مع ذكر اسمها يخطر ببالك
على الفور فتاة الصحراء أو «عبلة» فهي الممثلة «كوكا» التي لم تتمكن من الخروج من
دور الفتاة البدوية طوال مشوارها السينمائي، إلا في ثلاثة أفلام فقط
وهي بواب العمارة، ومصنع الزوجات، وسيجارة وكاس .. في ذكراها نلقي الضوء على
مسيرتها الفنية وبعض من جوانب حياتها الشخصية.
كوكا مصرية
لأب ضابط يعمل بالسودان وأم مصرية ولدت في
17 مارس 1917 بالقاهرة، ومع بزوغ فجر شبابها التحقت كوكا بستوديو مصر لتعمل «مونتيرة»
وحصلت من خلال تواجدها بذلك الصرح السينمائي على أول أدوارها في فيلم «بواب
العمارة» مع على الكسار عام 1935 وفي العام التالي حصلت على دور صغير في فيلم «وداد»
مع أم كلثوم .
سر الأميرة الإفريقية
لم تكن تعلم أن أبواب الحظ قد فتحت لها
وهي مازالت على أعتاب السينما، فقد شاركت بدور فتاة زنجية في مسرحية «صندوق الدنيا»
وقد أثارت انتباه مخرج أمريكي رشحها على الفور للقيام ببطولة الفيلم الأمريكي«Jericho» أو
تاجر الملح، وبالفعل شاركت الممثل العالمي «بول روبنسون» بطولة الفيلم.
الطريف في الأمر أن مخرج
الفيلم كتب على الأفيش لقب يسبق اسم كوكا، وهو الأميرة كوكا Princess Kouka وأشاع مخرج الفيلم أن كوكا أميرة إفريقية، وذلك من أجل جذب
الجماهير للإقبال على الفيلم، والأشد طرافة أن المواقع الأجنبية المهتمة
برصد تاريخ السينما مازالت تضع لقب أميرة في السيرة الذاتية لكوكا ومع كل صور
الفيلم.
كوكا ترفض العالمية
بعد نجاحها في فيلم «تاجر الملح» و «الرمال السوداء» انهالت عروض السينما العالمية
عليها ولكنها رفضت بإيعاز من خطيبها المخرج «نيازي مصطفى»، لأن اشتراكها في تلك
الأفلام يستوجب إقامتها الكاملة خارج مصر، وتعويضاً لتلك الفرصة العالمية أوجد
نيازي مصطفى لكوكا بعد أن تزوجها مساحة أكبر في السينما المصرية.
سلطانة
الصحراء
قد تكون ملامح كوكا وبشرتها السمراء سر حصرها في أدوار الفتاة البدوية في السينما
المصرية، فهي أول ممثلة قامت بذلك القدر الهائل من أدوار فتاة الصحراء، ومن أشهر
أفلامها «رابحة» و «عنتر وعبلة» مع سراج منير و«راوية» و«سلطانة الصحراء» و«ليلى
العامرية» و «مغامرات عنتر وعبلة» مع سراج منير أيضاً، و«سر الأميرة» و«وهيبه ملكة
الغجر» و«غرام بثينة» و«أرض الأبطال» و«عنتر يغزو الصحراء» و«الفارس الأسود» و«سمراء
سيناء» و«عنتر بن شداد» مع فريد شوقي وكان آخر أدوارها في فيلم «أونكل زيزو
حبيبي».