الجمعة 24 مايو 2024

وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعًا اليوم.. سياسيون: القمة تبحث التحركات المقبلة ودعم «أونروا».. ومشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطين أمام مجلس الأمن بتنسيق عربي أوروبي خلال أيام

تحقيقات1-2-2018 | 13:35

فهمي: اجتماع وزراء الخارجية العرب يناقش دعم «أونروا» والتحركات المقبلة

الرقب: مشروع قرار عربي أمام مجلس الأمن خلال أيام للاعتراف بدولة فلسطين

دبلوماسي سابق: «الخارجية العرب» ربما يشكل وفدًا مصغرًا للتواصل الدبلوماسي مع أمريكا

 

أكد سياسيون ودبلوماسيون أن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، هو اجتماع هام للتنسيق للتحركات المقبلة بشأن القضية الفلسطينية وبحث تداعيات القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، موضحين أن الاجتماع سيناقش قضايا أخرى منها دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بعد تقليص أمريكا للمساعدات المقدمة إلى الوكالة، وكذلك التحركات العربية المقبلة أمام مجلس الأمن بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يُعقد، اليوم الخميس، في مقر الجامعة العربية في القاهرة اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وبحث الخطوات التالية، وذلك بعد الاجتماع الأخير في عمّان مطلع يناير الماضي للوفد الوزاري المصغر المكون من وزراء خارجية ست دول عربية هي مصر والأردن وفلسطين والإمارات والسعودية والمغرب بالإضافة إلى الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية.

 

مشروع قرار عربي أمام مجلس الأمن

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة هو استكمال لاجتماع اللجنة السداسية الذي عقد في يناير الماضي في الأردن للتنسيق بالتوجه إلى الأمم المتحدة وتقديم مشروع للاعتراف بدولة فلطسين وعاصمة القدس وكذلك يبحث دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بعد القرار الأمريكي بتقليص المساعدات.

وأوضح "الرقب" في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الاجتماع سيناقش أيضا دعم السلطة الفلسطينية وتوفير شبكة أمان مالي لأن إسرائيل من المتوقع في أية لحظة أن توقف توريد أموال الضرائب والجبايات التي تسلمها للسلطة شهريا، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي ولا سيما فرنسا وألمانيا سيقودان حراكا دوليا للاعتراف بدولة القدس وكذلك الدول العربية.

وأكد الرقب أن الكويت باعتبارها عضو غير دائم في مجلس الأمن ستتقدم خلال أيام قليلة مقبلة في موعد أقصاه الخميس المقبل بمشروع قانون باسم المجموعة العربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي خطوة متوقع أن تعترض عليها الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو، مضيفا أن هناك تنسيقا بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعلى رأسه فرنسا وألمانيا لاتخاذ موقف موحد.

وأشار إلى أنه من المستبعد أن يقرر وزراء الخارجية العرب عقد قمة عربية على مستوى الرؤساء وذلك لاقتراب موعد عقد القمة العادية في نهاية مارس المقبل في الرياض، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستطرح خلال الشهر المقبل أيضا مبادرة للتسوية الفلسطينية وستعمل على تقسيم مدينة القدس إلى ثلاث أجزاء المنطقة العربية تشمل أبو ديس وضواحيها وضمها إلى رام الله باعتبارها عاصمة لفلسطين.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني أن المعلومات الأولية بشأن المبادرة الأمريكية توضح أنها ستبقي على البلدة القديمة بما فيها الحرم القدسي وحائط المبكى تحت سيطرة إسرائيل، موضحا أن الحراك العربي للاعتراف بدلولة فلسطين في الأمم المتحدة هام جدا وهو توجه تقوده الدول العربية والاتحاد الأوروبي قبل أن تطرح الولايات المتحدة مبادرتها.

 

دعم "أونروا" والتحركات المقبلة

فيما قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم يأتي في أعقاب اجتماع الوفد الوزاري المصغر في عمّان مطلع الشهر الماضي، واستكمالًا للخطوات التي بدأها الوزراء العرب عقب القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي.

وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الاجتماع مهم، إذ سيبحث الخطوات التالية للجامعة العربية والاتفاق على الاستراتيجية والتحركات المقبلة مع دعم السلطة الفلسطينية والتحركات التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الماضي، موضحًا أن الاجتماع قد يصدر عنه دعوة لعقد قمة عربية مصغرة على مستوى الرؤساء أو تأجيل انعقاده إلى القمة العادية المقررة في مارس المقبل في الرياض.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الاجتماع سيتطرق أيضًا إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بعدما قررت الولايات المتحدة تقليص ميزانيتها إلى النصف تقريبًا، وكذلك دعم المفاوض الفلسطيني في تحركاته المقبلة أمام مجلس الأمن، مضيفا أن الكويت ستتولى تحرك المجموعة العربية في مجلس الأمن باعتبارها عضوا غير دائم وانتهاء مدة عضوية مصر.

وأكد فهمي أن القمة اليوم ستعمل على تقييم التحركات والتشاورات التي جرت خلال الفترة الماضية وبعد لقاء الوفد الوزاري المصغر في عمّان يناير الماضي، مضيفا أنه مطلوب مزيد من تفعيل آليات التحرك العربية وأن تطور لجان المتابعة العربية أدواتها خصوصا الأردن باعتباره الرئيس الحالي للقمة العربية ورئيس المقدسات الإسلامية في القدس وكل الأطراف العربية وتتواصل مع اللجنة الدولية الرباعية المكونة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.


وفد مصغر للتواصل الدبلوماسي

من جانبه، قال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد الأسبق للبرلمان العربي، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم سيعمل على التأكيد على الالتزام بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة  والتي تتجاوز مائتي قرار بشأن مدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة يسري عليها ما يسري على الأراضي المحتلة.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أنه قد ينتج عن الاجتماع تشكيل وفد عربي مصغر يشمل مصر والأردن والسعودية والمغرب والكويت باعتبارها عضو غير دائم في مجلس الأمن للتحرك الدبلوماسي وقد يزور الولايات المتحدة لمطالبة الإدارة الأمريكية بعدم تطبيق قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأوضح حامد أن الاجتماع سيؤكد أنه في حالة انعقاد دائم وسيدعو مجلس الأمن للانعقاد وبحث تطورات القضية، مضيفا أن التحركات المقبلة ستكون أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي للضغط على الولايات المتحدة لوقف تنفيذ قرارها بشأن القدس لانتهاكه للشرعية الدولية.