شهدت وزارة البترول علي مدار الأسبوع الماضي نشاط مكثف من الاجتماعات مع الشركات المختلفة العاملة في القطاع لتقييم الأعمال والتأكد من تنفيذ البرامج المحددة للإنتاج بكل شركة بالتعاون مع الشركاء الأجانب.
تطوير صناعة البتروكيماويات
والبداية عقد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية الاجتماع الأول بالشركة القابضة للبتروكيماويات وقرر تطوير صناعة البتروكيماويات وتهيئة المناخ الجاذب لاستثمارات جديدة في هذا المجال الحيوي من خلال برنامج التطوير والتحديث الذي يتم تنفيذه حالياً انطلاقاً من أهمية دورها في دعم الاقتصاد الوطني كأحد صناعات القيمة المضافة للثروات الطبيعية.
وأشار الوزير خلال الاجتماع إلي اتجاه عدد من المصانع القائمة لإضافة توسعات إنتاجية والدراسات لإقامة مشروعات ومجمعات بترو كيماوية جديدة بعد انتظام إمدادات الغاز الطبيعي.
وطالب الوزير بالتعجيل بمشروعات البتر وكيماويات الجديدة ذات الاستثمارات المحدودة والتي تتسم بالسرعة فى التنفيذ والتشغيل والعائد مثل مشروع إنتاج الألواح الخشبية من المخلفات الزراعية ببعديه الاقتصادي والبيئي ومساهمته فى ترشيد الاستيراد من الخارج، ووجه باستغلال البنية الأساسية لقطاع البترول والأراضي المخصصة فى إقامة المشروعات الجديدة ذات الجدوى الاقتصادية المرتفعة.
تنفيذ مشروعات باستثمارات 1.7 مليار دولار
وأوضح خلال الاجتماع الكيميائي سعد هلال رئيس شرك البتروكيماويات، أن هناك مشروعات جديدة يتم تنفيذها حالياً وأخرى تخضع حالياً للدراسات المبدئية وهى مشروعات توسعات شركة سيدي كرير " سيدبك " بالإسكندرية لإنتاج البروبيلين ومشتقاته والذي من المقرر تنفيذه على مرحلتين باستثمارات تزيد على 7ر1 مليار دولار ومشروع إنتاج مشتقات الميثانول لإنتاج الفورمالدهيد بدمياط باستثمارات حوالي 50 مليون دولار.
سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك
كما عقد الوزير اجتماع الجمعية العامة العادية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية وأكد خلالها أن الدولة المصرية بذلت جهوداً متزايدة لتأمين الاحتياجات الاستراتيجية للبلاد من الغاز الطبيعى وتوفيره للسوق المحلى والقطاعات الاقتصادية والإنتاجية وسد الفجوة تدريجياً بين الإنتاج والاستهلاك موضحاً أن مصر تشهد نمواً مستمراً في إنتاجها من الغاز الطبيعى سترتفع وتيرته بنهاية العام المالى الحالي وعلى مدار العام المالى المقبل نتيجة الإسراع بإنجاز مشروعات تنمية الحقول المكتشفة في البحر المتوسط ووضعها على خريطة الإنتاج مما كان له أبلغ الأثر في تقليل الاستيراد من الغاز الطبيعى المسال وتخفيف أعباء الاستيراد من على كاهل الموازنة العامة للدولة.
وأكد الوزير على التوسع في المشروع القومى لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل وإحلاله محل البوتاجاز بما يتفق مع رؤية القيادة السياسية التي وجهت بزيادة معدلات التوصيل الى المنازل وأولوية إدخال الغاز إلى القرى والمدن التى لم يصلها الغاز من قبل.
61 % من إنتاج الغاز الطبيعي للكهرباء
كما أعلن المهندس أسامة البقلي رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية ( عن طرح مزايدة عالمية جديدة للبحث عن الغاز الطبيعى والزيت الخام في شرق البحر المتوسط ودلتا النيل الأرضية ، بالإضافة إلى استكمال مشروع المسح السيزمي في الجزء الغربي من البحر المتوسط وعمل حملة تسويقية عالمية تمهيداُ لطرح مزايدة عالمية بالمنطقة الغربية ، مشيراً إلى أنه جارى استكمال مشروعات حفر وتنمية الآبار بالبحر المتوسط ليصل معدل إنتاج الغاز الطبيعى في نهاية عام 2017/2018 إلى حوالي 6 مليارات قدم مكعب غاز يومياً ثم يرتفع الإنتاج تدريجياً بنهاية العام 2018/2019 إلى حوالي 7 مليار قدم مكعب غاز يومياً بعد استكمال مشروعات حقول ظهر وآتول وجيزة وفيوم بالإضافة إلى وضع 39 بئر تنموي على الإنتاج.
وأوضح البقلي أن استهلاك قطاع الكهرباء يبلغ 61% من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي، بينما تمثل باقي القطاعات المستهلكة للغاز، الصناعة والمنازل وتموين السيارات والبترول ومشتقاته 39%، ومن المستهدف تنفيذ مجموعة من المشروعات الجديدة لإمداد محطات الكهرباء باحتياجاتها من الغاز الطبيعي، واستكمال مشروعات إمداد محطات كهرباء المحمودية وغرب القاهرة بالإضافة إلى تدعيم تغذية محطات الكهرباء بالصعيد من خلال إنشاء وحدتي ضواغط بدهشور.
الصعيد أولا وتجميع البيانات بمياه البحر الأحمر
كما رأس الوزير اجتماع الجمعية العامة لشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول، وأكد أن استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030، بمحاورها الاقتصادية والاجتماعية وضعت الصعيد على رأس أولوياتها، وأن قطاع البترول يقوم بدور مهم فى تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال تكثيف الأنشطة البترولية المختلفة بهدف الاستمرار فى توفير احتياجات كافة محافظات الصعيد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعى ، مشيراً إلى أن هناك اهتمام ودعم مستمر من قبل المؤسسة الرئاسية للإسراع فى مشروعات توصيل الغاز للمنازل للتيسير على أهالي الصعيد.
وأشار الملا إلى أهمية الإسراع في تنفيذ مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيقية بالمياه الاقتصادية المصرية بمنطقة البحر الأحمر والذي يعتبر مشروع المستقبل بالنسبة لجنوب مصر وهو فاتحة خير لمصر ويأتي متزامناً مع ترسيم الحدود مع السعودية حيث سيمكن مصر لأول مرة من طرح مزايدات عالمية للبحث عن البترول والغاز بتلك المناطق ليعيد رسم خريطة الاستثمار في صعيد مصر ويساهم في زيادة الاحتياطيات ومعدلات الإنتاج من البترول والغاز.
وأعلن خلال الاجتماع المهندس محمد شيمي رئيس الشركة أن خطة العمل تشمل إنتاج 9ر8 مليون برميل سنوياً ، وحفر 7 آبار استكشافية و11 بئراً تنموياً وصيانة 36 بئراً، وأوضح أن مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيقية تم بالفعل كما وصلت المركب التي تقوم بأعمال المسح السيزمي ثنائي الأبعاد بمنطقة البحر الأحمر وتم الانتهاء من أعمال مسح 4200 كيلو متر طولي من إجمالي 10 ألاف كيلو متر طولي.
كما يتم تجميع البيانات بالمناطق البرية المفتوحة بجنوب مصر، والترويج للبيانات الجديدة وإجراء عمليات التسويق لجذب شركات البحث.
كما بدأ تنفيذ مشروعات للاستفادة من غاز الشعلة بشركتي عش الملاحة وبتروكريم، بالتنسيق مع هيئة البترول لإنشاء شركة لاستغلال غاز الشعلة.
وتقوم شركة جنوب الوادي بتطوير وتحديث القطاع لجذب الاستثمارات في مجال البحث والاستكشاف وتحسين أداء أنشطة الإنتاج والتكرير وتوزيع المنتجات والإصلاح الهيكلي وتنمية الموارد البشرية.
التزام الشركاء الأجانب في حقول الغاز
وأكد الوزير خلال رئاسته لاجتماع الجمعية العامة لشركة بتروشروق التزام الشركاء الكامل بجداول العمل والخطط الموضوعة والتوقيتات المحددة لتنفيذ مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعى الجديدة بالبحر المتوسط انطلاقاً من الثقة والعلاقات التاريخية مع قطاع البترول المصرى والتي يحكمها الأسس الاقتصادية وتحقيق صالح الطرفين.
وشدد الوزير خلال الجمعية على تذليل العقبات أمام تحقيق الخطة الإنتاجية لحقل ظهر من خلال اللجنة العليا المشكلة لإدارة هذا المشروع العملاق، موضحاً أن دعم القيادة السياسية وتشكيل اللجنة كانا أهم أسباب الإسراع بإنتاج الحقل ووضعه على الإنتاج فى وقت قياسي بالنظر إلى الاكتشافات المماثلة على مستوى العالم، كما أضاف أن هناك أعمال بحث سيزمى جديدة تتم بمنطقة امتياز بتروشروق بهدف زيادة الاحتياطيات المؤكدة للحقل.
وأوضح المهندس عاطف حسن رئيس شركة بترول بلاعيم أن الشركة نجحت في تحقيق إنجاز عملاق في مجال صناعة الغاز الطبيعى وهو بدء الإنتاج من حقل ظهر أحد أهم إنجازات وزارة البترول وأكد الاستمرار في تكثيف أنشطة الاستكشاف في منطقة امتياز شروق للتأكيد على الاحتياطيات المكتشفة بالحقل وذلك بالتوازي مع استكمال الأعمال الخاصة بإنشاء التسهيلات البرية والبحرية الخاصة بالمشروع للإسراع بوضع باقي المراحل على الإنتاج في أسرع وقت ممكن للوصول إلى معدلات الإنتاج المخططة قبل نهاية العام المالى الحالي.
وأكد رئيس الشركة أن العاملين بالمشروع يدركون حجم المسئولية الملقاة على عاتق قطاع البترول فى تدعيم خطط الدولة الهادفة لرفع معدلات النمو الاقتصادي وتأمين احتياجاتها وخاصة من الغاز الطبيعى.