أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مبادرة قومية لزراعة أسطح المباني والمنشآت المختلفة، من خلال نماذج جديدة ومبتكرة للإنتاج المتكامل، حيث تم البدء بزراعة الشرفة الرئيسية بالديوان العام للوزارة بالدقي، بالنباتات العطرية المختلفة والخضر.
ونفذت الوزارة هذا النموذج من خلال زراعة نباتات.. النعناع، الكرفس، الريحان، والخس البلدي، و"خس باتافيا"، "خس أوكليف أخضر"، والسبانخ، نبات الكيل، وجميعها زراعات عضوية، بدون استخدام أية مبيدات أو أسمدة.
وتعتمد الفكرة التي تبنتها الوزارة على تقنية الزراعة المائية بدون تربة، كنموذج تطبيقي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من وحدة المساحة بتقنية الغشاء المغذى بدلا من استخدام المواسير المصنعة من مادة "البولي فينيل كلوريد".
وذكرت الوزارة - في بيان اليوم - أن تلك الفكرة تعتمد على الزراعة التكاملية الصديقة للبيئة بحيث يمكن إنتاج الخضروات والأسماك في نفس النموذج، وكذلك يتم تغذية الأسماك على الديدان والطحالب ويتم تغذية النباتات على فضلات الأسماك ويتم تغذية الديدان على مخلفات الخضر الناتجة، مما يعني أن ذلك النموذج لا يتخلف عنه أي مخلفات تضر بالبيئة المحيطة.
من جهته، أكد الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الوزارة، ممثلة في مركز البحوث الزراعية، ستقدم الدعم الفني والمشورة لكافة الراغبين في تنفيذ مثل هذه النماذج سواء من المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو الأفراد، للتوسع في تنفيذ هذه النماذج، نظرا لأهميتها وما لها من مردود صحي يتمثل في إنتاج محاصيل خضر خالية من المبيدات ومتبقيات الأسمدة، فضلا عن مردوده الاقتصادي والذي يتمثل في زيادة الإنتاجية من وحدة المساحة وتعظيم كفاءة استخدام المياه.
وأوضح وزير الزراعة أن هذا النموذج يتغلب على العقبات الرئيسية التي تواجه تكنولوجيا الزراعة المائية وزراعة الأسطح في مصر ويكون بمثابة نقطة مرجعية للمزارعين ورجال الأعمال والباحثين.
وقال البنا إن التوسع في زراعة أسطح المباني السكنية والمؤسسات المختلفة، أمر من شأنه إعادة الحدائق والمساحات الخضراء مرة أخرى إلى المدينة والتي كانت تعتبر متنفسا لساكني هذه المناطق، مما يريح النفس وينقي الهواء.
وأشار إلى أن الفكرة تساهم أيضا في تقليل التلوث البيئي الناتج عن زيادة مساحات المباني والمنشآت مع قلة الغطاء النباتي في المدن، لافتا إلى أن زراعة 1.5 متر مربع من المسطح الأخضر تمد الفرد باحتياجاته من الأكسجين لمدة عام كامل، وكذلك التخلص من المهملات التى تخزن على الأسطح والتى تتسبب فى تشويه المظهر الجمالى للمبنى وتزيد من فرص حدوث الحرائق، والحد من تواجد الكائنات الضارة المختلفة التي تغزو المنازل نتيجة معيشتها بالأسطح المهملة.
وأكد أن تلك الفكرة تساهم أيضا في حماية ساكني الأدوار الأخيرة من الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة خاصة خلال فصل الصيف، حيث تستقبل النباتات أشعة الشمس مما يحافظ على الأسقف ولا تحتاج إلى عملية العزل المكلفة.