الأربعاء 22 مايو 2024

يسرا تواجه نيويورك تايمز!

20-1-2018 | 18:14

حمدي رزق



ليس سراً أن الفنانة يسرا تعتزم مقاضاة صحيفة «نيويورك تايمز» على الأراضى الأمريكية، فالضرر الذى حاق بالنجمة الكبيرة يستأهل ليس اعتذاراً بل وتعويضاً عن التعريض السياسى الذى تعرضت له النجمة استناداً على فبركات يقال عنها تسريبات، وتم الزج باسمها الفنى فى فبركة إخوانية استخباراتية قذرة اضطلعت الصحيفة العالمية بترويجها بين الرأى العام، ما ألحق ضرراً هائلاً بنجمة لها مكانتها الأدبية والفنية فى عالمها العربى.




ومشكور المساندة المعتبرة من نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكى ليسرا فى قضيتها العادلة فى مواجهة الحملة الإخوانية العاتية التى حركتها الصحيفة الأمريكية بتقرير فاسد حرره مراسل موتور يسكن العاصمة اللندنية، ويقتات على فبركات الإخوان والتابعين، فيشين سمعة مصريين معتبرين لتحقيق هدف سياسى قذر، وما كان ليجرؤ أو صحيفته على المساس بسمعة فنانة هوليودية كذباً بحرف وإلا لكان عقابه بما تقتضيه المحاكم الأمريكية التى ستنظر قضية يسرا تالياً.



وأثمّن موقف صديقى المحترم ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات على موقفه المسئول تجاه يسرا وغيرها ممن استبيح عرضهم السياسى فى الصحيفة الأمريكية، ووقوفه فى ظهر قضية الفنانة الكبيرة مسانداً حقها فى مقاضاة النيويورك تايمز.



وأثنى على جهد المقدرة دوماً الدكتورة منى ذو الفقار التى تحمست لقضية الفنانة عبر مكتبها الدولى، اقتناعاً بعدالة قضية يسرا واتساقاً مع واجب وطنى عُرفت به دوماً.



وأدعو كل قامة مصرية تتعرض للاستباحة فى الصحافة الأجنبية لصالح أجندات دولية أو محلية أن تحذو حذو الفنانة الكبيرة فى مواجهة الحملة العاتية على كل الرمزيات المصرية.



الثابت على مدار السنوات الثلاث الأخيرة أن مخطط الاستباحة طال الكثير من الرموز المصرية بالاسم والصفة، وعدم الرد بالمثل وبالقانون زاد من الهجمة الشرسة، يطمع الذى فى قلبه مرض، لقد فاض الكيل والاستباحة على مدار الساعة، وبلغ الأمر حدود الاستخفاف بردة فعل المصريين، سكتنا له كما يقولون دخل بحماره يرفس وجوه المحترمين.



قضية يسرا محورية فى المواجهة القانونية لهذه الحملة القذرة على المصريين جميعاً، وفى القلب منهم الرمزيات المعتبرة سياسياً ومجتمعياً وفكرياً وفنياً، محورية على صعيد الدولة المصرية التى تنتفض دفاعاً ويجب أن تواجه هذه الهجومات بهجمات معاكسة فى إطار القانون الدولى بتكليف مكتب محاماة دولى معتبر من الأسماء الثقيلة بتتبع مصادر هذه الحملات ومموليها ومحركيها، ومقاضاة وسائل الإعلام التى تتورط فى التعريض بالأسماء المصرية، وهذا حق قانونى تكفله القوانين الدولية وفى الدول التى أصبحت مراكز لإطلاق هذه الحملات، فى قطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا، وأسماء الصحف والقنوات العقورة باتت معروفة ويلزم مواجهة قانونية صارمة حتى يلتزم كل متجاوز حدوده.



وليكن هناك جهد مصرى من النقابات المصرية ومثيلتها العربية مدعوماً من نقابة المحامين واتحاد المحامين العرب فى تأسيس مكتب متابعة قانونى (مصرى / عربى) لملاحقة قانونية لهذه الصحف والقنوات فى مكامنها، على كل حرف مكذوب أو تعريض بأسماء معتبرة وطنياً، ولتكن البداية بمكتب مصرى فى نقابة المحامين المصرية بالتنسيق مع نظيراتها فى دول التحالف الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) كخطوة أولى.



التعريض لا يتقصد الرموز المصرية فحسب، بل كل الرموز فى الدول الأربع التى وقفت فى مواجهة الإرهاب القطرى العابر للحدود، صمت الضحايا يغرى بالتعريض بآخرين، وإذا لم نستشعر النار التى أمسكت بثياب يسرا، فالنار تزحف من تحت أقدامنا جميعاً.



استهداف السياسيين والإعلاميين من قاذورات الصراع السياسى، والدور الآن على الأدباء والمفكرين والفنانين، وتلطيخ ثيابهم خطة ممنهجة، وإذا كانت يسرا ضحية اليوم، يا ترى مَن هى ضحية الغد؟.. وإذا كانت يسرا وقعت ضحية «مخاتل» اتصل بها ولم يظفر منها بشىء يبنى عليه أكذوبته، فإن الأمر لا يسلم فى مرات مقبلة أو مع أخريات، وإذا لم تنتفض النقابات المهنية لحماية رمزياتها يصبح الأمر كدعوة مفتوحة لهذه العناصر المخربة لتعيث بين الصفوف فساداً.



مسانداً تماماً، ومتحمساً لمسعى يسرا فى مواجهة النيويورك تايمز، فيسرا التى أعرفها منذ سنوات لا تعمل بالسياسة ولا تقترب حدود ما لا تعرف، وتستقبل كل الدعوات المحترمة برحابة، ولم تخرج علناً بآراء سياسية، ولكنها مثل المصريات جميعاً تبحث عن الأمن والأمان فى وطن آمن.



يكفى يسرا أنها شاركت فى كل الأعمال التى تحارب الإرهاب والظلم والظلام، يسرا ليست زعيمة سياسية وليست مدعية أدوار أو تذهب بعيداً عن بيتها الفنى بحثاً عن دور سياسى تمثله على مسرح الحياة، يسرا معجونة فن، ولا تفهم فى غير الفن، وإذا كانت لها آراء وطنية، فهى ما يلزم كل مصرى فى مواجهة حرب الظلام.