الثلاثاء 21 مايو 2024

لوم وعتاب وعقاب .. خلوتك مع ذاتك تصحح أخطاء حياتك

9-3-2017 | 09:59

كتبت : هدى إسماعيل

 هناك دائماً لحظة بعينها لا يستطيع أي منا الهروب منها مهما حاول وهى الحديث مع النفس فزحمة الحياة أجبرت الكثيرين على مسايرتها دون الوقوف عند كل موقف ولكن عند الخلوة مع الذات يتبدل الحال فتجد نفسك تلوم وتعاتب وتعاقب على أمور فعلتها.. فماذا يقول الأصدقاء في تلك اللحظات؟

تقول رشا الشهاوي موظفة:"عندما أتحدث مع نفسي في خلوتي أجد الحديث كله قائماً على اللوم والعتاب وأوقات يصل إلى العقاب على الأخطاء التى أقع بها في حياتي ولكن كل هذا بسبب ضغوط الحياة اليومية والإرهاق واليوم الذي يمر سريعا دون أن نشعر به أو حتى نفعل أى ما نهدف إليه، فكثيرا أقول لنفسي أحتاج من يمن علي"ويسندني".

"مصايبي كثيرة".. هكذا يبدأ علاء النجار، مهندس جرافيك حديثه ويضيف:"عند الجلوس مع نفسي أجد نفسي محاطاً بالكثير من الأخطاء، أحاول جاهداً محاسبة ذاتي والعودة إلى الطريق الصحيح والتركيز على المستقبل ومحاولة البدء من جديد فمن وجهة نظري أكثر صديق للإنسان هو نفسه لأنه يعلم جيدا كيف يعيش يومه".

أما دعاء محمد، طالبة بجامعة حلوان  فتقول:"أفكر كيف أصل إلى مرحلة الرضا عن النفس بجانب التفكير في عيوبي وإعادة إصلاحها وأيضا الأهم من كل شيء محاولة البعد عن كل شيء يبعدني عن ربي، فأصعب شيء من وجهة نظري هو الاختلاء بالنفس، ففي بعض الأوقات زحمة الحياة تكون أرحم من الخلوة".

موقف حازم

وترى تقى مصطفى، طالبة بجامعة القاهرة أن أصعب ما في الحوار مع النفس هو اتخاذ موقف حازم معها، فنظراً لأن أقرب إنسان إلى نفسك هو أنت، هناك لحظات كثيرة لا نستطيع أن نفعل فيها ما نريد من ردود فعل ولكن مع النفس نجد أنفسنا نفعل كل ما يحلو لنا من عتاب وعقاب.

وتقول منة أحمد- طالبة-:"في الفترة الأخيرة عندما أجلس مع نفسي أفكر كثيرا عن أيامي التى تمر أمامي دون القيام بأي شيء مفيد حتى عند القيام بأشياء قليلة مفيدة أعاتبها  على عدم الثبات على ذلك الطريق  كل يوم وأوقات كثيرة أجد نفسي أبكي على وسادتي من كثرة تأنيب الضمير".

أما جنة عمر-طالبة في كلية الحقوق-  تقول:"أكيد أنا أقرب شخص لنفسي ولكن الانفراد بالنفس أمر صعب جدا، خاصة إذا صاحبه عتاب  ولوم على كل ما أفعله من خطأ في حياتي، وأوقات أفكر في مشاكل المقربين مني وأكون في قمة سعادتي إذا توصلت إلى حلول لها".

على العكس ما تفعله مها فاروق، خريجة إعلام تقول:"في الآونة الأخيرة بدأت أتجنب كثيرًا، خلوات النفس، لأنها دائمًا ما كانت تعودعليَ بتفكير يسحب من روحي الكثير، تارة كنت أحاسب نفسي على كل مافعلت، وتارة أخرى أشعر بالندم ولوم النفس على كل ما أخطأت فيه، ولكن ما كان يشغلني حقًا، هو التفكير دائمًا في ما ينتظرني في المستقبل البعيد، وكان شعوراً لا أحبه أبدًا، لذلك  حاولت جاهدة أن يتملكني شعوراللامبالاة، وتقبل الحياة كما هي دون الوقوف عند نقطة محددة".

أعرف نفسك بنفسك

وعن الصداقة مع الذات والحديث معها أكدت د.ناهد نصر الدين خبيرة التنمية البشرية أن هناك مقولة سائدة وهى من عرف نفسه فقد عرف العالم، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان نسخة مصغرة من العالم بكل ما فيه، لذلك أقرب إنسان للنفس هى النفس ذاتها، لذلك يجب أن نجلس مع أنفسنا نتعرف عليها، نكتشف ما بها، وأحيانا أخرى نلهو معها ونصاحبها ولكن بمقدار معين وليس لفترة طويلة حتى لا ننعزل عن الناس والحياة، فساعة كل يوم نعيد فيها حسباتنا تكون كـ«غربلة» لكل ما هو سلبي وحزين وخطأ في حياتنا، لأنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض سيكون أميناً معك وصادقاً أكثر من ذاتك.

وتضيف سقراط قال:"أعرف نفسك لأن المعرفة هى البداية"، فعلى سبيل المثال ممكن يكون إنسان"كويس" جدا على جميع المستويات لكن للأسف عصبيته تجعله يفقد الكثير من الأمور، لذلك الفترة التى يجلسها الإنسان في خلوة مع ذاته تعطيه فرصة للتدريب على التحكم في الذات والتخلص من كل شيء سلبي، لكن عليه أن يدرك أنه ليس معنى ذلك قضاء جميع الأوقات مع النفس حتى لا يتحول إلى شخص غير طبيعي، فالغوص بداخل النفس للبحث عن أسباب السعادة بالإضافة إلى إعادة اكتشافها يجعلنا  نجد ما لدينا من ملكة إبداعية ستحسن من مستقبلنا وتضعنا على الطريق الصحيح"