حذرت ندوة (الإعلام في مواجهة التطرف) من خطورة تاثير وانتشار
الوسائط الإعلامية (ميديا) الجماعات الإرهابية المتوحشة على الشباب والمجتمع عبر التشكيك
في الإنجازات ونشر الشائعات المغرضة، كما نبهت إلى أهمية إحياء محور القاهرة الجزائر
القديم والحاضر والمستقبل والذي لم يغب يوما عن الواقع لما له من استراتيجية مهمة في
ظل المتغيرات العالمية.
وطالبت الندوة التي نظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب في
دورته الـ49، اليوم السبت، وشاركت فيها الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة
والدكتور محمد بغدادي من الجزائر، والدكتور محمد عبده بدوي، بتفعيل دور الإعلام والتعليم
والمؤسسات الدينية في مواجهة الفكر المتطرف والبرامج الاعلامية والارتقاء بلغة الحوار
لضبط المفاهيم عند المتلقي.
وقالت الدكتورة درية شرف الدين إن الإعلام لا يواجه الفتن
فقط، بل يصنعها أيضا من خلال إثارته احيانا للفتن الدولية والطائفية والمجتمعية والنوعية
مثل قضايا المرأة والتحرش، لاسيما أن الاعلام لم يعد كما كان قديما بعد أن دخلت عليه
وسائل التواصل الاجتماعي واعلام المواطن والاعلام الخاص الذي له أجنداته الخاصة من
الناحية الاقتصادية والسياسية والايديولوجية.. الخ.
وأعربت عن اعتقادها أن الإعلام الرسمي لم يؤد الدور المنوط
في به بصورة جيدة في مواجهة التطرف والفتن التي تثيرها مواقع التواصل الاجتماعي وميديا
الجماعات المتطرفة والارهابية، بل ساعد من خلال حالة اللاوعي في تخويف المواطنين من
جرائم لتنظيمات الارهابية، مستشهدة بجريمة تنظيم داعش الارهابي مع الطيار الأردني.
وطالبت شرف الدين بألا يترك موضوع المياه وسد النهضة مع السودان
وأثيوبيا للاعلام يتحدث فيه كيفما شاء، لما قد يكون لذلك من تأثير سلبي على العلاقات
المصريةـ السودانيةـ الإثيوبية المتميزة والوثيقة. وأبدت أسفها لانسياق بعض وسائل الإعلام
أحيانا وراء ما تقدمه بعض القنوات الخاصة ومحاولة تقليدها في ما تثيره أيضا مواقع التواصل
الاجتماعي. وحذرت من الفوضى الاعلامية في العالم العربي مع مايمتلكه العالم العربي
من عدد كبير من القنوات الفضائية التي لا مثيل لها على مستوى العالم الى أن وصل الأمر
إلى تخصيص قنوات للسحر والشعوذة!!.
بدوره، دعا الخبير الجزائري الدكتور محمد بغداد، إلى ضبط
المفاهيم الإعلامية عند المتلقي العربي، محذرا من أن الخطر القادم هو خطر (ميديا الجماعات
الإرهابية) التي تراهن على الهيمنة المتطرفة على عقول الشباب من خلال نشر الشائعات
وإثارة الفتن والتشكيك في الإنجازات، مطالبا المؤسسات التعليمية والدينية بإعادة النظر
في كيفية التواصل مع الجمهور. وحث على ضرورة إحياء محور القاهرة الجزائر القديم والحاضر
والمستقبل والذي لم يغب يوما عن الواقع لما له من استراتيجية هامة في ظل المتغيرات
العالمية.
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد عبده بدوي إن الاعلام يلعب
احيانا دورا سلبيا في إثارة الصراع والنزاعات بين الدول، مشيرا إلى واقعة مباراة مصر
والجزائر وتوتر العلاقات بين الدولتين الشقيقتين في حينه. وانتقد غياب ثقافة الحوار
الهادف عن البرامج الاعلامية لافتا الى ان إحدى البرامج التي تقدم على فضائية خليجية
تسعى لاثارة الشعوب والفتن بين المواطنين والانظمة وبين الدول العربية بعضها البعض.
ودعا بدوي وزارة الثقافة إلى اصلاح ما يفسده الاعلام بسبب
هاجس السبق الصحفي، كما طالب بالتدقيق في اختيار الضيوف بعناية لتعزيز لغة الحوار والصداقة
والتواصل المجتمعي وأن تكون هناك ثقافة مجتمعية للقائمين على الاعلام والمؤسسات الاعلامية
.