الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جراحة فى جسد الوطن

  • 23-2-2018 | 19:38

طباعة
  • ماجدة محمود

بقلم - ماجدة محمود


 شرُفت بلقاء الرئيس السيسى فى اجتماعه برؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وكان ذلك بداية شهر يوليو عام ٢٠١٤ فور توليه رئاسة البلاد وكنت وقتها رئيسة تحرير مجلة حواء، وبعد كلمة الرئيس فُتح باب الحوار وكان يديره الراحل الكبير صلاح عيسى وكنت أول من تحدث قلت للرئيس:



ألمح فى كلمات سيادتك أن منهجك فى التعامل مع الحالة المصرية سيكون منهج الجراح لأن الحالةمستعصية ولكن سيادة الرئيس أحيانا الجراح وهو يجرى جراحة دقيقة بهذا الشكل يصيب دون قصد بمشرطه أوردة أو شرايين وكنت أقصد «أصحاب العوز» كما يحب الرئيس أن يطلق عليهم. 


الرئيس وقتها استحسن تشبيهى له بجراح مصر وقال: نعم الطبيب وهو يجرى الجراحة أحيانا «يلطش» القرارات الاقتصادية الأخيرة أشبه بعملية جراحية فى قلب الاقتصاد المصرى المنهك، القلب محمل بديون خمسين عاما مضت صار متضخما يكاد يتوقف لذا لزم التدخل الجراحى فورا، أذكر أيضا أن الرئيس عندما سئل عند ترشحه للرئاسة عن العصا السحرية التى يشير إليها، وقتها قال: المصريون ، الرئيس راهنعلى وعى المصريين ومازال وكسب الرهان. 


وخلال السنوات الثلاث الماضية وأنا أتابع الرئيس وجدته جراحا ماهرا بدأ جراحة دقيقة فى جسد أصابه الكثير من الأمراض، منها ما هو مزمن مستعص ومنها ما هو قابل للشفاء، الجراح السيسى استعان بفريق من الأطباء المهرة وعندما بدأ العلاج وجد أمراضا استطاع علاجها منها العشوائيات وأكبر دليل على ذلك حى الأسمرات ، تل العقارب ، شرق بورسعيد، الإسماعيلية وغيرها حيث بلغ عدد الوحدات السكنية لسكان العشوائيات ٢٥ ألف وحدة، وعلى الرغم من أن الجسد منهك إلا أن الرغبة فى الحياة دفعت بالجراح وفريق عمله إلى إعطائه قبلة الحياة التى ساعدت على خروج مواليد جدد فأنجز فى سنة واحدة بناء قناة السويس الجديدة والطرق التى أصبحت تربط القاهرة بكل محافظاتها، والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلالة ما أدى إلى توافر فرص عمل أدت إلى انخفاض نسبة البطالة من ١٣.٤فى المائة إلى ١١.٤فى المائة. 


السيسى وهو يستأصل كل هذه الأمراض فوجئ  بأورام خبيثة كلما استأصل واحدة اكتشف أخرى تارة فى المعدة وتارة أخرى فى أجزاء متفرقة من الجسد الذى احتمل الكثير من الآلام التى يصعب على جسد احتمالها، الأورام الخبيثة المنتشرة فى ربوع الوطن أقصد الجسد وهى الإرهاب أرهقت ميزانية الأهل، ضحوا بكل ما هو ثمين من أجل أن يحيا الجسد هذا الجسد الذى إذا مرض تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وبالفعل الجراحة الناجحة أنقذت كثيرا من الأوطان من عدوى المرض أو بمعنى أدق من الموت السريرى.


الرئيس كما ذكرت فى بداية المقال أقر بأن مشرط الجراح قد يصيب أوردة أو شرايين وقد حدث ما كان متوقعا واضطر الجراح إلى زيادة فى الأسعار نتيجة قلة الموارد وعلى رأسها السياحة التى كانت تدر دخلا على البلاد عام ٢٠١٠ يصل إلى ١٢.٥ مليار دولار وعام ٢٠١٧ إلى ٣.٥ مليار دولار، والانفجار السكانى حيث بلغ عدد المواليد وفقا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ٢٠١٦ إلى ٢,٥٩٦  مليون مولود بنسبة ٢٨,٥ فى المائة من كل ألف نسمة حتى وصل عدد سكان المحروسة إلى ١٠٤ ملايين نسمة مطلوب أن يأكلوا، يتعلموا، يعالجوا ويعملوا، لكنه ورغم كل ذلك كان يراهن على صبر الأهل، الذين صبروا صبر أيوب وفقا لاعتراف الجراح. 


ولكن السؤال الذى يلح على والذى كنت أنتوى سؤاله للرئيس خلال أعمال مؤتمر «حكاية وطن»  والذى أعلن في نهاية أعماله ترشحه لفترة رئاسة ثانية، كنت أريد أن أعرف من الجراح، إلى  متى سيظل الجسد يعانى من هذه  الأمراض والأعراض الجانبية التى لا يعلم عذاباتها إلا المولى عز وجل؟ إننى على يقين أنالجسد سيستفيق لأن الجراح ماهر ومصر باقية مهما أصابها من علل .. 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة