الخميس 4 يوليو 2024

الغيرة وأزمات عائلية

9-3-2017 | 10:50

إعداد : نجلاء أبوزيد

ابني سبب كل الخناقات, ابنتي تشعل الأزمات بيني وبين شقيقاتها وأبيها, تكره كل البيت رغم حبنا لها, كانت هذه شكاوى بعض الأمهات من سلوك مشعل الأزمات في البيت عندما يتسبب في مشاكل لا تنتهي, فكيف يتم التعامل معه؟ وهل يحمل الكره للآخرين أم أنه ضحية مشاعر الغيرة؟

حاولنا البحث عن إجابة لدى د. صفاء عبد القادر استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين فقالت: مشعل الأزمات أو "السماوي" كما يطلق عليه بعض الأهالى للأسف هو طفل عادى افتقد الاهتمام والحب والرعاية فأراد أن يلفت الانتباه لوجوده وأن يشاركه الآخرون في معاناته, والمشكلة هنا لا تكون وليدة اللحظة لكن يسبقها مؤشرات كثيرة لا يهتم بها الأهل, فهم عندما يتجاهلون أحد الأبناء لضعف مستواه أو شكله أو لأى سبب ويركزون مع الآخرين أيا كان السبب يزرعون بذور الكراهية والفرقة وتزداد مع الأيام, ولأن الطفل لا يدرك ما يقوله الأهل طيلة الوقت من أنهم يحبون أولادهم بنفس الدرجة لكن يفرق معه السلوك, فيشعر أنه مضطهد ويبدأ في الإيقاع بين أشقائه ونقل كلام يسبب لهم المشاكل في البيت وربما مع زملائهم في المدرسة, وكلما شعر أن ما يفعله يغضبهم ويقلل سعادتهم زاد فيه, وإذا فكر الأهل في معاقبته فإنهم بذلك يعطونه مبررا لسلوكه الانتقامي, لكن عليهم التريث ومتابعة تصرفاته ومحاسبة أنفسهم كيف يتعاملون معه في المواقف المختلفة ولا يحاسبونه على ما يفعله, لكن يمنحونه الحب والثقة في أنه يحب أشقاءه وأنه جزء أساسى في هذا الكيان ولن يرضوا أن يصيبه سوء, بمعنى أن يقوموا بتعديل سلوكه بشكل غير مباشر ومنحه الفرصة لأن يصبح محبا لمن حوله لا كارها لسعادتهم, وبمرور الوقت سيفهم أخطاءه ويحاول تغيير نفسه بشرط تغير معاملة المقربين له, فمثلا تلقيبه بـ"السماوي" يجعل تحسنه مستحيلا لأننا نلصق به الصفة, وكلما وصفناه بصفات طيبة حاول أن يكون سلوكه إيجابيا مع صفته, الأمر يحتاج ذكاء وتمالكا للأعصاب ومراجعة للأسلوب المتبع في التعامل داخل البيت, وختمت مؤكدة أن على الأهل عدم التفرقة بين الأبناء حسب النوع أو الشكل أو المستوى الدراسي لخطورة ذلك على الكيان الأسرى كله.