الأحد 29 سبتمبر 2024

واختلفت السينمائيات قبل أن يتفقن !

9-3-2017 | 10:01

بقلم : إقبال بركة

رغم أن المرأة المصرية كان لها الفضل الأول فى بدء وتشجيع ونجاح  صناعة السينما العربية، فلم تلق التقدير الذى تستحقه, وكانت المرة الأولى التى يلقى فيها الضوء على إبداع المرأة السينمائى ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى المصرى الدولى فى دورته الثانية عشر، فى الندوة التى أدرتها ونوقشت فيها فكرة إنشاء اتحاد للسينمائيات العربيات, وكان لتلك الندوة صدى كبير فى الصحافة المصرية والعربية التى غطتها مع شىء من السخرية من النساء والتأكيد على عدم قدرتهن على الاتحاد، وهو ما حدث بالفعل, وسوف أستعين بالتحقيق الصحفى الذى كتبته الصحفية الراحلة عفاف على ونشر بمجلة صباح الخير يوم الخميس 15 ديسمبر 1988.

شاركت فى الندوة المخرجتان الألمانيتان مارجريت فون تروتا ومونيكا ماورور، والفرنسية اليزابيث تليهار مديرة مهرجان كريتى لأفلام المرأة، واللبنانية جوسلين صعب، ودُعيت إليها كل المخرجات المصريات (سينما وتليفزيون) وكاتبات السيناريو، والناقدات، بالإضافة إلى يسر السيوى مديرة الرقابة بالتليفزيون فى ذلك الوقت والفنانة سناء يونس.

وبدأت المخرجة مونيكا ماورور بالحديث عن تجربة إنشاء اتحاد عالمى للسينمائيات (كيوى) التى طرحت فى مهرجان موسكو السينمائى فى يونيو 1987 على أن تكون من أهم أهدافه تسهيل ومساهمة المرأة فى مجالات السينما المتعددة  كمخرجة أو مصورة أو كاتبة على أن يتم تدريبها أيضا, وأشارت المحررة إلى أن فكرة إنشاء اتحاد السينمائيات لم تكن مقنعة لكل الحاضرات فى البداية، واعترضت بعضهن على أن الفكرة تبدو كما لو كانت حربا على الرجل، فقالت الكاتبة نعم الباز لا يمكن للمرأة أن تعزف معزوفة الحياة منفردة وليس هناك حرب بين الرجل والمرأة، وقالت الكاتبة الراحلة فتحية العسال إن التميز على الرجل سواء فى الفن أو فى الحياة مرفوض، وقالت المخرجة إيناس الدغيدى ليس هناك سينما المرأة، وتحيز المرأة لنفسها ضدها وليس معها، واعترفت المخرجة فريال كامل بأنها لا تعانى من مشكلة كمخرجة  ولكن لديها مشكلة كامرأة، فقد احتضنها القطاع العام والتليفزيون هى وغيرها وأتاحا الفرصة للمخرجات كما أتاحاها للمخرجين, وأشارت المخرجة عطيات الأبنودى إلى مشكلة المهن السينمائية كالتصوير وهندسة الصوت فالمنتجين الرجال يعتبرون نساء تلك المهن من الدرجة الثانية, والمعركة الحقيقية ليست بين الرجل والمرأة وإنما حق العمل لكل إنسان، رجلا كان أو امرأة, أما المخرجة الراحلة نادية حمزة فأكدت أن هناك سينما للرجل وسينما للمرأة، وعقبت المخرجة علوية ذكى على كلامها قائلة إنها ضد أن هناك سينما للمرأة وأخرى للرجل فهى تشاهد فنا بغض النظر عمن يقدمه, واعترضت السيناريست وفية خيرى على ذلك قائلة إنها تتحدى أى سيدة قدمت سينما ولا تقدم شيئا عن المرأة, ودافعت المخرجة مونيكا ماورور عن وجهة نظرها قائلة إنها شخصيا لم تقدم أفلاما عن المرأة بل كل أفلامها للدفاع عن فلسطين، ورغم ذلك فهى مع فكرة إنشاء اتحاد للسينمائيات، لا لمحاربة الرجل، رغم احتكاره السينما بكل مجالاتها، وإنما لأن المرأة فى حاجة إلى التعبير عن نفسها وشرح قضاياها خاصة فى الدول النامية, ورغم كل ما أثير فى الندوة من اعتراضات وتخوفات فقد انتهت الندوة بانضمام أغلب الحاضرات إلى جمعية السينمائيات المصريات.

لاشك أن تنظيم مهرجان لأفلام المرأة سوف يؤدى إلى تشجيع النساء على اقتحام المجالات السينمائية المتعددة وإثراء الأفلام السينمائية بمواهبهن وإبداعاتهن وآرائهن, وها هو الجيل الحالى يحقق حلم الرائدات ويكمل مسيرتهن، فأرجو ألا يكررن ما فعله أجدادنا الفراعنة الذين كانوا يمحون ما أنجزه أسلافهم أو ينسبوها لأنفسهم.