الإثنين 25 نوفمبر 2024

بدون أمراض.. أطفال حسب الطلب

  • 9-3-2017 | 12:37

طباعة

تقرير: إيمان السعيد

تحلم كل أم بطفل سليم معافى خالٍ من الأمراض وفى الوقت الذى اعتادت فيه الأمهات على اتباع طرق تقليدية لإبقاء جنينها فى صحة جيدة كتلك التى تعتمد على نظام غذائى معين أثناء الحمل أو النوم بطريقة ما حتى يشعر الطفل بالراحة داخل رحم أمه تطور علم تعديل الجينات بشكل كبير وأصبح هناك وسائل أخرى يقترحها العلماء من أجل الحصول على طفل سليم بل وتحديد جنس الطفل وشكله و لون عيونه.وآخر ما توصل إليه العلماء فى مجال التعديلات الجينية هو تمكنهم من صنع هيكل جنين حى مشابه لهيكل جنين الفأر الأمر الذى يعد طفرة كبيرة فى علم الجينات خاصة بعد فشل العديد من المحاولات السابقة لصنع الجنين الصناعي.

 

فقد استطاع فريق العلماء البريطانى التابع لجامعة كامبريدج من ابتكار هيكل لجنين الفأر ثلاثى الأبعاد مكون من نوعين من الخلايا الجذعية.إلا أنه فى حقيقة الأمر , وعلى الرغم من نجاح هذه التجربة, ليس من المرجح أن يتطور هيكل جنين الفأر إلى جنين فأر حقيقى يتمتع بصحة جيدة لكن الهدف الأساسى من هذه التجربة هو تسهيل عملية فهم المراحل الأولى فى نمو الثدييات بالإضافة إلى أن نجاح هذ التجربة سيتيح الفرصة أمام العلماء لمحاكاة الخلايا الجذعية البشرية وستساعد هذه التجربة العلماء فى التغلب على أحد المشاكل الأساسية فى علم الأجنة وهى موت الجنين قبل اكتماله. و قد يتطور الأمر فى المستقبل إلى تمكن العلماء من اختيار جنس الطفل عن طريق التلاعب فى الجينات أو تحديد شكل الطفل على حسب رغبة والديه. الأمر الذى أثار قلق دكتور دايفيد كينج مدير مركز « التحذيرات ضد التعديلات الوراثية» و صرح أن «ما يهمه حول إمكانية الأجنة الاصطناعية هو إمكانية خلق جيل معدل وراثيا أو أطفال مستنسخين» الأمر المرفوض من الناحية الدينية و الأخلاقية.

المثير أن قضية التعديلات الجينية أصبحت من أهم القضايا التى تشغل بال العلماء منذ مطلع القرن ٢١ و وصلت إلى ذروتها العام الماضى حين ظهرت( تقنية كريسبر –كاس ٩ ) تلك التقنية التى تعمل عن طريق ما يسمى بالمقص الجينى الذى تم من خلاله تعديل الجينات عن طريق رصد التشوهات الجينية واستبدالها بعناصر أخرى فى الحمض النووي, و تعد هذه التقنية من أرخص التقنيات التى ظهرت فى هذا المجال. إلا أن هناك تقنيات أخرى مشابهة كتقنية Zinc-finger nucleaseالتى تعتمد على حذف الخلايا البيضاء لكى تفتح الباب أمام الأدوية لعلاج أمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) و غيره من الأمراض.

حتى الآن لا توجد أى رقابة دولية على التلاعب بالجينات البشرية، كما هو الحال فى أبحاث الخلايا الجذعية ، فبعض البلدان تسمح بها والبعض الآخر تمنعها والتفاوت يخضع لأسباب متباينة لا حصر لها. والنقاش مازال يجرى تحت مظلة الالتزام الأخلاقى تجاه هذا الجيل وتجاه أجيال المستقبل.

وما بين مؤيد ومعارض اختلف العلماء ورجال الدين فى فكرة تعديل الجينات فمنهم من أكد أن عملية تعديل الجينات لن تتعدى فكرة علاج الأمراض ومحاربة الأمراض الوراثية بينما يعتقد البعض أنه حق الأم والأب تحديد نوع الجنين وشكله حسب رغبتهم , على الجانب الآخر أكد علماء الدين أن عملية تعديل الجينات بها نوع من أنواع تحدى الرب بل إن تعديل الجينات قد يؤدى فى نهاية الأمر إلى خلق جيل جديد معدل وراثيا قد يكون مصابا بالعقم أو أسوأ قد يلد أطفالا مصابين بأمراض من نوع جديد لايعرف الأطباء كيفية التعامل معها, خاصة أن هناك بعض الأشخاص من مؤمنى سيادة العرق الأبيض سيريدون أطفالا بمواصفات خاصة لتتناسب مع معاييرهم الخاصة للتفوق البشري.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة