الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثوابت جيشنا.. فوق ما يظنون!

  • 25-1-2018 | 02:45
طباعة



حدود الدولة جزء من شرفها وعرض شعبها، التفريط فيها غير جائز، ومصر دولة لا تفرط فى حدودها، تعتبر الاقتراب منها عدوانًا صريحًا عليها يستحق أن يقابل بالقوة، ولديها ما يجعلها قادرة على ردع من يفكر فى ذلك، جيش مصر لا يتهاون فى هذا الأمر، حدود بلده دونها الموت، قادر فى لحظة أن يقلبها نارًا على المتجاوزين، ومن يشكك فى ذلك يسأل كل من فكر فى التسلل عبر الحدود من غربها إلى شرقها، حدود مصر متسعة، لكن جيشها قادر على تأمينها، انتشاره مدروس وخطته تضمن له التحرك سريعا ليصد ويتصدى لمن يتجرأ على الاقتراب شبرًا من أرض مصر.



مصر لا تطور إمكانات جيشها ولا تحدث أسلحته لمجرد التباهى أو على سبيل الإنفاق دون جدوى، ولكنها كانت تدرك أن الخطر واقف على الحدود، وهناك من يجهز مليشياته ويعد المرتزقة ليفعلوا مع مصر ما فعلوه مع غيرها، أهل الشر لا يملون المحاولات للإضرار بأمن مصر واختراق حدودها، لكنهم لن ينالوا غرضهم طالما أن الله عز وجل وهب مصر جيشًا يحميها ورجالا يضحون من أجلها، رجال الجيش المصرى أشداء على العدو، لن ينال من عزيمتهم أحد، شهداء فى سبيل الوطن، والقيادة العامة لا تبخل عليهم بدعم أيًا يكن نوعه، تسليحيًا أو معنويًا، وما تم خلال السنوات الأربع الماضية رسالة للجميع بأن مصر تبنى جيشها من جديد، تزيد قدراته وترفع كفاءته، لأنها ترى فى الأفق ملامح الخطر ظاهرة، والاستهداف بينًا، والأعداء واضحين، بعض المترصدين بمصر أشاعوا أن نيتها من هذا التسليح حماية النظام، وآخرون روجوا بسوء نية أنها تخطط للعدوان على دول أخرى، للأسف لم يفهم ولن يفهم هؤلاء عقيدة جيش مصر، لو فهموها لأدركوا أن الجيش المصرى ليس جيش نظام ولا فى ثقافته العدوان على أحد، قالها الرئيس بوضوح.. لانعادى ولا نعتدى ولا نحارب الأشقاء، جيش مصر تربى على الشرف، لا يعتدى وإنما يحمى الأرض ويصون العهد ويدافع عن الشعب، لا ينحاز لنظام ولا يساند حاكمًا ضد إرادة الشعب، والتاريخ يشهد له بذلك، إخلاص أبناء الجيش المصرى الوحيد هو لله والوطن، وحدود مصرعند أبناء هذا الجيش خطوط مقدسة، من تجاوزها حل دمه، عيونهم لا تجفل من أجل حمايتها، أرواحهم فداء لها، دماؤهم رخيصة فى سبيلها، يتسابقون من أجل نيل الشهادة، ويتنافسون من أجل الفوز بشرف الخدمة فى سيناء أو غيرها من مناطق العمليات، لأنهم ليسوا جنودًا مرفهين ولا مرتزقة مأجورين ولا مجنسين، هم أولاد مصر، دماؤهم اختلطت بطينتها، وعقيدتهم الثابتة نموت نموت وتحيا مصر، تحيا حرة أبية مستقلة.



رسالة الجنود لمائة مليون مصرى ألا تخافوا، فنحن فداء لكم، حدود دولتكم محمية، وأرضها مفدية، ومياهها محروسة، وسماؤها تحرق أعداءها، أبدًا لن يصل أعداؤكم إليكم، هذا وعد الله الذى يحفظه جنود مصر، إنهم خير أجناد الأرض.



جيوش العالم من حولنا – بعضها ولا نقول كلها – تتآمر وتنفذ أجندات خاصة، يبطن قادتها وزعماء دولها غير ما يظهرون، وفى الثورات الشعبية – إن قامت فى هذه الدول – تتحول هذه الجيوش إلى أداة بطش للحاكم ضد الشعب الأعزل وضد إرادته وحريته، لكن الجيش المصرى يختلف عن هذه الجيوش كل الاختلاف، لا نبالغ ولا نتعصب لو قلنا: إن الجيش المصرى لديه أفضل عقيدة قتالية بين جيوش العالم، يقاتل فقط لحماية البلاد أرضها وبحرها وجوها وحدودها، يقاتل إذا دعته إلى القتال دواعى الأمن القومى والسيادة الوطنية.. يقاتل إذا تعرضت مصالح مصر لسوء.. أو تم تهديد أحد ثوابتها.. هذا هو جيش مصر إن كنتم تعلمون، أقولها لمن لا يعلم.. والمصريون جميعًا يعلمون ما أكتبه، محفوظ فى صدورهم من زمن بعيد، من زمن «مينا» موحد القطرين مؤسس هذا الجيش قبل ٥٢٠٠ سنة، إنه أقدم جيوش الدنيا كلها، وعلى أساس وجود هذا الجيش القوى اتحدت الدولة المصرية وأصبحت أول دولة مركزية فى تاريخ البشر، لأن لها جيش يحميها ويضحى من أجل شعبها دون أن يطلب جزاءا ولا شكورا، من هنا ظلت وستبقى العلاقة بين الشعب والجيش قوية، وثيقة العروة.. لا فكاك منها ولا انفصال فيها، مهما تكن مؤامرات الآخرين.. ومن لا يعلم هذه الحقيقة التاريخية فعليه أولا بقراءة تاريخ هذا البلد، ليعرف من هو الجيش فى عيون أهل هذا البلد.. فإن فكر فى التآمر على مصر فليبتعد عن التفكير فى الجيش، لأنه عصى على التآمر.. بل ليبتعد عن مصر كلها، فالله عز وجل يحميها، ويعززها بجيشها المرابط المقاتل فى سبيله إلى يوم يرث الله الأرض وما عليها..!

    الاكثر قراءة