الأحد 22 سبتمبر 2024

في ذكرى ميلاده.. عبد الرحمن عزام أبو الجامعة العربية

8-3-2017 | 19:47

تحل اليوم الموافق 8 مارس، ذكرى ميلاد عبد الرحمن عزام باشا صاحب فكرة إنشاء الجامعة العربية، وهو أيضاً صاحب لقب جيفارا العرب لمشاركته في حروب وحركات تحرر ضد الصرب والإنجليز والفرنسيين وسافر إلى ليبيا ليشارك في الحرب ضد إيطاليا.

عند ذكر اسم الجامعة العربية لابد وأن يتذكر الجميع صاحب فكرة إنشائها وهو عبد الرحمن عزام صاحب الفكرة الجريئة وهي فكرة إنشاء اتحاد عربي يضم جميع الشعوب العربية، وقدم عزام مذكرة بتلك الفكرة للساسة العرب وفي مقدمتهم مصر، وعلى الفور وافق الزعيم مصطفى النحاس وأنشأت جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945وتم اختيار عبد الرحمن عزام صاحب الفكرة ليكون أول أمين للجامعة العربية ، ويعد هذا التاريخ تأكيداً أن جامعة الدول العربية أنشأت قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور، وتكونت الجامعة العربية آنذاك من سبع دول وهي مصر وسوريا والأردن والعراق والسعودية ولبنان واليمن، وكان الهدف من إنشاء الجامعة العربية العمل على استقلال كل الدول الأعضاء وتحرير البلاد غير المستقلة من الاستعمار والتعاون في كل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية بين الدول العربية.

شغلت هموم الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه عقل عبد الرحمن عزام، فقد كانت قضية فلسطين همه الأكبر وأيضاً تحرير سوريا ولبنان وليبيا ، وظل يدافع عن الحركات التحررية في شمال إفريقيا حتى تحررت المغرب وتونس والجزائر.

ومن الطريف أن عبد الرحمن عزام قد سافر في عام 1946 إلى باريس وحضر مؤتمراً صحفياً وتكلم فيه عن مهمام الجامعة العربية، ولم يقتصر حديثه عن قضية فلسطين أو ليبيا كما توقع الفرنسيون بل طالت كلمته قضية تحرير تونس والجزائر والمغرب وتعجبت الصحف آنذاك لجرأة الرجل الذي جاء إلى عقر دار المستعمر ليطالبه بالإنسحاب من دول المغرب العربي.

وبعد خمس سنوات ذهب “عزام” للمرة الثانية إلى فرنسا عام 1951 ليدافع عن قضية المغرب العربي مرة أخرى أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، وقد تحسبت فرنسا لخطورة هذا الرجل عليهم فقامت الحكومة الفرنسية بمحاصرته هو ووفد الجامعة العربية المشارك معه ومنعه من الاتصال بقادة حركات التحرر في المغرب العربي، ولكنه لم يأبه بذلك الحصار ونصح فرنسا بأن ترحل عن شمال أفريقيا وتكسب ودهم وإن لم يحصلوا على استقلالهم فسوف يحملون السلاح لنيل الاستقلال لأنه يعرف أهل المغرب العربي جيداً، وبالفعل بعد عدة سنوات حمل المغرب العربي السلاح وكافح حتى نال استقلاله، وقد عرف الفرنسيون وقتها أن عبد الرحمن عزام كان أبعد نظراً وأصدق نبوءة من حكام فرنسا أنفسهم.