الجمعة 27 سبتمبر 2024

هل احتكر «السبكية» السينما المصرية؟

15-1-2017 | 13:07

لم يعد السكوت علي حال السينما المصرية الذي أصبح لا يسر «عدو ولا حبيب» إلا جريمة يجب أن يُعاقب عليها صناعها والقائمون عليها ! هذه السينما العظيمة التى يقترب عمرها من ١٢٠ عاماً وتصغر أقدم سينما تجارية في العالم بأيام قليلة، وقدمت للوطن العربي أكثر من ٤آلاف فيلم على مدى تاريخها، قد بلغت من الضعف والخيبة إلى الحد الذي جعل الشقيقين أحمد ومحمد السبكى يحتكرانها ويتحكمان فيها ويوجهان بوصلتها حسب أذواقهما أو خلطتهما، ليجمعا ما تدره عليهما من أرباح، بصرف النظر عن النتائج السلبية التى تترتب عليها أو ما ندفع ثمنها من عنف وتحرش وانحراف لشبابنا وتشويه لصورة المجتمع المصرى، بدعوى أنها سينما خرجت من باطنه وتعكس واقعه !

أي باطن وأى واقع هذا الذي يداعب الغرائز ويكرس لفكرة العنف بين شباب ويجعل من اللمبي « الصايع « ومن بعده «محمد رمضان «الشهير بالبلطجى «عبده موتة» قدوتهم ومثلهم الأعلى وبروفايلهم علي مواقع التواصل الاجتماعي !، وأى واقع هذا الذي جعل من الراقصة دينا صاحبة أشهر واقعة تحرش في وسط البلد، ومن بعدها الأرمينية صافيناز التي تحاكم حاليا بتهمة إهانة علم مصر «الرمز» بطلة ونجمة سينما وهى لا تعرف التحدث بالعربية، «مش مهم التحدث المهم حاجات تانية»!

لقد استغل الأخوان السبكي حالة الغيبوبة التي يعيشها جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية أيما استغلال ولعبا على الممنوع في المجتمع، وجعلا منه البطل والقدوة بكل أسف، دون أن يعترضهما أحد بل ترك لهما الجميع الساحة وانسحبوا صاغرين؛ لتصبح السينما المصرية ملكهما ومعهما سداحاً مداحاً بحجة حرية الإبداع !

ملعون أبو الإبداع الذي شوه جيلاً بل أجيالا من شبابنا، وأتلف أخلاقهم ودفعهم نحو ارتكاب المزيد من العنف والتحرش الذي بات ملازما لأفلامهما!

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ترجل الكبار عن عجلة الإنتاج السينمائي وتركوا السبكية يحتكرون السوق في موسم عيد الأضحى ؟ السبكية يا سادة لديهم ٥ أفلام جاهزة للعرض يعنى «كلوا السوق» بالبلدي !

ولما وجدا الساحة خالية والملعب «فاضي» استكثرا «حرق « الخمسة أفلام دفعة احدة واكتفيا بفيلمى «أهواك» و«عيال حريفة» فقط! واللي كنت هتكسبه بخمسة ممكن تكسبه باثنين ! وادخرا الأفلام الثلاثة «الليلة الكبيرة»، و«أبو شنب»، و«من ضهر راجل» لموسم إجازة منتصف العام !

إذن أصبح احتكار السبكية لموسم أفلام منتصف العام مضمونا تماماً وعندما يأتي موسم عيد الفطر وعليكم خير يكون ربك كرمهم بكام فيلم !

والسؤال أين المنتجون الكبار؟ لماذا ابتعدوا عن الساحة؟ ما سر خوفهم؟ لقد راهن المنتج والموزع السينمائي الراحل الكبير محمد حسن رمزي على فيلم الجزيرة ٢ وربح الرهان بل اكتسح ولم يقف أمامه لا السبكي ولا غيره! أين أنت يا عم فاروق صبري يا رئيس غرفة صناعة السينما؟ أين المنتج المحترم محسن علم الدين وأين كامل أبو علي منتج الفيل الأزرق الذي حقق مكاسب تزيد على ١٣ مليون جنيه؟ لماذا ابتعدتم؟ لقد عاد الاستقرار إلى الشارع المصري ودبت الحياة فيه من جديد فلماذا الخوف؟ ثقوا أن أذواق الجماهير مازالت بخير وستبقى بخير وإن كره السبكيون!

أين كتاب السينما المحترمون؟ لقد حان الوقت لكي تعود أقلامهم إلى الساحة بأفكار جديدة تحمل معها الأمل في غد أفضل! وأنتم أيها المسئولون عن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أفيقوا يرحمكم الله، ارحمونا من هذه النوعية من الأفلام الرديئة، تعلموا من التجربة الصينية!

أخشى ألا تكونوا قد سمعتم عنها! الحكومة الصينية أصدرت منذ شهور قانونا يمنع الإسفاف في السينما والتليفزيون نهائيا، وقررت حجب المواقع الإباحية وسحب تراخيص أية فضائية تروج للخلاعة والهلس والمشاهد المخلة وتفسد الذوق العام، ليس هذا فقط بل شرعت عقوبة الحبس لمن يخرج على هذا القانون حتى تحمي شبابها وتحافظ على النشأ الذي تراهن عليه في زعامة العالم مستقبلاً .

وبهذه المناسبة أتوجه بخالص التهنئة إلى أخى وصديقى العزيز الأستاذ حلمي النمنم على تعيينه وزيرا للثقافة، إنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأذكره « يا أخي أبا مهاب ، يا معالى الوزير المحترم أرجو أن تعيد النظر في جهاز الرقابة علي المصنفات، وفي قانونه، وأخبرنا بالله عليك إن كانت مواد خدش الحياء وإفساد الذوق العام ومحاربة الهبوط والإسفاف قد حذفت من القانون أم لا؟

وأتمنى أن نقول في عهدك «وداعاً للسبكية»!

كتب : محمد الحنفى