رغم وجود اتهامات واضحة وصريحة للمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، بتورطه في التعدي على بعض الأشخاص خلال اشتباكات وقعت في نطاق التجمع الأول بمدينة نصر، أمس السبت، إلا أن النيابة العامة قررت إخلاء سبيله هو ومتعلقاته مع استمرار حبس الطرف الآخر، مع العلم أن هناك بلاغ مقدم رسميًا يتهم "جنينة" بالتعدي على ثلاثة أشخاص بعد أن صدم أحدهم بالسيارة.

وبحسب المحضران اللذان تم ضمهما في محضر واحد لوحدة الموضوع، فإن الطرفين يعتبران معتدى ومعتدى عليه، فضلا عن أن تحريات المباحث أكدت أن الواقعة مشاجرة وليست تعدي على رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق كما ادعي، كما طلبت النيابة تحريات الأمن الوطني والأمن العام للتأكد من صحة الواقعة، لكن الغريب أنها أخلت سبيل "جنينة" من سراي النيابة واستمرار حبس أطراف الخلاف من الطرف الآخر.

ووصل "جنينة"، إلى منزله منذ قليل، بعدما قررت النيابة، إخلاء سبيله، واحتجزت باقي الأطراف لحين استكمال التحقيقات.

وكانت مشاجرة قد حدثت بعد أن صدم "جنينة" بسيارته الخاصة الفارهة شخصا يدعى "السيد شرنوخ"، ما أدى إلى كسر قدمه، وقام بعض المواطنين بنقله إلى مستشفى القاهرة الجديدة، وتطورت المشاجرة إلى حد التشابك بالأيدي، ما أسفر عن إصابات في الطرفين.

وعقب تلك الواقعة، اصطحبت قوات الأمن الطرفين لقسم شرطة التجمع، حيث تم عمل المحضر اللازم، قبل عرضهم على النيابة العامة.

كما أمرت النيابة الإفراج عن السيارة الخاصة بـ«جنينة» والتي كان يستقلها في حادث اصطدامه الذي تسبب في إصابة عدد من الأشخاص.

خالد أبو عيطة، محامي ضحايا المستشار هشام جنينة، كشف تفاصيل جديدة في تحقيقات النيابة العامة، وقال لـ«الهلال اليوم» إن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق غير أقواله أمام النيابة، وأكد أنها واقعة سرقة بالإكراه وليست واقعة تعدي كما كان يدعي من قبل.

ولفت محامي الضحايا إلى أن الحادثة لم تقع بالقرب من منزله كما قال في التحقيقات إلا أنها وقعت على بعد 500 متر من منزله، مؤكدًا أن الحادث كان بعيدًا عن منزله.

وأشار إلى أن تحريات المباحث، أكدت صحة رواية "ضحايا جنينة" في واقعة المشاجرة ولم تكن واقعة تعدي أو سرقة في الإكراه، كاشفًا عن أن النيابة العامة طلبت تحريات الأمن الوطني والأمن العام، لافتًا إلى أن التحقيق انتهى مع الضحايا في السابعة والنصف من صباح اليوم، مع استمرار حبس الضحايا الثلاثة مع حارث هشام جنينة فقط.

وأكد "عيطة" أن هناك شيئا غائبا لدى النيابة لأن الضحايا فقط هم المحبوسين رغم وجود أطراف أخرى في القضية وهم المساعد الذي كان معه في السيارة وزوجته الذي هاتفها وتواجدت في مسرح الحادث، دون وجود إصابات بهما.

وأوضح محامي الضحايا، أنهم حرروا محضرهم قبل محضر المستشار هشام جنينة في تمام العاشرة صباحًا أما محضر الأخير كان في الثانية عشر ظهرًا، وتم ضم المحضرين في محضر واحد بسبب وحدة الموضوع، وأصبح الجميع مجني عليهم وجاني في آن واحد لحين التحقق من صحة ادعاء الطرفين.

وتجمهر أهالي المجني عليهم، مساء أمس، أمام النيابة، خشية مجاملة هشام جنينة على حساب أبنائهم، وأكدوا أنهم لا يريدون سوى العدالة مع أبنائهم.

وتدوال رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأهالي ضحايا حادث هشام جنينة خلال تواجدهم أمام النيابة العامة.

وطالب أهالي الضحايا في الفيديو الرئيس السيسي بتحقيق العادلة مع أبنائهم في التحقيقات التي تجرى حاليا مرددين: « أنت فين ياريس.. عايزين العدالة ياريس».