الأحد 19 مايو 2024

رئيس منطقة مطروح الأزهرية: عصمنا النشء من الأفكار المتطرفة.. ولدينا قوائم انتظار للالتحاق بالتعليم الأزهري.. وأصبحنا ننافس أقدم وأعرق المناطق الأزهرية.. وإنشاء فرع للجامعة يضمن للفتيات إتمام تعليمهن

تحقيقات3-2-2018 | 18:31

أوضح الشيخ سالم عبد العاطي رئيس منطقة مطروح الأزهرية، أهم المعوقات التي تواجه التعليم الأزهري في محافظة مطروح، باعتبارها محافظة حدودية وبوابة مصر الغربية مع ليبيا، مؤكدًا أن التعليم الأزهري أسهم بنسبة كبيرة في القضاء على الأفكار المغلوطة والمشوشة التي من الممكن أن تؤثر بالسلب على الطلاب في عملية النشء.

ورغم الطبيعة القبلية ونظام العشائر في المحافظة الحدودية، فإن رئيس منطقة مطروح أكد، في حواره لـ«الهلال اليوم»، أن هناك مدًّا أزهريًّا داخل المحافظة، حتى أصبحت لدى القطاع قوائم انتظار في المراحل التي تسبق التعليم الأساسي ورياض الأطفال، تصل للعامين والثلاثة من أجل الالتحاق بالتعليم الأزهري.

ولفت عبد العاطي إلى أن النظام التعليمي كان متهالكًا وبعيدًا تمامًا عن المنافسة، ولا يوجد أي دور فكري أو حضاري، ولكن بعد مجهودات متواصلة باتت المنطقة تنافس أقدم وأعرق المناطق الأزهرية في مصر ابتكارًا وإبداعًا من خلال طلابها بفضل القائمين عليها.

وإلى نص الحوار..

بداية.. ما الأزمات التي تواجهكم في محافظة مطروح؟

هناك عدة أزمات تواجهنا في منطقة مطروح، استطعنا بدعم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التغلب على معظمها، فمحافظة مطروح منطقة حدودية تقع على الحدود الغربية وتعد البوابة الغربية لمصر مع ليبيا التي يتخللها الإرهاب من كل جانب، وإن لم نكن يقظين لتنبيه أولادنا وأبنائنا لمواجهة الأفكار المتطرفة وتعريفهم على المواطنة الحقيقية والعمل على ترسيخ ثقافة نبذ الأفكار المتطرفة والمتشرذمة التي لا تمت بصلة إلى الدين، سوف نفقدهم في بؤرة دموية وعنيفة ونتركهم فريسة سهلة للمتطرفين.


ماذا عن جودة التعليم الأزهري في مطروح؟

مطروح كانت منطقة متهالكة وبعيدة تماما عن المنافسة بين التعليم الأزهري، دون أي دور فكري أو حضاري، أما الآن فالمنطقة تنافس أقدم وأعرق المناطق الأزهرية في مصر ابتكارًا وإبداعًا من خلال طلابها بفضل القائمين عليها.


كيف ترون دور الأزهر الشريف في القضايا المحلية والدولية؟

الأزهر الشريف يسعى دائمًا للارتقاء بالوطن والربط بين النسيج الوطني ونبذ العنف والكراهية، ويعمل دائمًا على تفعيل ثقافة المواطنة وقبول الآخر.


ماذا عن موقف الأزهر من قضية القدس؟

الأزهر جمعنا من شتات الدنيا كلها للوقف مع الإخوة المقدسيين برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما يعلب الأزهر دورًا بارزًا في حل القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن القوافل الدعوية والمساعدات الخارجية وغيرها، لمساندة الضعفاء والمحتاجين في مختلف بقاع الأرض.


هل ترى أن المناهج الأزهرية كافية لترسيخ قضية القدس في قلوب وعقول الطلاب؟

المناهج الأزهرية الحالية غير كافية، وسيتم تطويرها للأجيال القادمة وَفق خطة موضوعة ومدروسة يشرف عليها الأزهر الشريف، فالمعلومات التي تمت بالصلة إلى المسجد الأقصى تحتاج إلى مزيد من الإيضاح وتوضيح المعلومات التي تؤكد عمق علاقتانا بالقدس، وعلى الجيل الصاعد أن يفهم هذه القضية، لأننا دعاة فكر وسماحة ومواطنة، وننبذ جميع أشكال العنف والتطرف في مختلف البلاد، فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه.


ما الذي تحتاج إليه المعاهد الأزهرية من تطوير؟

نحتاج إلى سرعة إحلال وتجديد بقية المعاهد التي تهالكت وتراجعت في أدائها في العملية التعليمية، فشيخ الأزهر لم يبخل علينا بشيء ولكن العملية عملية وقت، حتى نستطيع أن نحرر هذه المعاهد من هذا الإهمال والقصور في العملية التعليمية، فكانت هناك معاهد عبارة عن عشش ومبانٍ بدائية لا تصلح نهائيًّا للعملية التعليمية.


هل هناك إقبال على التعليم الأزهري في مطروح؟

مطروح محافظة ذات طبيعة خاصة بفضل القبائل والعشائر التي تسيطر عليها، لأن لهم فكرًا معينًا وفهمًا للدين الإسلامي، لكن تستطيع أن تقول إن هناك مدًّا أزهريًّا داخل محافظة مطروح، حتى أصبحت لدينا قوائم انتظار في المراحل التي تسبق التعليم الأساسي ورياض الأطفال، تصل للعامين والثلاثة من أجل الالتحاق بالتعليم الأزهري. وإن شاء الله لن أترك هذا المكان حتى إزالة كل ما يعوق التحاق أبنائنا بالتعليم الأزهري.


هل هناك إنشاءات جديدة لاستيعاب الزيادة الطلابية؟

هناك مبنى سنقوم باستلامه يتكون مما لا يقل عن 60 فصلا تعليميا، وسيكون بمثابة هدية لأهالي مطروح، يتم استخدامه كمجمع أزهري لاستيعاب الطلاب في جميع المراحل التعليمية، وهناك أيضًا مجمع "علم الروم"  يحتاج أيضًا إلى بعض الإنشاءات والتطويرات.


ماذا عن المعلمين.. وهل يوجد عجز في بعض التخصصات؟

الحقيقة نعم يوجد عجز في بعض التخصصات، ورغم ذلك هناك إقبال طلابي كبير على التعليم الأزهري، ولكن نستعين ببعض التخصصات المقاربة لسد باقي العجز.


ماذا عن مساهمات الأهالي؟

هناك قطع أراضٍ تم التبرع بها من قبل الأهالي لإنشاء معاهد أزهرية عليها، ولكن يتبقى الإنشاء والتنفيذ، وأخطرنا بها الجهات المختصة بمشيخة الأزهر الشريف لاتخاذ اللازم.


ماذا عن تعليم الفتيات، خصوصًا أن المحافظة يخيم عليها الجانب القبلي؟

الوضع تغير كثيرًا، فتعليم الفتيات أصبحت نسبته مرتفعة، إذ تستمر في التعليم حتى المرحلة الثانوية، ومنهن الآن طالبات في طب وصيدلة وهندسية القاهرة، دون التقيد بالمكان وعدم الخروج من إطار المحافظة كما كان يحدث من قبل.


ماذا ينقص الأزهريين في مطروح؟

ينقصنا فقط إنشاء فرع لجامعة الأزهر بمرسى مطروح، خصوصًا فرع للفتيات لإعفائهن من الانتقال أو منعهن من التعليم بسبب السفر ومغادرة الإقليم، لاستمرار بعض الأفكار مثل رفض تعليم الفتيات خارج القرية، الذي أصبح يزول تدريجيا، وبدؤوا في إلحاق بناتهن بجامعة الأزهر.


ألا توجد منطقة مخصصة لإنشاء فرع لجامعة الأزهر؟

هناك أرض موجودة لإنشاء فرع لجامعة الأزهر في مرسى مطروح، ودائمًا نطالب المحافظ وفضيلة شيخ الأزهر بوضع حجر أساس الجامعة، ونحن في شغف وترقب لوضع حجر الأساس لفرع الجامعة.


ما الكليات التي ترغب في البدء في إنشائها؟

أتمنى أن تبدأ بالكليات الشرعية خصوصًا كلية الدراسات العربية والإسلامية للبنات، التي من شأنها أن تجعل المرأة في مطروح تواصل تعليمها حتى الانتهاء من المرحلة الجامعية.


كيف تعاملت مع الكتب التي تحمل أفكارًا متطرفة؟

هذه ليس مهمة منطقة مطروح بمفردها بل مهمة قطاع المعاهد الأزهرية، ونجحنا بالفعل من تنقية كل المناهج والكتب بالمكتبات، حتى باتت الآن خالية من أي شوائب تعوق الفكر الوسطي وتنمي آلية المواطنة، وأصبح أبناء مطروح من أوائل الطلاب والطالبات على الجمهورية، فالعام الماضي الأول والرابع كانا من أبناء المحافظة.


كم عدد الطلاب في التعليم الأزهري بالمحافظة؟

الآن يتجاوز عدد الطلاب 22 ألف طالب وطالبة بالتعليم الأزهري، وقابل للزيادة.