السبت 18 مايو 2024

السفير محمد الربيع: مصر واجهت مخططات استهداف الأمة العربية واستطاعت دحرها

أخبار3-2-2018 | 10:43

أكد السفير محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، قدرة مصر على التحدي والوصول إلى حد الكفاية الإنتاجية وسد احتياجات المواطن العربي، داعيا إلى توجيه الاستثمارات العربية صوب مصر باعتبارها صمام الأمان، ليس فقط لمواطنيها بل للمنطقة بأسرها .

 

وقال الربيع في حديث نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن مصر باعتبارها رائدة وحاضنة للعمل العربي المشترك بتاريخها الحافل استطاعت مواجهة مخططات استهداف الأمة العربية التي دبرها أعداء هذه الأمة، وذلك نيابة عن الأمة العربية، داعيا الدول العربية إلى ضرورة دعم جهود مصر وزعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأهمية ذلك ليس فقط لمصر ولكن للأمة العربية.


وأكد أن الرئيس السيسي، يستهدف الخروج من الوادي الضيق والتركيز على المشروعات القومية الكبرى وتنويع مصادر التصنيع من الصناعات الخفيفة والمتوسطة إلى الصناعات الثقيلة ومن الإطار الروتيني إلى التكنولوجيا المتقدمة للنهوض بالاقتصاد المصري، وبناء الصناعات التكميلية والمشروعات الكبري التي تعتمد الحداثة والتطوير لإحداث نقلة نوعية لمصر في إطار خطة ٢٠٣٠ ، وإحلال القمح المصري محل المستورد للوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي خلال الفترة المقبلة بل والتصدير إلى الخارج أيضا . 


وأضاف، إن الأمة العربية تعيش أوضاعا استثنائية سواء بالنسبة للدول الغنية أو الفقيرة على وجه سواء، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي لدول المنطقة يعاني من مخططات دولية تستهدف وضع مقدرات هذه الأمة أمام اختبارات قاسية على كافة المحاور . 


وحذر الربيع من أن معظم دول المنطقة يعتمد في تلبية احتياجاته الحقيقية خاصة من السلع والمنتجات الغذائية الضرورية على شركات ومؤسسات من خارج دولها على الرغم من أن غالبية اقتصادات الدول العربية هي في الأساس اقتصادات زراعية ومنذ فجر التاريخ . 


وأشار إلى إن خطورة الوضع القائم حاليا يتمثل في ندرة المنتجات والمحاصيل الزراعية في ظل تنامي معدلات الزيادة السكانية في غالبية دول الوطن العربي التي ترتفع بنسبة ٤ ٪؜ تصل إلى عشرة ملايين نسمة سنويا الى جانب ارتفاع معدلات البطالة الى نسبة ١٨٪؜ معظمها في فئة الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا فضلا عن ثبات معدلات التشغيل . 


وحث الدول العربية على ضرورة العمل على تنمية القطاع الخاص والحكومي وزيادة الأنشطة المصرفية والتمويل، وإعادة التفكير جديا في تفعيل مفاهيم وآليات التكامل العربي مع ضرورة ادخال مفاهيم جديدة في ظل التكتلات الدولية التي تبحث عن مصالحها في اطار العولمة . 


كما دعا إلى أهمية تعظيم الاستفادة من الإمكانات والموارد الطبيعية والبشرية التي يزخر بها العالم العربي والاستفادة من تنوع الموارد ووضع البرامج والاستراتيجيات التي تعتمد التكامل والتشابك ووضع برامج للصناعات المختلفة والتبادل التجاري وصناعة البرمجيات والاستفادة من تجارب الدول التي سبقت في أحداث التنمية لمواطنيها مثل سنغافورة والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها فضلا عن ضرورة الاستفادة من العلماء، وتطوير برامج التعليم وربطه بسوق العمل في كافة المجالات .

 

وأوضح أن الدول العربية تنفق المليارات على التعليم لكن في النهاية يتوجه النابغون والعلماء الى دول خارج المنطقة حيث يفيدون بعلمهم مجتمعات خارج الوطن العربي مشددا على أنه آن الأوان للبحث عن آلية لتشجيع عودة العقول المهاجرة والترويج للاستثمار داخل المنطقة العربية والعمل على جذب رؤوس الأموال العربية المهاجرة .


ودعا إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والعلوم المتطورة والتركيز على صناعة البرمجيات، مؤكدا أن مسئوليتنا تكمن في ضرورة حماية الأجيال القادمة بالانتباه إلى المخططات التي تحاك لهذه المنطقة . 


كما أكد ضرورة الحفاظ على الموارد المائية وتعميق ثقافة المواطن لترشيد استخدام هذا المورد المهم والحفاظ عليه وضرورة التعاون بين الأقطار العربية ومساندة الجامعة العربية لأداء مهمتها في تطوير العمل العربي المشترك وحماية الأمة العربية . 


وشدد على قدرة الدول العربية لمواجهة التحديات بما تمتلك من امكانات وقدرات وموروثات ثقافية وقيم اجتماعية، داعيا إلى توحيد الصفوف وإن تكون هناك سياسة إعلامية تعمل على رص الصفوف لحماية الشباب العربي لمواجهة ما يخطط لهم من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي وثورة التواصل التكنولوجي التي أصبحت تخترق وتستهدف الثوابت لتفكيك أواصر الأسر والمجتمعات . 


ووجه الشكر للإعلام المصري الذي يرصد هذه المخططات ويوجه التحذيرات لمواجهتها مشددا على ضرورة اعادة التوعية ونشر ثقافة القراءة والاطلاع، كما دعا إلى إقامة المؤتمرات والحلقات النقاشية والاستفادة بخبرات وطاقات المفكرين والمثقفين العرب للتوعية بكافة الأخطار التي تحدق بالمنطقة العربية والتي أصبحت تطال الجميع. 


وحول الجهود التي يبذلها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في مجالات العمل العربي المشترك أوضح السفير محمد الربيع أن هناك الكثير من المجالات التي يعمل من خلالها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لتنشيط التعاون العربي وربط المنطقة العربية بعضها ببعض حيث أنشأ الشركات القابضة التي شملت معظم الأقطار العربية دون استثناء وهو بصدد إنشاء المزيد من الشركات التي تركز على الأمن الغذائي العربي وإعداد برنامج يستهدف تحقيق تحسين معيشة المواطن العربي من خلال الاعتماد على الصناعات التحويلية وكيفية خلق قيمة مضافة للمواد الخام من خلال التصنيع الكامل ونصف المصنع بدلا من الاعتماد على تصدير هذه المواد على هيئتها الخام وخلق فرص العمل المشترك تحت شعار صنع في الوطن العربي . 


وأضاف أن الدول العربية لديها تاريخ في الكثير من الصناعات مثل الصناعات التقليدية والسلع الغذائية والنسيجية والحرفية وغيرها التي يمكن تطويرها والمنافسة بها موضحا أن هناك مشروعات لإنشاء شركة لتصنيع الجرارات وتصنيع الأسماك وتعليبها واللحوم الحمراء للاستفادة مما تملكه الدول العربية من ثروات في هذه المجالات إلى جانب مشروع للصناعات الدوائية لتأمين احتياجات المواطن العربي من الدواء إلى جانب نشاط الشركة العربية للصناعات الدوائية التي تؤدي دورها لتوفير المستلزمات الطبية والدوائية.


وقال: إننا قمنا بإنشاء جهاز لتسويق منتجات الدول العربية خارج الوطن العربي والمنافسة في الأسواق الخارجية . 

ودعا إلى مشروعات الربط بالسكك الحديدية بين دول المشرق والمغرب العربي بدلا من الاعتماد على الطرق البرية في نقل البضائع والاستفادة من انخفاض الأسعار في هذا المرفق قياسا بمرافق النقل البديلة .


كما دعا إلى تطوير الصناعات النفطية وصناعة البتروكيماويات والتكاتف لإعادة إعمار الدول العربية التي تأثرت من مخططات استهدافها والعمل على إعادة تنميتها بما يعود بالنفع على مواطنيها .

    الاكثر قراءة