الخميس 27 يونيو 2024

أمريكا تواصل سياسة الابتزاز بتقليل مساعدات «أونروا».. دبلوماسيون: خطوة انتقامية تضر بـ5 ملايين لاجئ فلسطيني.. ويجب إيجاد بديل لدعم الوكالة

تحقيقات17-1-2018 | 15:15

الرقب: تجميد أمريكا مساعدات «أونروا» يضر 5 ملايين لاجئ فلسطيني

الصفتي: تجميد مساعدات "أونروا" جزء من سياسة أمريكا الانتقامية

دبلوماسي سابق: أمريكا تعاقب المعتدى عليه بتجميد مساعدات «أونروا»


بعد شهر ونصف الشهر من قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، خفضت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات المالية المقدمة إلى وكالة "أونروا" إلى النصف، في خطوة وصفها سياسيون ودبلوماسيون بأنها استمرار لسياسة أمريكا الانتقامية والإضرار بحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن التخفيض سيضر بالخدمات التي تقدمها الوكالة إلى اللاجئين الفلسطينيين في عدة دول، منها فلسطين والأردن، وأنه يجب إيجاد بديل يسد هذا العجز في الميزانية.

كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد قالت إنها تعيش أسوأ أزمة تمويل في تاريخها بعدما أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها ستسهم بمبلغ 60 مليون دولار لميزانية البرنامج من أصل 125 مليون دولار، ما يعني تجميد 65  مليون دولار أي نصف المخصصات المالية الأمريكية للوكالة، وذلك بعد التهديد الأمريكي بإيقاف المساعدات المالية للأمم المتحدة والدول التي الرافضة للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

5 مليون لاجئ متضرر

الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن الإدارة الأمريكية لديها خطة بشطب ملفين من سياستها، هما القدس واللاجئون، مضيفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تكرار الصدمة التي أحدثها بقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بعد قراراه تقليص ميزانية وكالة الأونروا المعنية بشؤون اللاجئين إلى النصف.

وأضاف الرقب، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا القرار يضر بنحو 5 ملايين فلسطيني داخل الضفة الغربية وغزة، وكذلك في دول مجاورة مثل لبنان وسوريا والأردن، موضحًا أن عدد المستفيدين من خدمات الوكالة في غزة يقدرون بمليون ونصف ونحو 750 ألف فلسطيني في الضفة الغربية، ونحو مليون لاجئ في الأردن و400 ألف آخرين في سوريا ولبنان، موضحًا أن السياسة الأمريكية تحاول الضغط على هذه الدول للقبول بتوطين الفلسطينيين فيها، وهذا أمر ترفضه تلك الدول واللاجئون الفلسطينيون لأنه يعني شطب القضية الفلسطينية، مؤكدا أن وكالة الأونروا تتولى رعاية اللاجئين صحيا وتعليميا وتعمل على توفير متطلبات المدارس والمؤسسات الصحية التابعة لها وتقليص الميزانية سيؤثر على إمكانياتها.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن 70% من سكان غزة لاجئون، وهذا التقليص له آثار سلبية على أوضاعهم وكذلك اللاجئين في الضفة الغربية، مضيفا أن الوكالة بدأت تتحدث عن تقليص للرواتب ويجب أن يوجد من يملأ هذا الفراغ من خلال بديل منها شبكة الأمان العربي لدعم صمود الشعب الفلسطيني بما فيهم للاجئون وكذلك تدخل دول العالم الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني كلما ضاق الخناق عليه أصبحت له ردات فعل غير متوقعة.

سياسة أمريكا الانتقامية

قال السفير عادل الصفتي سفير مصر الأسبق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن تجميد الولايات المتحدة 65 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أسوأ القرارات الأمريكية لأنه يضر باللاجئين الذين يستحقون الدعم من كل العالم.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن اللاجئين خرجوا من أراضيهم بسبب سياسات الاستيطان الإسرائيلية وأعمال العنف بحقهم والعالم قرر مساعدتهم لحين عودتهم أو تعويضهم، وكان هدف الأمم المتحدة من إنشاء وكالة "أونروا" هو دعمهم لحين حل تلك القضية، موضحا أن أمريكا بهذا القرار تريد تصفيتهم وأنه بمثابة "قرار إبادة".

وأوضح الصفتي أن الولايات المتحدة تسير بسياسة متخبطة وانتقامية بعد الموقف الفلسطيني والعربي والعالمي ضدها عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن النتائج القريبة لتجميد المساعدات تتمثل في إغلاق مجموعة من المدارس ما يجعل هؤلاء اللاجئين فريسة للجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن إيجاد بديل يعوض الدعم المالي الأمريكي أمر صعب بسبب أن كل الدول لا تمتلك رواجا اقتصاديا وفائضا في ميزانياتها لتسد هذا العجز، كما أنها غير مسؤولة عن سياسة الانتقام الأمريكية، مضيفا أن الدول العربية والغربية ستحاول أن تبذل ما في وسعها لكي لا تتأثر خدمات الوكالة.

دعم المعتدي وعقاب المعتدى عليه

قال السفير محمد المنسي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار تجميد نصف المساعدات المالية الأمريكية المقدمة إلى وكالة "أونروا" هو خطوة غير إنسانية وغير مبررة، مضيفا أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أنشأتها الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

وأضاف المنسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاقب المعتدى عليه الذي يدافع عنه حقه وتدعم المعتدي وترد على الفرض الفلسطيني والعالمي لقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن الميزانية الأساسية لم تكن كافية لعمل الوكالة ومواجهة الأعباء والخدمات المنوط بها تقديمها، موضحا أن القرار ستكون له تبعات سلبية على كل أعمال الوكالة المعنية بشؤون اللاجئين ليس في فلسطين فقط إنما في دول مجاورة كالأردن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت تسهم بنصيب كبير في ميزانية الوكالة، وهذا التجميد يجب تعويضه من قبل دول أخرى داعمة للقضية الفلسطينية وحقوق شعبه.