٦٧، وحرب أكتوبر المجيدة، وغيرها من الحروب، إذن قدرتنا على الاحتمال أكثر من طاقة أى بشر، وهناك ٣٥٧ ماتوا ذبحا أو قتلا أو تفجيرا أو بنيران صديقة، وهذا أكبر دليل على التضحية، كل يوم واحد فينا يموت، ونحن نكتفى بعدهم على عداد «الفيسبوك»، وما لا يصل إلى علمنا فالله أعلم به، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأهالى والأبناء فى المستشفيات بين مصاب ومبتور الأطراف، والمستشفيات ترفض إعطاء الإحصائيات، آخرهم شاب قتل بالأمس.

د. صلاح سلام:نحن لا نتحدث عن معاملة خاصة، فقط نحن نريد معاملة منصفة، بل أقل من مستوى معاملة الإنسان الطبيعى.. والله هنوافق، وفى لقاء لنا مع الرئيس السابق المستشار عدلى منصور فى ٢٠١٣، قلت له: «لماذا الدولة تستخسر٣ كلاب فى شعب سيناء»؟، فضحك، وقال: أى كلاب تقصد، فقلت له: كوبرى السلام، يحتاج كلب بوليسى فى بدايته وآخر فى منتصفه والثالث فى نهايته لكشف المخدرات، ونفتح الكوبرى للناس بدلا من الانتظار لساعات طويلة التى تتسبب فى إفساد الخضراوات والفاكهة، فعن أى استثمار يتحدثون فى سيناء من غير مواصلات وفرص عمل والسكك مقفولة، فهل هناك استثمار بدون مقومات؟، فأنا والنائب حسام رفاعى أول من تحدثنا عن الأنفاق الشرعية، صحيح تم السماح بها لمرور بعض المعونات لأهلنا فى غزة عبر الأنفاق غير الشرعية.. واقترح النائب حسام وقتها أن نؤسس سوقًا فوق الأرض مساحته كيلو متر فى كيلو متر مربع، وله بوابتان تحت إشراف القوات المسلحة فى رفح المصرية، بحيث يستقبل التجار من غزة ومن سيناء، ومن يدخل يكون تحت مظلة أمنية بكارنيه دخول وخروج، ويكونون تحت سمع وبصر القوات المسلحة، ولا تباع السلع المدعومة، فخسارة ٥ مليارات دولار حجم التجارة بين إسرائيل وغزة، حتى يدخل نصفها مصر.

أنت قفلت الأنفاق وذكرت أن هناك ١٤٠٠ نفق وكل يوم تقوم بقفل عدد من الأنفاق، رغم أنه تم ترك الأنفاق ما يقرب من ٨ سنين، وهناك ١٥ ألف يعملون من خلال هذه الأنفاق، وضاع مع إغلاقها فرص عمل حقيقية، وعدد المتضررين يصل إلى ١٥ ألف إنسان، وبعد قفلها ما الذى تم عمله بديلا لهذا الكم من الناس الذى أصبح بلا مهنة.. الذين كان مصدرهم اليومى الوحيد فمن أين يأكلون إذن، لقد تحولوا لمحتاجين.. صحيح أن صاحب النفق عمل ملايين، لكن الذى كان يعمل باليومية «راح فين وماذا يأكل؟».

أنت تحارب الإرهاب فى سيناء بالسلاح فقط، أين محاربة الإرهاب بالتنمية التى نسمع عنها من خلال تصريحات الوزيرة سحر نصر، وعن المليارات التى لا نعرف أين ذهبت؟، لكن إذا ذهبت بعد ١٥ كيلو من شرق القناة ستجد صحراء جرداء لا حياة فيها، وكل ما تم من تنمية تم بجهود ذاتية، ومع ذلك تم تجريف آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية التى زرعها الأهالي، وحتى من زرع لم يأخذ حظه من الاستكمال، ومصانع الرخام أغلقت، لأن تفجير جبال الرخام يحتاج لمتفجرات، والمتفجرات أصبحت ممنوعة، فمن أين له الحصول على المادة الخام للصناعة؟، وبالتالى تعطلت مصانع الرخام، ومعاصر الزيت والزيتون تعطلت أيضا بعد تجريف الأراضي، والذى يعمل أصبح يعمل بربع الطاقة.. وبالتالى آفاق عمل كثيرة أغلقت.

العجيب والغريب أنه يتم تحصيل ضرائب من أهالى شمال سيناء، وأيضا ضرائب سياحية على الشاليهات، فهل هناك مُبكيات أكثر من ذلك، ويتم تحصيل ضرائب عقارية على البيوت التى هُدمت بالقصف، وضرائب عامة، وفى إحدى السنوات، وجدت ضرائب على عيادتى الشخصية رغم أن العيادة مغلقة فى العريش، والسنة التالية ازدادت الضرائب، وعندما سألت عن السبب قيل لي: «إنها لا يمكن أن تصبح مثل العام الماضي».

الدولة تتعامل مع شمال سيناء والرئيس يقول عنها إنها منطقة حرب، والقوات المسلحة تقول إنها منطقة طوارئ، ويقتل فيها كل يوم أغلى رجال الوطن، ويعاملونها على أنها منطقة على ضفاف النيل.

أين احتفاظ الدولة بالظهير الشعبي، وأبسط حاجه أن تعفيه من المصاريف المدرسية والكليات، وهذا حدث فى ٦٧ فى مدن القناة، نحتاج أن نشعر أن الدولة تحس بهموم أهالى سيناء وعاملنى أقل من أبسط معاملة.

منذ فترة تم الإعلان عن لجنة رئاسية للعفو عن المسجونين، والناس «هجمت» على المجلس القومى لحقوق الإنسان لأنه يجمع الطلبات، فأنا بحسن نية طلبت من أهلى أن يتم تكوين لجان لجمع الطلبات من أبناء رفح والعريش وبئر العبد، لكن فى ثلاثة أيام فقط، وبالفعل تم جمع ٦٥٠ ملفا.. وحملت الملفات للجنة الرئاسية لمحمد عبدالعزيز وهو عضو مجلس حقوق الإنسان، ووجدت ناس تحدثت معي، وقالت: أنت فاكر إن أهل سيناء فى الحسبان، فقلت لهم علينا أن نعمل، لكن فوجئت بإحدى أعضاء اللجنة تخبرنى أن سيناء ليست من اختصاص اللجنة، فوقتها تحدثت مع الدكتور أسامة غزالى حرب، وسألته هل سيناء ضمن عمل اللجنة؟، فرد لا خطوط حمراء يا دكتور صلاح، فقلت له: عموما الأمانة مع محمد عبدالعزيز عضو المجلس.

وفى الجلسة السابقة للمجلس سألت «عبد العزيز» عن الأمر، فقال: إنه تم إحالة ملف سيناء إلى الرئاسة بناء على عرض اللجنة نفسها، فكيف تريد تعزيز الظهير الشعبي؟، وهناك معتقلون من شمال سيناء، وكيف يستمر واحد معتقل سنتين على سبيل التحرى والاشتباه، ثم تخبره بعد سنتين أنه مفرج عنه وتقول له شكرا، ولا تعطى ورقة لأبنائه يصرفون بها نصف المرتب حتى يعيشوا، أقسم بالله يأتينى زوجات وأولاد المحبوسين «عرايا حفاة».. من أجل طلب يستجدون به من الدولة لصرف نصف المرتب.

إذا أنت تبحث عن الظهير الشعبي، فهل أنت لديك أى قنوات اتصال مع قيادات الأمن ليتواصل معهم الناس ويبلغوا عن المشتبه فيهم.. أنا شخصيا لو شاهدت شيئا لا أستطيع التواصل.. لأنه مرة يردوا على الاتصال وتسعة لا.

أما بالنسبة لموضوع «التشميس».. أنت أصلا همشت الشيوخ رؤوس القبائل وكان البلطجى يدخل القسم يخرج المحبوس والشيخ لا يستطيع، إذن أنت أسست شيوخا موازية بطريقتك. والشيخ كان على ألفين شخص، أما الشيخ الآن قبيلته ٥٠ ألف شخص، ولم تفتح باب المشيخة لتعيين شيوخ جدد، لكن يتم تعيين شيخ بدلا من المتوفى، فكيف يتواصل شيخ مع قبيلة قوامها ٥٠ ألف مواطن؟.

والبعض يردد أن كل أبناء سيناء يعرفون بعضهم البعض جيدا، فلماذا لا يخرجون الإرهاب من بينهم.. أنا من أهالى العريش وعندما أسير فى شوارع العريش أجد٨٠ أو ٩٠٪ من الناس لا أعرفهم، والموجودون فى العريش نجدهم يمتدون لكل المحافظات، حيث إن الجهاز الوظيفى به ٥٠٪ من خارج سيناء، ولكننا نعتبرهم أبناء سيناء، لأن أبناءهم ولدوا فيها ومنهم من قتل.

و«أنصار بيت المقدس» يقوموا أثناء الليل بالإطلاع على بطاقات المارة ليعرفوا أن هؤلاء هل هم مطلوبون لديهم أم لا؟، ومعهم كمبيوتر بها قاعدة بيانات.

ويوم حادث كرم القواديس اتصلت بى إحدى القنوات التليفزيونية، فقلت بعفوية ٢٢ ماتوا، فى حين أنهم كانوا أكتر من هذا الرقم، فاتصل بى أحد الأصدقاء من أحد الأجهزة، وقال: من الأفضل عدم التحدث عن أرقام، وأنا تفهمت هذا تماما، وبالتالى نلتزم ببيان المتحدث العسكري، رغم أن هناك أشياء تغفلها الحكومة والشرطة وتترك الناس فى بلبلة، فى مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها، وهناك كلام ينشره الإخوان ويردده البسطاء بفطرة سليمة ويقومون بنشر نفس الكلام ومن هذه القصص قصة جبل الحلال.

أحد أستاتذتى قال لي: طالما المسيحيون خرجوا، ما المانع من تهجير أهالى شمال سيناء كلها مثلما حدث فى ٦٧ عندما تم تهجير أهالى مدن القناة، ويتم بعدها دك الإرهابيون وينتهى الموضوع تماما، قلت له: هذه كلام رائع، لكن لو نحن نلعب على ورقة شطرنج أو السلم والثعبان، لكن فى الواقع الأمر صعب..

وعلى سبيل المثال فى حرب ٦٧ كان عدوك يرتدى خوذة لون وأنت لون، ويرتدى زى بلون معروف، ويرفع علم مختلف عن العلم الذى ترفعه أنت، وسيارات العدو مميزة ومعروفة، أما الآن فكيف ستعرف عدوك، ونفترض أن فكرة التهجير جيدة، ونحن موافقون على تهجير شمال سيناء، لكن نحن لم نستطع السيطرة على موقف تهجير ١٨٠ أسرة، ومازالوا موجودين فى أماكنهم، ولم يستلموا شققا حتى الآن، وكلهم على اتصال بى.

وبالتالى إذا فكرنا فى تهجير شمال سيناء، هل أنت ستقوم بإدخالهم على فلتر؟، وهل الإرهابى مكتوب عليه إرهابي؟، فكيف تعرف الإرهابي، وكلهم لديهم بطاقات مزورة لأنهم سرقوا ماكينة البطاقات، وكلهم يتحدثون مصريا وليس لديهم مشكلة، ويمكن يسبقونا فى المنطقة الأخرى، التى سيتم تهجيرنا إليها، وهنا ننقل الإرهاب لبؤرة أوسع، وموضوع دخول الأسلحة ليس مستحيلا، فمن استطاع أن يهرب الأسلحة لسيناء يعرف كيف يهربها لأى منطقة أخرى، والمداخل والمخارج صعب تسيطر عليها حتى لو وضعت فى كل شبر ضابطا وعسكريا، وليست هذه القضية، وفى الحقيقة الإرهاب ليس من سيناء.

نعرف أن هناك تكفيرا وهجرة قبل ثورة ٢٠١١، لكن الأمن الوطنى كان عارفهم بالاسم ويعرف تحركاتهم، وكان التكفيرى يُكفر أمه وأباه ولا يأخذ من الدولة شيئا، ولكن بلا نشاط، وكانوا يتركونهم طالما لم يضروا، لكن عندما قامت جماعة «التوحيد والجهاد» بتفجير طابا تم القبض على ٤ آلاف شخص، فى حين أن الذين قاموا بالتفجير ٤ فقط، و٣٩٩٦ أبرياء، وتم تعذيبهم، وبعضهم خرجوا بعد فترة طويلة، كنا نعرف أن هناك جماعات تكفير وهجرة، لكن الجماعة الإسلامية دخلت سيناء بعد الثورة.

الحقيقة أن كل شىء سيئ من الثورة جاء فى سيناء، ولو كان فى حاجة حلوة فهى لم تصل سيناء والجماعة الإسلامية جاءت لسيناء والسلفية الجهادية والدواعش جاءوا بقوارب ما زالت ملقاة على الشاطئ، ودخلوا عن طريق البحر الأحمر، وأجزاء من اليمن، وأجزاء عبر الأردن وإيلات، والموساد الإسرائيلى هو المايسترو فى العملية، ولديه فيه «وحدة مستعربين» يحدثون المصرى بالمصري، واليمنى باليمني، والعراقى بالعراقي، وحتى يخلطوا كل الأوراق، يقومون كل سنة أو أكثر بضرب صاروخين على إيلات، وبالمصادفة يقعون بالصحراء، ويقولون نحن أيضا نتضرر من الدواعش، إذن اللعب كله لصالح إسرائيل.

والدواعش هم الذين يقومون بالذبح، وعندما تجد أحدا يتم ذبحه فى الفيديو ستجد طول الشخص، الذى يقوم بعملية الذبح ١٩٠ سنتيمترا، ومن حوله أشبال لا يزيد طولهم عن ١٦٠ سنتيمترا، وأيضا القاعدة موجودة فى سيناء ومدربون فى أفغانستان، وليسوا أغرابا، بل هم من مصر، لكن كانوا يتم إرسالهم إلى أفغانستان يجاهدون، وحاليا جاءوا يجاهدون فى سيناء، وفى عهد المعزول محمد مرسى كل المؤيدين للإخوان كانوا يرددون «ذاهبون إلى القدس بالملايين» ولا نعرف أى قدس يقصدون.. والسيناوية «مش ملائكة» لكننا أيضا لسنا شياطين، والذين ارتكبوا الحوادث الضخمة فى سيناء «حبارة» من الشرقية، ومن قتل القضاة اتنين، أحدهم من كلية العلوم بكفر الشيخ، والثانى من كلية تريبة بمدينة نصر.

ويشار إلى أن بعض من ينتمون لتنظيم «القاعدة» مصريون منهم أطباء، فمثلا أيمن الظواهرى دكتور، ومحمد الظواهري، فى ٢٨ يونيه ٢٠١٣ كان موجودا فى شاليه فى العريش، وتم نقله لمديرية الأمن ثم جاء اتصال لمدير الأمن من المعزول، فتم ترك الظواهرى ورحل، وهذا قبل ثورة «٣٠ يونيه» بيومين، وكل المؤيدين للإخوان والسلفية، بالإضافة إلى بعض مما يطلق عليهم «أجناد بيت المقدس» الموجودين فى غزة الذين هدمت عليهم حماس فى مسجد «ابن تيمية».. كلهم ليسوا على وفاق مع حماس، وهؤلاء مدربون على مستوى وغير معروف عددهم وكانوا يتولون فى بعض الفترات تدريب المنتمين لهذه الجماعات.

المصور: بعد تشخيص ما يحدث فى سيناء.. ما هى الحلول؟

د.كمال حبيب: ظاهرة الإرهاب تحمل فى داخلها بذور فنائها، بمعنى أن هذا الإرهاب لا مستقبل له عاجلا أم آجلا سينتهى، ولكنه يمثل تحديا كما تحدثت فى البداية، فهذا التحدى لابد أن يأخذ شكله الطبيعي، فلا يتم التهويل منه أو التهوين به، هذا التحدى به عدة نقاط، أولهم الجزء المتعلق بالشق الأمنى، لذلك لابد من مراجعة الاستراتيجية الأمنية كل فترة، بمعنى يتم مراجعة وضع الكمائن الثابتة، المفرقعات التى تزرع على الطرق، أيضا موضوع جمع المعلومات عن كل شيء، فلابد أن يكون لدينا أشخاص داخل ساحة الحرب حتى نكون على دراية بكل ما يحدث، وأستطيع أن أستبق الإرهابى، فدائما نجد الإرهابى يسبق بخطوة فى الفعل، وهذا الشأن حتى يحدث يحتاج إلى أموال، وما أعلمه أن الإرهاب يدفع أموالا طائلة فى هذا الشأن، أيضا فى الجزء الأمنى لابد أن أشير إلى تقارير الشفافية الدولية، التى تتحدث بأن هزيمة داعش تحتاج إلى مقاومة الفساد، بمعنى أن الأسلحة والمعلومات التى تصل إلى الإرهاب ما هو مصدرها، لذلك فلابد من النظر فى موضوع الفساد حتى نستطيع حل مشكلة الإرهاب.

ثانيا الملف الحقوقى الذى أشار إلى د. صلاح، لابد من معالجته بطريقة مختلفة، وأقترح أن تكون هناك لجنة رئاسية أخرى للنظر فى طلبات أبناء سيناء، وكما يحدث فى أى مجتمع، فإن المواطنين ليس جميعهم بقدر من التساوي، ولكن هناك تنوعات، وكل تنويعة تحتاج إلى التعامل معها بطريقة مختلفة عن المكان الآخر، فلابد من الأخذ فى الاعتبار أعراف أهل سيناء.

ثالثا الملف الخاص بالتنمية، وهو فى غاية الأهمية، حيث هناك أعداد كبيرة وصلت إلى ١٥ ألف شخص تحدث عنها د. صلاح، كيف تم التعامل معهم؟، ما هو البديل لهم من أجل إيجاد فرصة عمل؟، إذن لكى يتم القضاء على الإرهاب لابد من تجفيف البرك الذى يعيش عليها، وأقول إن هناك حاضنة شعبية موجودة، وبصفة يومية يدخل شباب صغير العمر فى هذه التنظيمات، فهذا الشباب ليس لديه أيديولوجية، إنما يتم دخوله كأداة، فالتنظيم يعمل على ٣ مستويات، أولا الانتشار، والثانى التصعيد، والثالث الأمواج.

أما موضوع الأقباط الذى حدث، فالغرض منه التشتيت والتصعيد بعدما تراجعت عملية استهداف الكمائن، فهو يسعى الآن إلى إدارة استراتيجية التوحش وشوكة النكاية والإنهاك.

وإدارة التوحش تمت من خلال شخص يدعى أبو بكر الناجي، وهذه هى استراتيجية تنظيم داعش، وهذه الاستراتيجية معناها أخذ منطقة معينة فى غياب السلطة، وتواجد مواطنين كما حدث فى الموصل وسوريا، وبها حوالى ١٠ ملايين شخص، فهو يحكم من خلال إدارة التوحش وشوكة النكاية والإنهاك وخلق حالة من الفوضى.

ومن المعروف أن الجيش يقاتل من أجل قضية معينة، وبعد ما وجد التنظيم أن الجيش يقوم بسد الثغرات أمامه، قام بالانتقال للبنية الاجتماعية لأنه يعيش على فكرة الصراع الطائفي، بمعنى أنه يتجه لضرب لحمة الوطن حتى يحدث الانشقاق ويتم فقد السيطرة وتبدو الدولة ضعيفة فنجد أنه انتقل من الجانب العسكرى حاليا إلى الجانب الاجتماعي، لذلك لا بد من خلق حاضنة شعبية واستيعاب المواطنين وتعزيز انتمائهم للوطن حتى نستطيع سحب البساط من تحت أقدام هذا التنظيم.

المصور: كيف يتم سحب البساط من تحت أقدام هذا التنظيم؟

د. كمال حبيب: كما تحدثت من قبل، من خلال الملف الحقوقى لأهالى سيناء والاهتمام بملف التنمية والقضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل وعدم تهميشهم وتوجيه كل الرعاية لهم، لابد لسيناء أن تتعامل بشكل خاص حتى نستطيع ترميم الثغرات والفجوات، لأن سيناء هى مستقبل مصر، فإذا استطاعت أن تنتصر على الإرهاب فى هذه المعركة، إذن تضمن لمصر أن تكون سالمة مستقرة، كل هذه حلول من أجل القضاء على الإرهاب.

المصور: قلنا من قبل فى عدد المصور يا مصر ما يهزك إرهاب.. كيف ترى هذا التعبير؟

د. كمال حبيب: بالفعل مصر لا أحد يستطيع أن يهزمها لأنها محفوظة وباقية بوحدة جيشها ووحدة شعبها وبتكاتف أهل سيناء.

المصور: كلمة أخيرة تقولها فى نهاية الندوة؟

اللواء محمد الغباري: بالنسبة للقوات المسلحة والدور الذى تقوم به فى سيناء فهناك جهد كبير للغاية والجهد الكبير هذا كان رصدا من الخارج، ونحن نجلس تحت مظلة الشرق الأوسط الكبير، ما يمنع استخدام القوة العسكرية للدول الكبرى لتحقيق مهامها على الأرض، فأخذت هذه التنظيمات مكان الدول الكبرى فى الحرب بالوكالة، وهى عبارة عن جزءين، الأول هو حدوث انقسام فى الجيش، إذا كانت الدولة طائفية أو عرقية كما فى سوريا والعراق، والجزء الثانى زرع تنظيمات جهادية فى الأطراف، وكانت هناك محاولات فى مصر لذلك على سبيل المثال فى سيناء وفى النوبة، وبالتالى هذا هو شكل الموضوع، من يقود الإرهاب حاليا أجهزة مخابرات أجنبية على مستوى عال من التنظيم، وهذا واضح من خلال التسليح والمعدات، ويتم استغلال ضعف الدولة خصوصا ما بعد ٢٥ يناير، أيضًا يتم استغلال الدولة العميقة، التى تحدث عنها الإخوان وما بها من مشاكل فى الجهاز الإداري، ود. صلاح تحدث عن أن أهالى سيناء يدفعون الضرائب حتى الآن رغم كل ما يحدث، وأنا أقول له كنا فى القوات المسلحة ندفع ضريبة أمن قومى فى سنة ٦٧، ولم ترفع عنا إلا فى سنة ٨٤، أما عن التهجير فكان لدى منزلى فى بورسعيد، وتم تهجيرنا سنة ٥٨، وسنة ٦٧، ولم آخذ أى تعويض من الدولة على هدم منزلي، فالجهاز الإدارى الفاشل فى مصر هو من يفعل ذلك وليس رئيس الجمهورية.

الجزء الآخر، له علاقة بأن التخطيط الاستراتيجى ضعيف للغاية، فعند اختيار رئيس الوزراء أو الوزراء، لا يوجد لديهم فكرة عن هذا الموضوع، ورئيس الجمهورية يوم حادثة الكتيبة ١٠١ وقف أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتحدث عن القضاء والإعلام وتعبئة الشعب، ورئيس الجمهورية عندما يتحدث يكون عن الأهداف الاستراتيجية وليس التكنيكية، هذه الكلمات تنطبق فى العلوم الاستراتيجية تحت بند إعداد الدولة للدفاع، وهى مسئولية رئيس الوزراء، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية عن اقتلاع جذور الإرهاب لابد أن تضع الدولة خططا لذلك، ورئيس الوزراء يتابع بنفسه مع الوزراء، فتجد الوزير يتحدث من ناحية، والوزير الآخر من ناحية أخرى، وكان لدى مداخلة مع التليفزيون المصرى وقتها، وتدخل المهندس إبراهيم محلب، واتصل برئيس الاتحاد معبرا عن غضبه من هذا الكلام، وقام رئيس القناة بالتحدث معي.

فالعدو الذى أمامى هو عدو قوى جدا، يختار نقاط الضعف الموجودة أمامك ويضغط عليها، وهناك حوالى ٥ آلاف كيلو متر حدود، منها البحرية والبرية، ولابد من متابعة دخول السلاح ودخول أى شيء، ومن أيام قليلة كنت فى طريقى إلى أسوان ووجدت على الطريق لجنة أمنية أمسكت بـ ١٤ شخصا سودانيا متواجدين داخل فنطاس، فهل تعلم أن هناك الكثير من الإرهابيين لا يحملون أى هوية أو تسجيل بيانات، وهناك قبائل كانت لا تسجل أى مواليد فى المنطقة الغربية.

المصور: هل العاجل فى سيناء الآن هو مراجعة الخطط الاستراتيجية؟

اللواء محمد الغباري: القوات المسلحة تضع خطط استراتيجية ويكون من خلالها أهداف ومراحل تنفيذ، والتعامل الأمنى مع الشعب مسئولية قوات الأمن وليس الجيش، ولدى إضافة عندما كنت متواجدا فى مباحثات غير رسمية مع الجانب الأمريكى فى شهر نوفمبر مع عدد من القيادات العسكرية الأمريكية القديمة، وكان هناك سؤال من البعض وهو كيف أن الجيش المصرى صامد حتى الآن فى مواجهة الإرهاب ويحقق الكثير من النجاحات؟!، وكان الرد بأن الجيش المصرى هو جيش قوى تتوافر به جميع الإمكانيات لكافة المهام.

وكان هناك سؤال آخر وهو كيف للجيش المصرى الذى به المسلم والمسيحى أن يحاربوا الجهاديين، فكان الرد أن الجيش المصرى لحمة واحدة، دعنى أقول لك بأنه كان هناك طلب من الغرب سنة ١٩٩٤ للرئيس مبارك بتحويل الجيش المصرى من جيش تقليدى إلى جيش مقاوم للإرهاب، فكان الرد من الرئيس مبارك بالرفض.

المصور: هل أنت مع قول يا مصر ما يهزك إرهاب؟

عبد القادر مبارك: الإرهاب سينتهى قريبا وسننتصر وثقتى كبيرة فى القوات المسلحة، داعش الموجودة فى الموصل كانت الأقوى بكثير من أنصار بيت المقدس الموجودة فى سيناء وانهارت، أيضا المسلحون فى سوريا كانوا أكثر بكثير من سيناء وانهاروا أيضا، وتم تحرير الكثير من الأراضى فى العراق وسوريا، والوضع فى الشيخ زويد ورفح اختلف تمامًا بنسبة ٩٥ ٪ عن الشهور السابقة، وجزء كبير نقل معركته إلى مدينة العريش.

المصور: ما هى الحلول من وجهة نظرك؟

عبد القادر مبارك: أن تأتى وزارة الداخلية بالرجال المحترفين من قوات الأمن على أعلى مستوى، وأطالب القيادات الأمنية وعلى رأسها وزير الداخلية بأن ينقل مكتبه إلى شمال سيناء ويتابع الموقف ويعمل على إنهائه.

المصور: ماذا عن دور القبائل فى سيناء؟

عبد القادر مبارك: دور القبائل مهم، فهناك تعاون تام مع الدولة ونحن ضد أى تسليح للأفراد، وهناك تجربة اسمها منظمة سيناء العربية، وكان لها دور بارز فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، ونعمل على إعادة هذه المنظمة مرة أخرى ويكون هناك حمل للسلاح، ولكن تحت مظلة الدولة، وقوفا بجانب القوات المسلحة لتحرير سيناء، ونحن حاليا لا نملك أى أسلحة ولكننا جاهزون للتسليح مع قواتنا المسلحة إذا احتاجت الدولة، ونحن قُتل منا من أبناء سيناء ٤٥٠ مواطنًا على يد المسلحين حتى نستسلم ولا نتعاون مع القوات المسلحة، وأقول لهؤلاء نحن نصر على تعاوننا مع قواتنا المسلحة.

المصور: ماذا عن سيطرة الإرهاب فى سيناء؟

عبد القادر مبارك: الإرهاب يحاول أن يأتى فى أماكن لا يوجد بها أمن ويقوم بعمل كمائن ويقوم بتصويرها وإرسال رسالة أنه مسيطر على الوضع.

المصور: من وجهة نظرك متى تتوقع أدن تصبح العريش آمنة؟

عبد القادر مبارك: النقطة الأولى عندما أجد وزير الداخلية ومدير الأمن هم من يقودون ويتابعون العمليات داخل سيناء، والنقطة الثانية هى عودة القوات المسلحة لمدينة العريش، وأنا أراهن على القوات المسلحة وليس الداخلية.

المصور:هل الفترة لم تكن كبيرة فى الحرب على الإرهاب؟

عبد القادر مبارك: إنها حرب عصابات لابد أن تأخذ بعضا من الوقت.

المصور: ماذا عن موضوع التشميس؟

عبد القادر مبارك: معنى التشميس هو رفع مظلة القبيلة عن الفرد (التبرؤ منه) بسبب أنه فعل شيئا خطأ أو تجاوزا، فتقوم القبيلة برفع الحماية عنه، وكل من يشارك الجماعات المسلحة يكون مهدرا دمه عند القبائل.

المصور: ما هى طبيعة مزرعة «جهاد أبو طبل»؟

عبد القادر مبارك: هذه المنطقة مليئة بالمزارع والكثبان الرملية ومنطقة العقدة هى منطقة مليئة بالتضاريس يتم التعامل معها من خلال الطائرات أو من خلال تعامل القوات المسلحة مع أبناء سيناء، وهذه هى المنطقة التى يتجمع بها الإرهابيون بعد القيام بأعمالهم الإرهابية، وبمجرد مشاهدة الطائرات تقوم العناصر الإرهابية بالهرب سريعا، وهناك أماكن أخرى لتمركز الإرهابيين مثل «الدنيشة وحى الزهور والصفا وهى أماكن عشوائية وهناك طريق البحر وشارع أسيوط وحى الفواخرية والكشاف والرفاعى.

المصور: هل نستطيع أن نمنع الوقود وعربيات الدفع الرباعى عن المسلحين؟

النائب حسام الرفاعى: فى البداية نطمئن الشعب المصرى بأنه لن ينتصر الإرهاب على مصر، فكل ما نتمناه هو تقليل الخسائر وخصوصا الخسائر البشرية من خلال بعض الإجراءات الأمنية، وأولها أن نعتبر أن أى كلام عن الفصل بين القوات المسلحة وقوات الداخلية وأبناء سيناء هو درب من العبث لأن هذا يحدث نوعا من الشروخ داخل النفوس، التى تواجه تلك الحرب، وأى تشكيك يعتبر خسارة فى زعزعة الروح المعنوية للمقاتلين. وهناك اعتراض على حالة الطوارئ وحظر التجول، وكان هناك استغلال من المسلحين لحظر التجول بزرع عبوات ناسفة فى ميعاد الحظر من الساعة ١ صباحا إلى الساعة ٥ صباحا، وطلبنا كثيرا مراجعة الإجراءات الأمنية، والمنطقة المستهدفة دائما من العريش حتى الميدان بسبب عدم الحركة وغلق الطريق، أيضا لماذا لا يتم وضع كاميرات لمراقبة العريش بأكملها كما فعلت إسرائيل بوضع كاميرات فوق العوجة، وتحدثت من قبل مع مساعد الوزير فى هذا الاقتراح وذكرت له العوجة وما بها من كاميرات.

وكان هناك اعتراض على المواجهة بالطرق البرية لأن خسائرها كثيرة جدا، كنت أستطيع أن أقضى على معظم هذا التنظيم من خلال معلومات أو شرائح أو طائرات زنانة، لأن التحرك بريا يكون له خسائر، ويتم الوصول إليهم من خلال المعلومات المخابراتية أو استخدام المرشدين، كما لابد من مراجعة الكمائن الثابتة لأنها أصبحت هدفا الآن وهناك ١٦ كمينا لابد من تغييرهم، دوريات متحركة مدربة على أعلى مستوى، ومراجعة أوقات الخدمة للمجند، ومراجعة الشوارع المغلقة ومراجعة غلق كوبرى السلام.

ودائما أبناء سيناء لهم تاريخ مشرف مع القوات المسلحة، والدى كان حاصلا على نوط الامتياز من المخابرات الحربية، وقديما كان هناك تكريم لأبناء سيناء بسبب تعاونهم مع القوات المسلحة، ومازال ٩٩ ٪ من أبناء سيناء تتعاون مع القوات المسلحة، وأذكر أن هناك حديثا كان مع اللواء محمد الشحات فى المخابرات عن ٤٠ ألف شخص من رفح والشيخ زويد تركوا بيوتهم وموجودين فى عشش فى بئر العبد من حوالى ٣ سنين، وبعد ذلك تم مطاردتهم من خلال قوات الأمن، وكان يقتل البعض من أبناء سيناء بسبب منع دخول الإرهابيين منازلهم والاستيلاء عليها، ومن أجمل العمليات التى قامت بها المخابرات الحربية، وهى عند دخول المسلحين منازل أبناء سيناء بهدف التصوير وإرسال رسالة بأن٩ه تم السيطرة على تلك الأماكن تركتهم للدخول، وبعد ذلك قامت بقصفهم.

التشميس حاليا أصبح بالسلاح، والشهيد خلف المنيعى كان رجل المخابرات وتم قتله هو وأبناؤه الثلاثة بسبب العنصر المتطرف ابن أخته، وهناك فيديوهات لأبناء سيناء وآخرها فيديو لولاية سيناء عن شخص اسمه فريد عودة النحال، كان متعاونا مع القوات، وتم قتله من خلال قنبلة تفجير، وبعدها ذهبت أمة إلى الشرطة لاستخراج شهادة وفاة، وكان الرد بعد ٦ شهور، واستهداف الشرطة واستهداف الجيش شىء يوجع قلوبنا جدا، ومن يذهب إلى سيناء هى رسالة وليست مهنة، ونتمنى عودة السلع، التى منعت وحرمت منها شمال سيناء، ومنها على سبيل المثال غلق بنك الدم وبسببه حرم الكثيرون من فرص الحياة، ومن سيعلن خلو سيناء من الإرهاب هم أبناء سيناء أنفسهم، ولكن الوقت غير معروف.

المصور: فى حادثة كرم القواديس كان هناك سيدة بائعة الفلافل ومعها رشاش ما مدى صحة هذه المعلومة؟

النائب حسام الرفاعي: هذه معلومة خاطئة وغير صحيح نهائيا

المصور: د. صلاح كلمة أخيرة فى نهاية الندوة؟

د. صلاح سلام: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، فرب العزة قال شعوبا وقبائل، وكان ممكنا القول بالشعوب فقط ولكن القبائل غير الشعوب، لابد أن يكون هناك استراتيجية كيفية التعامل مع القبائل، نحن نثّمن كل عرق ودم وغبار تراب بيادة جندى مصرى على أرض سيناء، كما ننعى الوطن كل شهدائنا المدنيين من أبناء سيناء، وكل ما نطلبه هو تعزيز الظهير الشعبى حتى يظل صامتا متمسكا بالأرض، لأن التمسك بالأرض هو قمة الوطنية وليس ترك الأرض وتعزيز الظهير الشعبى بإجراءات بسيطة من إعفاء مصاريف المدارس وإعفاء من الضرائب العامة والعقارية، وأخيرا رسالة إلى الإعلاميين والصحفيين اتقوا الله فى شعب سيناء.

المصور: شكرا لكم على هذا الحوار