أكدت ندوة " العلاقات الثقافية المصرية الروسية... التحديات والإمكانات"، على أهمية توطيد التعاون الثقافي بين البلدين ، والارتقاء بها على مستوى العلاقات السياسية بين الجانبين.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49 ، والتي شارك فيها الدكتور هشام مراد رئيس قطاع العلاقات الخارجية لوزارة الثقافة ، والدكتور أليكس تيفانيان مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة والدكتور محمد ناصر الجبالي استاذ اللغة الروسية بجامعة عين شمس ، الدكتور وليد على ، استاذ مساعد الآثار بجامعة الفيوم ، ويديرها شريف جاد بمعرض القاهرة الدولي.
دعا الدكتور هشام مراد رئيس قطاع العلاقات الخارجية لوزارة الثقافة ، الى تقوية العلاقات الثقافية والاعلامية مع روسيا ، لاسيما وأن موسكو تربطها علاقات جيدة بالقاهرة على المستوى السسياسي.
وقال مراد ،إن القوى الناعمة تؤثر على مدركات الشعوب للأمور ، وأن وزارة الثقافة كان لديها توجه لتوطيد العلاقات وزيارة روسيا لولا الالتزامات التي حالت دون ذلك، ووجه مراد دعوة الجانب الروسي للعمل على رفع حجم التبادل المعرفي بين البلدين ، مشيرا إلى أن الثقافة الروسية تحتاج إلى تسويق جيد.
وقال شريف جاد اننا حصلنا مؤخرا على 100عنوان من أعمال الأدباء الروس المعاصرين لأننا توقفنا عند الأدباء القدماء امثال تشيخوف وتولوستوى ، مؤكدا أن العلاقات الثقافية بين الجانبين في الوقت الراهن لا تليق بحجم التبادل المعرفي التاريخي بين البلدين.
ومن جانبه ، أعرب الدكتور محمد نصر الجبالي استاذ اللغة الروسية بجامعة عين شمس ، عن تفاؤله إزاء إثراء العلاقات المصرية ـ الروسية التي تشهدها المرحلة الراهنة من دفء في العلاقات السياسية والثقافية بعد أن أصابها بعض الجمود خلال فترة الثمانينيات في القرن الماضي.
وقال إن العقد الأخير شهد العديد من أعمال الترجمة عن طريق الهيئة العامة للكتاب ودور النشر الخاصة حيث تم ترجمة ما يزيد عن مائتي عمل أدبي وسياسي من وإلى الروسية و العربية ، منوها بأن بطرس الأكبر عندما انفتح على العالم وقام بارسال البعثات للخارج قام بارسال بعثات إلى مصر والهند لإدراكه التام بموقع مصر وأهميتها بالنسبة إلى روسيا ، كما اخذ بنصيحة الطهطاوي الذي كان يعد أول مصري وعربي يتجه إلى روسيا في بعثة علمية كان لها أثرها في نشر اللغة العربية فيها ، منوها بانه أخذ بنصيحة الطهطاوي في عدم ارسال مبعوثين إلى الدول العربية من غير الناطقين بها الرعايا الروس حتى يكونوا على مقربة من الثقافة العربية وخصوصيتها.
وأشار إلى أن الأقاليم الروسية أكثر اهتماما بمصر والتعرف عليها بل لديهم حرص على تعلم اللهجة المصرية.
ومن جانبه ، قال أليكس تيفانيان مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة ، إن العلاقات الصداقة المصرية ـ الروسية تمر بمرحلة متقدمة وتشهد ازدهارا في كافة المجالات بل والتنسيق في أحيانا كثيرة ، وأن التنسيق مستمر مع المسئولين المصريين للاحتفال بمرور خمسة وسبعون عاما على العلاقات المشتركة بين البلدين.
واعرب تيفانيان عن سعادته لوصول المنتخب الوطني المصري إلى نهائيات كأس العالم 2018 والتي ستقام في روسيا ، منوها بانه سيتم افتتاح "بيت مشجعي المنتخب" بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة يوم 8 فبراير الجاري ، مضيفا أن المركز سيقوم بافتتاح تمثال لأول رائد فضاء روسي ، وأيضا تمثال دبن ديسكوف الذي كان قد قام بزيارة مصر والعمل بالمركز . خلال شهر أبريل القادم.
وقال إن المركز يقوم بتنظيم دوارات تدريبية فى تعليم اللغات بالتعاون مع الجامعات المصرية ، وأنه سيقدم منح دراسية لأكثر من 100 طالب ، خاصة فى التخصص النووى ، لان مصر تحتاج لهذة الكوادر.
من جانبه ، قال الدكتور وليد على ، استاذ مساعد الآثار بجامعة الفيوم أن روسيا بها آثار إسلامية كثيرة ، وهذا يعكس مدى الترابط بين الحضارتين ، مضيفا أن جامعة الفيوم لديها مع ثلاث اتفاقيات تعاون مع جامعة موسكو ، موضحا بأن إحدى الاتفاقيات تنص على مشاركة الطلاب عمليا فى البحث والتنقيب عن الاثار ، وانه تم وضع جدول زمنى لتفعيل تلك الاتفاقيات لتبادل الخبرات بين البلدين ، لافتا إلى حصول عشرة طلاب على دبلومات من روسيا في هذا المجال .