في الوقت الذي خفت فيه حدة أزمة طوابير العيش بعد تفاقمها بسبب كارت الوزير علي المصيلحي الذكي، إلا أن بعض الأفران لا تزال تقف عائقًا أمام المواطنين، وتمارس البيروقراطية عليهم، ما يؤجج من غضب الناس ضد الحكومة.
وتقف "فوزية أحمد، 52 عامًا" أمًّا لثلاثة أبناء، أمام إحدى الأفران المجاورة لها بمنطقة العمرانية، وسط عدد من السيدات للحصول على عدد من الأرغفة لإطعام أسرتها، تحمل إحدى البطاقات الورقية لتحصل على نصيبها المحدود من الخبز لحين استخراجها بطاقة لصرف حصتها، قائلة: "العيش كتير بس محدش بيعرف يخده من غير بطاقة أو الورقة، عشان يتصرف له كام رغيف، وأنا عوزة أطلع بطاقة بس مكتب التموين بقاله فترة مش بيطلع بطايق".
وفرة الخبز دون صرفه
وتوضح "فوزية" أنه لا يوجد زحام كما كان في السابق، وأن الخبز متوفر بكثرة، ولكن الأزمة تكمن في طريقة صرف حصتها من الخبز لعدم حصولها على بطاقة، قائلة: "صراحة ربنا مفيش زحمة زي زمان، والعيش كويس ونضيف، بس مش بنعرف نصرفه عشان الكارت بتاع التموين".
تكلفة دعم الخبز
وفقًا لما أعلنته وزارة التموين فإن الدولة تدعم رغيف الخبز بـ38 مليار جنيه في العام الواحد، بتكلفة 31.2 قرشًا للرغيف الواحد بزيادة عن العام الماضي، حيث كانت تكلفة الرغيف 29.4 قرشًا، وذلك بسبب زيادة سعر القمح المستورد.
كما أن ميزانية الهيئة العامة للسلع التموينية مقسمة كالآتي: الخسائر والأعباء 45 مليارًا، التي تشمل دعم الخبز ودعم المزارعين، والـ18 جنيهًا التي تصرف للمواطنين فرق نقاط الخبز على بطاقات التموين، و28 مليون جنيه (أجور)، ومليار و269 مليون جنيه للنقل.
15 يومًا دون صرف
لم يختلف الحال بالنسبة لموسى فايد (30 عامًا)، حيث يقف منتظرًا حصوله على عدد من الخبز المدعوم، لكن دون جدوى بعد توقف بطاقته لصرف حصته بشكل مفاجئ، مما يضطره أن ينتظر أحد المواطنين ليقوم بالشراء له وإعطائه القيمة المادية بعد حصوله على الخبز، ويقول: "بقالي 15 يوم البطاقة مش بتصرف، وبقف متذنب عشان أي مواطن يعطف علي ويديني من الكارت بتاعه، وبعد كده أحاسبه عشان أعرف أأكل العيال".
عامين من انتقاله
ويشير "فايد" إلى أنه تم وقف بطاقته بحجة انتقاله من بني سويف إلى العمرانية دون إثبات إلغائه لبطاقته في بلدته الريفية، بالرغم من انتقاله للعيش في الجيزة منذ عامين، وحصوله على كارت لصرف الخبز منذ فترة، إلا أنه تم وقفها منذ فترة وجيزة، ويقول: "روحت لمكتب التموين قالوا لي لازم أثبت إني لغيت البطاقة في البلد، وأنا بقالي سنتين عايش هنا، وبصرف من الكارت من فترة، ودلوقتي ولا عارف أصرف ولا معايا فلوس أجيب الرغيف أبو جنيه لأني على قد حالي".
وقف البطاقات
يذكر أنه خلال الفترة الماضية أخطرت وزارة التموين والتجارة الداخلية، الشعبة العامة للمخابز بغرفة الجيزة، بوقف العمل بالبطاقات التموينية المؤقتة في عمليات صرف الخبز للمغتربين، خاصة بعد اكتمال منظومة الخبز في الـ27 محافظة.
علاوة على وقف إدارات التموين عدد من البطاقات بناءً على قائمة سوداء قدمتها الشركة التي تمنح الكروت للتموين منذ عام، مما تسبب في حالة من التخبط وتوقف بطاقات الخبز لعدد من المواطنين، رغم استحقاقهم لصرف حصتهم من الخبز.
أصحاب المخابز وتخفيض الحصة
وداخل إحدى الأفران بالعمرانية، يقف محمد أشرف، صاحب مخبز، حاملاً ميكنة لصرف كروت الخبز للمواطنين، محدثنا قائلاً: "اليومين اللي فاتوا الوزير خد قرار بتقليل الحصة من صرف العيش في الكارت الذهبي وصل لـ500 رغيف بدلاً من 850 رغيف في اليوم"، لافتًا إلى أنه في بداية المنظومة كان يتم صرف 2200 رغيف، تم تخفيضها إلى 1700 رغيف، حتى وصل إلى 850 رغيف، إلى أن أصبح 500 رغيف في اليوم، في تخفيض متواصل بناءً على قرارات وزارة التموين في الفترة الماضية".
قرار وزير التموين
وقرر وزير التموين الدكتور علي مصيلحي، تخفيض عدد الأرغفة على الكروت الذهبية لأصحاب المخابز بحد أقضى 500 رغيف للكارت الواحد، بعدما كان يتراوح عدد الأرغفة بالكارت الذهبي من 1000 إلى 4 آلاف رغيف يوميًا، بسبب تلاعب بعض أصحاب المخابز في عمليات صرف خبز وهمية، جدلاً واسعًا بين نواب البرلمان.
مشكلة توزيع الخبز
ويواصل صاحب المخبز حديثه قائلاً: "إحنا بنخبز عيش كتير ومفيش أزمة خالص في توفير العيش للمواطنين، بس المشكلة إن فيه ناس معهاش بطايق عشان تصرف حصتها من العيش، ودي أكبر أزمة موجودة دلوقتي"، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي أزمات داخل محافظة الجيزة بالنسبة لتخفيض حصتهم من الكروت الذهبية، ولكن تظهر الأزمة في المحافظات الأخرى بعد قرار تخفيض حصتهم من الخبز.