«كن دائما بين جنودك فى السلم ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب».. لم تكن فقط مجرد كلمات قيلت على لسان قائد لم ولن ينساه التاريخ المصرى مطلقا، فهو من حفر اسمه فى أذهان المصريين من صغيرهم لكبيرهم، وكان تكريمه مختلفا عن غيره فأطلق على يوم وفاته «يوم الشهيد» ليحيى جميع أبناء هذا الوطن ذكراه، إنه القائد البطل الشهيد «عبدالمنعم رياض».
اليوم التاسع من مارس، فيه ارتقى البطل عبدالمنعم رياض شهيدا بجوار ربه، برصاصة غدر أطلقها جنود عاشوا حياتهم فقط يحلمون بسرقة الأرض.
ابن محافظة الغربية، والذى ولد فى الثانى والعشرين من أكتوبر عام 1919، ليتخذ نفس طريق والده فى حياته فقرر أن يلتحق بالكلية الحربية بالرغم من أن أسرته كانت تريده طبيبا، ومارسوا عليه ضغوطات شديدة حتى وافق والتحق بكلية الطب لمدة عامين ليخرج منها ويلتحق بالكلية الحربية، ويتخرج فيها ضابطا مغوارا على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضه وطنه.
تخرج فى الكلية الحربية، ليعين فى أحد المناصب ثم يتدرج فيه حتى يصل إلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
كان البطل شديد الاعتزاز بنفسه، لا يقبل الإهانة من أحد مطلقا مهما علا مركزه، وفى الوقت نفسه كان متواضعا سريع الألفة مع غيره، مهما قلت مراتبهم، فقد أحبه الجميع، ولم يختلف عليه جنديا أو ضابطا.
بالرغم من كونه قائدا للأركان فإنه قرر الذهاب ومشاركة جنوده وأبنائه المقاتلين على الجبهة، والاطمئنان عليهم، ولكن شاءت الأقدار أن ينال عبدالمنعم رياض المنزلة التى تمناها طوال حياته، وهى الشهادة، على أرض سيناء الطاهرة، وتحديدا فى الموقع «6»، والذى شهد على الدقائق الأخيرة فى حياة البطل.
فقد انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده، واستمرت المعركة التى كان يقودها الفريق بنفسه، حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبدالمنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا فى الجيش متأثرا بجراحه.
خلد اسم عبدالمنعم رياض على أكبر ميادين القاهرة، ولم تكن القاهرة فقط من خلدته فلم تخلُ محافظة فى أرض مصر حتى خلدت اسم الشهيد، سواء على مدرسة أو شارع أو ميدان.
اليوم هو عيد الشهيد البطل عبدالمنعم رياض.