كشف الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس
الهيئة للصحافة عن ملامح مشروع مدونة السلوك المهني للتغطية الصحفية للانتخابات الرئاسية
التي أصدرتها الهيئة.
واستهلت المدونة بالتأكيد على
ما للصحافة من أهمية كبرى في التأثير على الرأي العام، وفى عملية توجيه الناخبين أثناء
الانتخابات، مشددة على أن الصحافة الحرة المسئولة التي تتمتع بالمصداقية وبثقة القراء
تساعد في تفعيل حرية العملية الانتخابية وديمقراطيتها من خلال تمكين المواطنين من اتخاذ
قرارات صحيحة لحظة الاقتراع، فضلا عن دورها كأداة للرأي العام في الرقابة على نزاهة
وشفافية العملية الانتخابية.
وأضافت أن دور الصحفيين هو ليس
مجرد التزام بالنص الوارد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بشأن حق
كل إنسان في استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة، ولكنه يستهدف –
كذلك - حفز اهتمام الرأي العام والمواطنين بالانتخابات على المشاركة فيها بالتصويت
والترشيح.
وأشارت المدونة إلى أنه انطلاقا
من تلك الأهمية، تم الاتفاق دوليا على ضرورة أن تكون هناك معايير وأسس لمزاولة الصحفيين
لمهنتهم تحكم سلوكهم المهني أثناء تغطية الانتخابات وتحدد ما للصحفي من حقوق وما عليه
من واجبات خلال تغطيته للانتخابات، يجب عليه الإلمام بها واحترامها.
وفي سبيل تحقيق ذلك، ارتأت الهيئة
الوطنية للصحافة مراعاة حقوق الصحفيين؛ وعلى رأسها الحق في الحصول علي البيانات والمعلومات
المتعلقة بالعملية الانتخابية في مراحلها المختلفة وفقا للضوابط المعلنة وبشكل منظم
وعادل.
كما أكدت المدونة الحق في الاتصال
بالمصادر وحضور الاجتماعات والفعاليات المرتبطة بالانتخابات التي تنظمها أو تشارك فيها
كافة أطراف العملية الانتخابية، إضافة إلى الحق في العمل بحرية، والتمكين من حرية النشر
والتعبير عن الرأي بدون قيود مسبقة، إلا في حدود الضوابط القانونية والمعايير المهنية.
وحددت المدونة واجبات الصحفيين
ممثلة في احترام الدستور والقانون وكافة الضوابط المنظمة لأعمال الانتخابات والتي تصدر
من الهيئة الوطنية للانتخابات، إضافة إلى الحرص على المصداقية والدقة في البيانات والمعلومات
والوثائق، وإسناد البيانات والمعلومات إلى المصادر المعنية والمباشرة والابتعاد عن
الأخبار المجهلة، وضرورة النقل المباشر للتصريحات ووجهات النظر من مصادرها وعدم الاعتماد
بشكل أساسي علي مواقع التواصل الاجتماعي الا بعد التأكد من مصادرها.
ودعت المدونة الصحفيين الى الحرص
عند نقل تصريحات المصادر أو تعليقاتهم و إبراز معانيها بدقة ومن خلال السياقات التي
قيلت فيها، إضافة إلى ضرورة تحري الموضوعية والحياد والحرص على تحقيق التوازن في التغطية
من خلال إتاحة الفرصة لكافة المرشحين لعرض أفكارهم وآرائهم في مساحات عادلة وتوقيتات
مناسبة، وكذلك من خلال عرض كافة وجهات النظر .
كما أكدت المدونة أهمية تحري
الأمانة والدقة في توظيف الصور الصحفية؛ من خلال تجنب التلاعب في الصور الفوتوغرافية
بالحذف أو الإضافة أو التعديل يدويا أو باستخدام برامج النشر الرقمية، والتمييز بين
الحقائق والآراء، وبين الخبر والتعليق والفصل بين الوقائع والتكهنات.
كذلك طالبت مدونة الهيئة باحترام
الكرامة الإنسانية للمرشحين وللمصوتين، وامتناع الصحف القومية عما تنشره مصادر أخرى
من التشهير أو القذف أو السب أو الذم والتجريح بأي شكل من الأشكال لأي من المرشحين،
وايضاً عدم نشر أي معلومات تتصل بالانتخابات وخاصة النتائج إلا من خلال الهيئة الوطنية
للانتخابات.
ودعت المدونة إلى مراعاة حقوق
المصادر والجمهور في الرد والتصحيح، وأيضاً عدم التعرض للحياة الخاصة للمرشحين أو عائلاتهم،
والفصل بين عملهم التحريري وبين العمل الإعلاني، مشيرة إلى أنه في حالة قبول المؤسسة
الصحفية لمبدأ نشر إعلانات للمرشحين ينبغي أن يكون لكل المرشحين وليس على أساس تمييزي.
وشددت المدونة على أهمية تجنب
الخطاب التحريضي أو خطاب الكراهية وعدم استخدام لغة ذات دلالات عاطفية قد تدعو إلى
الكراهية أو التحريض أو التمييز العرقي أو الديني أو الجغرافي أو السياسي أو النوعي.
وحددت الهيئة معايير نشر استطلاعات
الرأي العام في مراعاة الحرص على ذكر الجهة التي أجرت الاستطلاع، والجهة الممولة وتوقيته
وحجم العينة وهامش الخطأ، كما أوضحت انه بالنسبة لتغطية التجمعات يجب مراعاة الدقة
والتحديد وعدم المبالغة فى إعداد المشاركين، مشيرة إلى ضرورة احترام ضوابط النشر خلال
فترة الصمت الانتخابي التي تحددها الهيئة الوطنية للانتخابات.