السبت 18 مايو 2024

صورة مرفوضة !

8-3-2017 | 22:39

كتبت : مروة لطفي

المشكلة : لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

أنا سيدة في منتصف العقد الثالث من العمر.. بدأت مشكلتي منذ الطفولة .. فقد تفتحت عيناي على الدنيا لأرى المشاجرات التي لا تكف بين والداي بسبب إدمان والدي للخمور وما ينجم عنها من غياب وعى يؤدى لتطاوله على والدتي بالقول واليد أحياناً .. وما أن يعود إلى وعيه حتى يسرع بإرضائها لتصالحه مرة بعدما تغضب منه مرات .. هكذا استمر الوضع بينهما حتى وصلت الأمور للطلاق .. فكان تنازلها عن حضانتي ثمناً لتنفيذ طلبها .. وبهذا حرمت من أمي وأنا في الصف الرابع الابتدائي لأفاجأ بعد عام بزواجها وإنجابها طفل بينما ظل والدي دون زواج حتى تخرجت من الجامعة .. ولا أنكر طيبته وحنانه خلال فترات الإفاقة من الخمر لذلك كنت على يقين أن عدم علاجه يعود لوالدتي التي أبت الوقوف بجانبه .. ومن ثم بحثت عن زوج يشبهه في تضحيته وحنانه .. وأخيراً .. وجدته .. والغريبة أنه الآخر يدمن الخمر .. لكنى لم أقف على تلك الجزئية لثقتي بإمكانية علاجه إذا قبلت الوقوف بجانبه .. وبالفعل .. تزوجته وأنجبت منه الولد والبنت لكنني لم أستطع إخراجه من آفة الإدمان فضلاً عن معاناتي من الضرب و الإهانة لأتجرع مرارة المعاناة التي ذاقتها والدتي من قبل كلما ذهب الخمر بعقله .. ولأنني أخشى تكرار صورة أمي فأتردد كثيراً في طلب الطلاق ماذا أفعل؟!

الرد :  في حياة كل منا صورة يرفضها ويحاول بشتى الوسائل تغييرها .. وهذه الصورة كانت لوالدك فقد حاولت مراراً وتكراراً إنكارها خاصة مع تعلقك به وخروج والدتك من حياته وحياتك مما أدى لتحاملك عليها .. واضعة على كاهلها مسئولية إدمانه .. ولكي تثبتي لنفسك نظريتك الوهمية التي تعذبت بها كثيراً .. قررتِ اختيار زوج مماثل له متناسية أن الزواج الناجح يحتاج لبيئة صالحة حتى يجنى ثماره .. ولأنك اخترت من البداية بيئة مفروشة بالخمور فكان من الطبيعي أن تقضى تلك البيئة غير الصالحة على سعادتك الزوجية .. لتكتشفي بعد فوات الأوان كم الظلم الذي عانته والدتك .. بعدها .. قررت إدخال نفسك فى دائرة جديدة من الأخطاء تحت مسمى «الندم» لذا عليك بالاعتراف أولاً بظلمك لوالدتك على مدار سنوات والذي توجتيه باختيار خاطئ .. فتلك هي العقدة النفسية التي دمرت حياتك .. فإذا نجحت في التخلص منها بالإرادة ومواجهة الذات استعدتِ توازنك النفسي..  وهنا فقط تستطيعين اتخاذ قرار الاستمرارية في تلك الزيجة أو الخلاص منها وفقاً لمصلحتك أنتِ وأبنائك..  وأخيراً .. ليس عيباً أن نفشل مرة أو أكثر لكن العيب أن نستسلم للفشل .. فطالما استمرت الحياة ولدت تجارب جديدة أكثر نجاحاً..

    الاكثر قراءة