الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

الأمين المساعد لـ«الأطباء العرب»: الوضع في اليمن «ظلمات بعضها فوق بعض».. وإحصائيات الكوليرا غير صحيحة.. وقواعد الاتحاد تعصمه من «الأخونة». والأوضاع الصحية في تفاقم مستمر

  • 4-2-2018 | 20:42

طباعة

قدم الدكتور عبد القوي الشميري، الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب باليمن، ورئيس لجنة التشريعات بالاتحاد، وصفًا مصغرًا لحقيقة الأوضاع التي يعيشونها اليمنيون تحت وطأة الصراع والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في حق الشعب اليمني.

 

«ظلمات بعضها فوق بعض»، هكذا وصف «الشميري» الأوضاع في اليمن السعيد، الذي حوله الحوثيون إلى ظلام في المجالات كافة، وصولا إلى توقف العمل بجميع مؤسسات الدولة، وارتفاع الأزمات الصحية وتفاقم حالة المرضى التي تحتاج إلى رعاية.

وأكد أن نقابة الأطباء والصيادلة في اليمن توقف نشاطها تماما، ولا يستطيع الأطباء أن يطالبوا بحقوقهم لأنهم من الممكن أن يتعرض للاعتقال والتعذيب.

ولفت الشميري  إلى أن موارد الاتحاد لا تغطي احتياجات المناطق التي تحتاج إلى رعاية وخدمات صحية في الوطن العربي، مؤكدًا أن مصر تمثل قلب الوطن العربي النابض، وذلك في حوار مع «الهلال اليوم» دار كالتالي:

 

في البداية أطلعنا على حقيقة الأوضاع الصحية في اليمن؟

أولًا أتوجه بالشكر لمؤسسة «دار الهلال» على اهتمامها بالأوضاع الصحية في الوطن العربي وفي اليمن، فحقيقة الأوضاع في اليمن غير طبيعية من جميع الجوانب، فالحروب دائمًا تؤدي إلى مآسي صحية اجتماعية واقتصادية، وساعدت في انتشار المرض والفقر والجهل بشكل كبير، وأصبحت "ظلمات بعضها فوق بعض" كما يقول القرآن الكريم.

 

صف لنا الأوضاع في صنعاء؟

كارثة بكل ما تعني الكلمة من معنى، دمار شامل، فصنعاء تعيش كارثة في كل المجالات، أهاليها يعيشون في خوف ورعب وانتقالات، ولا يستطيع أحد أن يعبر عن رأيه ولا أحد يستطيع أن يبحث عن لقمة عيش.

 

ماذا عن مرض الكوليرا في اليمن؟

الكوليرا تضاعفت مع صيف العام الماضي، ولكن المشكلة الحقيقية في الإحصائيات التي سجلت كل حالات الإسهال لليمنيين على أنها أعراض لمرض الكوليرا، مما أدى إلى رفع عدد المصابين بالمرض على غير الحقيقة.

 

هل يعني ذلك أن الكوليرا نسبتها ضئيلة في اليمن؟

كانت مرتفعة خلال الصيف بداية من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر، ولكنها انحصرت الآن بشكل كبير مع دخول فصل الشتاء.

 

وما السبب الذي أدى إلى ظهور أعراض تتشابه مع أعراض مرض الكوليرا؟

المشكلة الصحية كبيرة في اليمن ومتشعبة وتزيد يومًا بعد يوم، وعمليات "الإسهال" طبيعية في الأماكن النائية والحدودية بسبب أوضاع الحروب وانعدام مياه الشرب الصحية، فضلا عن غياب الرقابة على الأغذية والأدوية وكل شيء، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض بشكل كبير وواسع.

 

هل ظهرت أمراض جديدة أو تفاقمت أمراض كانت غير متواجدة؟

نعم، فهناك أمراض كثيرة رافقت تدهور الأوضاع الصحية، فالأمراض المتعلقة بالأطفال عادت للظهور مرة أخرى بعد غياب التغطية بتحصينات أمراض الطفولة الستة وعلى رأسها شلل الأطفال.

وضاعفت الأوضاع الحالية في اليمن الأمراض المختلفة، فأصبحت تتفاقم الأوضاع السيئة لمرضى الكلى والقلب السرطان، فالحالات التي تحتاج إلى رعاية وكلفة علاجها عالية، تدهورت نهائيًا.

 

هناك يمنيون غادروا لبعض الدول العربية والغربية لتلقي العلاج، ما حقيقة ذلك؟

كان اليمنيون يحصلون على العلاج في الداخل، وكان قد غادر اليمنيون بعد تدهور الأوضاع، إلى الدول العربية وخاصة مصر، وبعد توقف الأعمال بالمؤسسات اليمنية نهائيًا ووقف صرف مرتبات الموظفين، مما أثر على الحياة المعيشية في اليمن، وباتوا غير قادرين على تحمل نفقات السفر للعلاج خارج البلاد.

 

هناك تدهور كبير للأوضاع الصحية، فماذا عن المساعدات الخارجية؟

أنت تعلم أن مناطق النزاع تغيب فيها مؤسسات الدولة، والعاملين لا يحصلون على رواتبهم منذ عام ونصف، وتركوا العمل بالقطاع الحكومي، مما أدى إلى اختفاء الرعاية الصحية الأولية، لكن هناك مساعي من الحكومة الشرعية في اليمن والدول العربية، والتحالف العربي وخاصة مركز «الملك سالمان للإغاثة الإنسانية» ومقر مدينة الرياض يقوم بالدور الرئيسي في إرسال الإغاثة الإنسانية، وهو يعد أكبر داعم للصحة في اليمن، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة «اليونيسف»، بجانب وزارة الصحة اليمنية التي تقوم بدورها ولكن تواجه مشاكل في المناطق التي تقع تحت سيطرت الحوثيين.

 

أخبرنا عن أوضاع الأطباء ونقابتهم؟

نقابة الأطباء والصيادلة في اليمن توقف نشاطها تماما، كما توقفت كافة المؤسسات، ولا يستطيع الأطباء أن يطالبوا بحقوقهم خاصة وأن نقابتهم مقرها صنعاء، لأنهم من الممكن أن يتعرضون للأذى والاعتقال والتعذيب.

 

كيف تصل المساعدات السعودية والعربية إلى صنعاء؟

المساعدات تصل لليمن وصنعاء عبر جهات دولية مثل الصليب الأحمر واليونيسيف والصحة العالمية، ولا يوجد تعنت مع المنظمات الدولية، التعنت فقط مع المنظمات العربية واليمنية.

 

هل الدعم المقدم للاتحاد كافٍ لتغطية الاحتياجات الصحية في الوطن العربي؟

الدعم غير كافٍ لتغطية الاحتياجات الطبية في الوطن العربي، ولكن الاتحاد لديه طموح ليقدم جميع الخدمات الطبية لجميع المناطق شديدة الاحتياج في الوطن العربي، فالأزمات الحالية بالاتحاد زادت من الحاجة بشكل شديد، والموارد لا تغطي، والاتحاد يعمل بقدر ما يستطيع، فهو يقدم برنامج لمكافحة الكوليرا في اليمن، بجانب مشروع إرسال فريق طبي لمعالجة الجرحى والمصابين من المواطنين.

ويعمل الاحاد أيضًا في كل الدول الإفريقية، ولديه قافلة في مجال مكافحة العمى في بنين بالإضافة إلى مشروع يخدم مسلمي الروهينجا، هذا إلى جانب دوره في الصومال وسوريا وكل مكان، وهو يعمل دون توقف، لكن الاحتياج أكبر من الموارد.

 

ماذا تقدم مصر تحت قيادة الرئيس السيسي للمنظومة الصحية العربية؟

مصر هي قلب الأمة العربية النابض والأم الحنون للوطن العربي، والرئيس السيسي رئيس بحجم مصر وقيمتها الكبيرة.

 

هناك أحاديث عن عمليات الأخونة داخل المؤسسات، ماذا عن الاتحاد؟

لم يتعرض الاتحاد لأي محاولات أخونة، لأن الاتحاد ليس مؤسسة مصرية بل مؤسسة عربية يمثل كل العرب وكل النقابات الطبية العربية ولا يتبع جماعة ولا حزبًا ويعمل بعيدًا عن السياسة ولا يتبع دولة بعينها، فضلا عن أنه حال تقديم أي شكوى، فإنه يتم التحقيق والبت فيها على الفور، ولا نسمح بأي تجاوزات أو انتماءات.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة